كشف المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري عن سيناريو تعمل عبره الجماعات المسلّحة على القيام بهجوم كيميائي خلال الأيام القادمة من أجل اتهام الجيش السوري به.

وفي كلمة له خلال جلسة مخصصة للوضع الإنساني في سوريا، قال الجعفري إنه في صباح يوم 20 شباط/ فبراير الحالي، دخلت ثلاث شاحنات تركية إلى إدلب تحمل مادة الكلور عبر معبر باب الهوى.

وأشار الجعفري إلى أن شاحنتين من الشاحنات الثلاث هذه توقفت في قرية قلب لوزة في ريف إدلب، بينما تحرّكت الثالثة إلى قرية الهابط في ريف إدلب الشمالي.

وبحسب الجعفري، فإن المعلومات المتوفّرة لدى الحكومة السورية تؤكد "أن الإرهابيين يحضّرون لعمل إرهابي يتم فيه استخدام الكلور على نطاق واسع لاتهام الجيش السوري بذلك"، مضيفاً أن "هؤلاء الإرهابيين لديهم تعليمات صارمة من الاستخبارات الغربية والتركية لفبركة الهجوم الكيميائي قبل تاريخ 13 آذار/ مارس"، ذلك أن انعقاد الدورة الـ87 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيتم بهذا التاريخ.

وتابع الجعفري أن الشاحنتين موجودتان في قرية قلب لوزة، بينما تتواجد الشاحنة الثالثة في مقر تابع لهيئة تحرير الشام (النصرة) في الجهة الشمالية الشرقية لقرية الهابط مع تواجد أعداد كبيرة من الإرهابيين يقومون بإفراغ الشاحنة في ذلك المكان.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت من أن مجموعات مسلّحة غير شرعية متمركزة في غوطة دمشق تخطط لهجوم استفزازي بالمواد السامة، وذلك بهدف اتهام الجيش السوري باستخدام السلاح الكيميائي.

السعودية ودول أخرى ما زالت تدعم مسلحي الغوطة
واتهم مندوب سوريا في الأمم المتحدة الجماعات المسلّحة بأنها عمدت إلى استهداف الممر الإنساني في الغوطة الشرقية، وبأنها تستخدم المدنيين رهائن ودروعاً بشرية هناك، مشيراً إلى أن إمدادات المسلّحين في الغوطة من قبل الدول الداعمة لهم من بينها السعودية ما زالت مستمرّة حتى الآن، على حد قوله.

ولفت الجعفري إلى أن الجماعات المسلّحة منعت السكان في الغوطة من الخروج من المنطقة، متهماً محمد علّوش عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة بأنه رفض خروج أيّ مدني من الغوطة.

وعبّر الجعفري عن أسفه لتجاهل المجتمع الدولي لمعاناة المدنيين في دمشق جراء القصف المستمر من قبل المسلّحين، معتبراً أن الهدف من القرار الدولي الأخير بشأن الغوطة هو استخدام مجلس الأمن لعرقلة تقدّم الجيش السوري وحلفائه في مواجهة الجماعات المسلّحة.

الجعفري شدد على أن سبب تأجج القتال في الغوطة يعود إلى استهداف دمشق بألفي قذيفة، مما أدى إلى استشهاد 66 مدنيّاً وجرح المئات.

الوضع الإنساني للمدنيين في مناطق سيطرة التحالف أسوء من غيره
ونقل الجعفري مطالبة الحكومة السورية بحلّ التحالف الأميركي الذي وصفه بغير الشرعي، قائلاً "التحالف الأميركي مختص بقصف ريف دير الزور الشرقي واستهداف المدنيين".

وأكد الجعفري أن الوضع الإنساني للمدنيين في مناطق سيطرة التحالف الدولي أسوء من غيره في سوريا، متهماً واشنطن بأنها تدير حملة منظمة للترويج لاستخدام الكيميائي في مناطق سيطرة الإرهابيين.



نائبة المندوبة الأميركية تستند إلى رسالة التنظيمات المسلحة في الغوطة

ويأتي كلام الجعفري عقب كلمة لنائب المندوبة الأميركية تيري كيلي تحدث فيها عن بنود القرار 2401، واتهمت روسيا بعدم الالتزام بتطبيقه، على حد تعبيرها.

وبحسب كيلي فإنّ "المئات قتلوا وأصيبوا" بعد صدور القرار واستندت إلى رسالة التنظيمات المسلحة إلى مجلس الأمن قبل أيام والتي اتهمت دمشق باستخدام غاز الكلور في إحدى مناطق الغوطة وقالت إنّ ذلك يعتبر "إزدراءً للمجلس".

وأضافت "لا يمكن تغيير الوضع على الأرض إلا إذا عملنا معاً جميعنا. لكن روسيا وإيران وسوريا لم تلتزم بالتطبيق".

ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن تحدثت عن التزام الفصائل في الغوطة بالقرار وحددت بالاسم جيش الإسلام وفيلق الرحمن بعكس النظام وداعميه الروس والإيرانيين، بينما قالت عن هدنة الخمس ساعات التي طرحها المحتل الروسي بأنها أمر مثير للسخرية..

وفي ذات السياق طالب نائب مندوب بريطانيا جوناثان آلان بوقف القتال فوراً وبدون تلكؤ في الغوطة الشرقية، وتحدّث عن "تقارير مقلقة" حول استخدام غاز الكلور فيها.

من ناحيته قال وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فلتمان إنّ العنف مستمر في عفرين وإدلب، مشيراً إلى أنّ ذلك "عقّد الأمور كثيراً في سوريا".

وطلب فلتمان من الأطراف المعنية التراجع عن الجمود الحاصل في المسار السياسي في سوريا، مضيفاً أنه يجب البدء بتطبيق وقف القتال.

وأشار إلى أنه "لا حل عسكري للأزمة السورية.. ويجب العودة إلى جنيف بنوايا طيبة".

المصدر: الميادين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]