بعد أن كان مقررا عقدها في إحدى قاعات الناصرة، ثم استبدل مكانها بقاعة أخرى ومن ثم في ساحة أحد المنازل، عقد حزب الوفاء والإصلاح، أمس الجمعة، ندوة "من للقدس" للبروفيسور إبراهيم أبو جابر في ساحة منزل أحد أعضاء الحزب في الحي الشرقي بالمدينة، بعد أن قامت أجهزة المخابرات بملاحقة وتهديد أصحاب القاعات بعدم استضافة الندوة في محاولة لعرقلتها وإيقافها.

ممنوع في الناصرة

وقال رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل إن السلطات الإسرائيلية حاولت بأذرعها الأمنية عرقلة هذا اللقاء ومنعه منذ الإعلان عنه، "لإدراكهم قيمة هذه اللقاءات والدور الذي نقوم به جميعا بالإنتصار للقدس والمسجد الأقصى". وأوضح أن فرع الناصرة في الحزب قام بالترتيب مع قاعة لاستضافة ندوة "من للقدس"، إلا أنهم تفاجأوا بعد أيام باعتذار صاحب القاعة بذريعة أن المخابرات اتصلت به وهددته بعدم استضافة الندوة؛ رغم أن عمل الحزب ونشاطاته غير مخالفة للقانون.

وأضاف: "توجهنا بعدها إلى قاعة أخرى وتم الاتفاق مع صاحب القاعة على استضافة الندوة، وإذا به يتصل في اليوم الثاني ويطلب منا أن نعذره بحجة إعلامه من قبل جهاز المخابرات بأنه ممنوع علينا العمل في مدينة الناصرة؛ أي أنه ممنوع لمدينة الناصرة أن تكون وطنية وأن تنتصر لثوابتها ومقدساتها".

أعمال بلطجة

واعتبر أبو ليل أن المخابرات الإسرائيلية تخالف القانون من خلال أعمال البلطجة وتهديد أصحاب القاعات والبيوت. "هذا تخويف وملاحقة سياسية لمنع أي نشاط ينتصر لمدينة القدس ولكل من ينتصر لها وخاصة في مدينة الناصرة، ورغم ذلك بقينا مصرين على إقامة الندوة بأي ثمن لأن سكوتنا وتراجعنا يعني تراجع عن القدس وملاحقة أي نشاط مناصر للقدس. كما أردنا فضح هذه المؤسسة التي تريد منع إقامة هذا النشاط في الناصرة لأنه يختص بمدينة القدس أولا، ولأن هناك مشروع تصفية لقضية القدس مع أنظمة عميلة، ولا بد لكل صوت حر ينتصر للقدس والأقصى أن يسكت".

"نحن لسنا تجار مخدرات ولا تجار سلاح حتى تتم ملاحقتنا بهذا الشكل"، أكد الشيخ حسام أبو ليل. "نحن نقوم الآن مقام الأمة بالانتصار للقدس، ورغم كل العراقيل إلا أن نجاح هذا النشاط والحضور يدل على أن شعبنا حي رغم كل المؤامرات، وأن هذه المدينة فيها الشرفاء ممن ينتصرون للقدس والمقدسات".

للقدس نحن

واختتم الشيخ حسام أبو ليل كلمته بالتأكيد على رسالة حزب الوفاء والإصلاح، من خلال "الوفاء لثوابتنا ومقدساتنا وهويتنا وانتمائنا، والإصلاح لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل الذي يُراد له أن ينحرف"، مشيرا إلى أن عقد ندوة "من للقدس" في الناصرة بمثابة رسالة للأجهزة التي تريد أن تمنع مثل هذه النشاطات. "نقولها بوضوح: سنبقى مصرين ومنتصرين للقدس، وسنعمل في مدينة الناصرة وسائر القرى العربية لأننا حملنا أمانة في أعناقنا ولأن قضية القدس تخص الجميع. والجواب على عنوان الندوة "من للقدس؟" يجب أن يكون نحن جميعًا في قرانا ومدننا العربية سنبقى يدًا واحدة رغم أنف المخابرات، وعلى العهد في انتصارنا للقدس وثوابتنا".

إسقاطات قرار ترامب

بدوره قدم عضو الحزب بروفيسور إبراهيم أبو جابر محاضرة بعنوان "القدس وإسقاطات قرار ترامب"، استعرض فيها دوافع القرار باعتبار القدس عاصمة إسرائيلية، وأهمها إرضاء أتباعه وأنصاره من خلال تطبيق قرار الكونغرس عام 1995 وإرضاءً للّوبي الصهيوني بخاصة وبعض أغنياء اليهود، إلى جانب مباركة بعض الدول العربية بالفكرة ومنها السعودية ومصر والإمارات، وتماشيًا مع ما أطلق عليه "صفقة القرن".

وأوضح أبو جابر أن قرار ترامب يعني من الناحية العملية تطبيق مشروع القدس الكبرى وفق" الخطة التطويرية لعام 2003" وابتلاع 20-25% من مساحة الضفة الغربية لهذا الغرض، في مقابل سلخ حوالي 100 ألف فلسطيني عن مدينة القدس وضمهم لمجلس إقليمي خاص، وإضافة 150-160 ألف مستوطن جديد للمدينة وبناء عشرات آلاف الوحدات السكنية وإقامة مشاريع تهويدية ضخمة.

وأضاف أن قرار ترامب منح إسرائيل الضوء الأخضر لفرض سيادتها على كامل مدينة القدس، في تعد صارخ على القانون الدولي والقرارات الدولية اللاحقة، كما أنه قضى على فرص ما يعرف بالحل السلمي والمفاوضات مع الفلسطينيين، واعتدى على حق الأردن في الوصاية على الأوقاف والمقدسات في مدينة القدس وأهان المجتمع الدولي والأمة العربية والإسلامية.

واستعرض بروفيسور إبراهيم أبو جابر وسائل مواجهة قرار ترامب وانعكاساته، ومن أهمها الوحدة الوطنية والنضال الشعبي، عضوية كاملة في الأمم المتحدة ومؤسساتها الفاعلة، عقد مؤتمر دولي بشأن القدس والتوجه للقضاء الدولي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]