المهندس الضاهر: ضاهر العمر أسس مراكز مدنية متطورة عمرانيًا وساهم في الانفتاح الديني والحضاري والتجاري
سويد: برنامج لقاء الشهر في المركز العربي للتخطيط البديل منصة لتعزيز المعرفة والثقافة وتطوير آفاق النهوض المجتمعي.
ضمن برنامج لقاء الشهر، استضاف المركز العربي للتخطيط البديل المهندس زياد ضاهر في ندوة خاصة بعنوان "الآثار العمرانية لظاهر العمر في فلسطين"، بمشاركة العشرات من أصدقاء المركز وطاقمه. افتتح الندوة شادي خليلية بكلمة ترحيبية وبالتأكيد على استمرار عقد هذا البرنامج الشهري للتباحث حول قضايا ومواضيع مجتمعية وثقافية وعلمية، لتوسيع افاق العمل والمعرفة، وشحذ الهمم لتطوير آفاق مجتمعية جديدة من خلال هذه الندوات.
واستمع الحضور الى ندوة شيّقة ومعلومات جديدة حول ظاهر العمر الزيداني، وتاريخ حياته وانجازاته العمرانية الهامة، حيث قدم المهندس زياد ضاهر شرحًا مستفيضًا حول اهم المحطات التاريخية وأعمال وانجازات ظاهر العمر في مختلف المناطق في شمال فلسطين، بمرافقة اعماله الفنية ولوحاته الإبداعية التي تشخص شخصية ظاهر العمر والقلاع والمباني التاريخية التي قام ببنائها وساهم باقامتها.
وأكد الضاهر ان المعالم العمرانية التي أقامها ظاهر العمر كانت متعددة فمنها القلاع والسرايا التي كانت مراكز لحكمه في المناطق المختلفة، ومنها المباني التجارية كالاسواق والخانات ومنها المباني الدينية من كنائس وجوامع. وقد وصلت حدود نفوذ ظاهر العمر الى منطقة اربد عبر نهر الأردن، حيث اقام قلعة تبنة قرب اربد. وكان ظاهر العمر قد أقام قلاعًا عديدة في منطقة الجليل، وفي مرج ابن عامر في منطقة خنيفس (كيبوتس سريد اليوم) وجباثا (كيبوتس جفات اليوم)، وقلعة المشيرفة قرب عرب الحجاجرة، وتل الهرج قرب ابطن، وفي حيفا وعكا وطبريا وصفد وشفاعمرو وجدّين وصفورية وغيرها.
وأسهب المهندس الضاهر في تفصيل الخلفيات التاريخية والحوادث والمعارك التي تقف وراء كل بناء، والدوافع التجارية والحربية لتوسع ظاهر العمر وسيطرته على مناطق واسعة، والعلاقات المتباينة بينه وبين الدولة العثمانية وولاتها في صيدا وبيروت والشام ونابلس، والتقارب بينه وبين علي بك الكبير حاكم مصر.
وحاور المشاركين في نهاية الندوة المهندس الضاهر حول بعض القضايا، وطرحوا عليه عددًا من الأسئلة. وشكر الدكتور حنا سويد رئيس المركز العربي للتخطيط البديل المهندس الضاهر على ندوته القيمة، وأكد على الاستفادة الكبيرة التي استمتع بها الحضور لأهمية المعلومات التي يجهلها عامة مجتمعنا حول هذه الشخصية البارزة التي صنعت التاريخ وأسست نموًا عمرانيًا وارثًا حضاريًا نعتز ونفخر به، ويجب علينا رعايته والمحافظة عليه وتحفيز الأجيال الناشئة لمعرفة واكتشاف المزيد عن هذا الإرث العظيم.
[email protected]
أضف تعليق