نضال عظيم خاضته المرأة العربية في السنوات الأخيرة، ساهم في تطويرها اجتماعيا واقتصاديا، ووصلت الى مناصب بهدف دعم نساء اخريات لتحصيل حقوقهن وحمايتهن وتطويرهن مهنيا واجتماعيا، ميسم جلجولي رئيسة نعمت المثلث الجنوبي في نقابة العمال الهستدروت، تعتبر من النساء الناجحات اللواتي خضن معارك شرسة لدمج المرأة في الحياة الاجتماعية وتحصيل المساواة لها في الحقوق المهنية. كما اختيرت كواحدة من افضل النساء في البلاد. فماذا تحدث "بكرا".
حدثينا عن نفسك اكثر، مهنتك، حياتك الاجتماعية والعائلية، كيف بدأت مسيرتك، وما هي الصعوبات التي واجهتيها في مسيرتك للوصول الى النجاح؟
انا من مدينة الطيرة، انهيت اللقب الأول في علم الجريمة والاجتماع من جامعة بار ايلان، وبدأت العمل كمرشد في وحدة النهوض بالشبيبة في بلدية الطيرة وفي نفس الفترة تزوجت ودرست أيضا القب الثاني، اعتبر هذه الفترة هادئة حتى عام 2005 حين قررت بلدية الطيرة بخطة اشفاء حيث تم ايقاف غالبية الموظفات عن العمل، وللأسف الشديد لجنة الموظفين بدلا من الحفاظ على حقوق العاملات تعاونت مع البلدية ووقعوا على خطة اشفاء غير منصفة بحق النساء المستضعفات، وهنا بدأت مجموعة من الموظفين والموظفات بحملة اعتراض على خطة الاشفاء شمل مظاهرات واحتجاجات، حيث ان خطة الاشفاء كان سببها فشل إدارة البلدية، توجهنا للهستدروت وتوجهنا للمحاكم والقضاء وخضنا معركة طويلة، وبالنهاية رشحت نفسي لرئاسة لجنة الموظفين حتى امنع خطة الاشفاء، ونجحت ان اتولى المنصب، واستمرينا بالمحاربة لتغيير إدارة البلدية، وبعد سنتين حصلنا على إدارة جديدة للبلدية التي عملت على تحسين الوضع، وفي النهاية قررت الانضمام للهستدروت ورشحت نفسي باسم الجبهة لرئاسة نعمت المثلث الجنوبي ولأول مرة بتاريخ المثلث الجنوبي حصلت الجبهة على رئاسة نعمت في الهستدروت وبدأنا بالتغيير في بلدية الطيبة، كما بدأنا العمل على وجود تمثيل نسائي لائق في كافة البلديات والمجالس المحلية، وافتخر ان أعضاء لجان الموظفين نساء وقمنا بتغيرات كبيرة جدا ملموسة من ناحية الحفاظ على مصلحة الموظف والموظفة، ونعمل بجهد على مساعدة النساء الانخراط في الحيز العام سياسيا واجتماعيا وأيضا الخروج الى العمل وامور أخرى، مثل الحقوق بالعمل. ويهمنا ان تكون النساء سفيرة لقضايا تخص مجتمعنا كله وتحاول معالجتها.
كيف تصفين مكانة المرأة العربية في مجتمعنا بشكل خاص وفي البلاد عموما؟
المرأة العربية متأخرة خلف المرأة اليهودية بدرجات كثيرة، بسبب سياسات الحكومة والتمييز ضدنا كمجتمع فلسطيني في البلاد وكوننا نساء في مجتمع عربي ذكوري يميز ضد المرأة وينظر اليها كتابعة وليست انسانة متساوية الحقوق، لذلك فان وضع المرأة العربية بحاجة الى عمل دائم لتحسينه، علما ان هناك تحولات كبيرة في وضع المرأة العربية، حيث استطاعت ان تخوض مجالات كثيرة مثل التعليم ولكن مشكلتنا الكبيرة هي عدم وجود النساء في الحيز العام والسياسي الذي له تأثير كبير على مجريات الأمور، وتشغيل النساء أيضا حيث ان نسبة النساء العاملات العربيات هي فقط 30% مقارنة ب 80% من النساء اليهوديات العاملات، علينا كمجتمع ان نناضل للحصول على حقوقنا علينا ان نطلب من الدولة العمل على تطوير مكانة المرأة العربية في البلاد. وانا ادعم مشروع "مي تو" حيث ان مجتمعنا يعاني من ظواهر التحرشات خصوصا في أماكن العمل وللأسف المرأة تخاف ان تشتكي لذلك علينا ان نتجند كمجتمع لحماية المرأة، من القتل والتحرش.
كيف تشعرين بانك ساهمت من خلال مسيرتك المهنية ونجاحاتك بخدمة مجتمعك؟
اشعر انني ساهمت بخدمة مجتمعي، واعتقد ان كل نشاط ممكن ان يحدث تغيير، تطرقنا الى قضية النساء والعمل كما ان عملنا بنعمت ساعدنا عشرات النساء ان يجدن أماكن عمل، وأيضا وجود النساء في لجان الموظفين وتأثيرهن على أماكن العمل، كل عمل نقوم به هو يخدم المجتمع، وأتمنى لو كان لدينا موارد اكبر حتى نزيد نشاطنا ونصل الى شرائح لم نصلها اليها من النساء. لان الموارد المادية والبشرية محدودة. مشكلتنا اننا لا نحصل على تمويل حكومي وحكم محلي او مؤسسات رسمية للأسف العمل هو تطوعي وعمل مجتمع مدني. وليس دعما حكوميا رسميا.
ما هي الجوانب التي تشعرين بان المرأة العربية في مجتمعنا ظلمت فيها؟ واكثر الجوانب التي نجحت بها؟
المرأة العربية ظلمت في كل الجوانب ولكنها استطاعت بقدراتها واصرارها ان تقوم بتغييرات كبيرة، مثل التعليم العالي، حتى نرى ان النساء تتوجه لمواضيع علمية وتكنولوجية، وهذا تغيير إيجابي. اعود وأكرر من اجل التغيير نحن بحاجة الى شراكة وايمان مشترك.
تمنياتك للمرأة ونصائح توجهينها لها في يوم المرأة وطموحاتك المستقبلية؟
أتمنى لكل نساء العالم وبالأخص العربيات والفلسطينيات ان يطوروا أنفسهن وان ينتهي الاحتلال وان نعيش بحرية وحياة كريمة، واطلب من كل امرأة ان تكافح وتناضل من اجل حقوقها وان تحقق احلامها، هناك نساء كثيرات بالرغم من الصعوبات استطاعت ان تنجح، العمل بهدف التغيير بحاجة الى شراكة ويد واحدة لا تصفق، نحن بحاجة الى الأخوية النسوية حتى نقوم بتغيير، انا سأستمر بعملي الاجتماعي والسياسي لخدمة مجتمعنا ككل وسأوسع الدوائر التي تساهم في التغيير وان لا يكون عملي نسويا فقط وانما في كل مجالات المجتمع.
[email protected]
أضف تعليق