كما مياه النهر تجري إلى البحر الكبير، هكذا العطاء ينبع من قلب رحوم، كبير وكريم، صاحب مواقف، قيم ومبادئ.
ومن يعطي مقابلًا ولا يذكر ما أعطى، من منطلق القناعة والإيمان ، فباب المهد مفتوح دائما أمامه، فما أروعها وأثمنها من سعادة حين يستطيع الإنسان أن يرسم بسمة غير مصطنعة، ويعيد الأمل لحياة أفضل لإنسان يطلب المعونة والدعم وخاصّة اذا كان طفلا.
جاءت هذه المقدمة، لتؤكد رغم أنّنا نعيش في عصر قلّ فيه الوفاء والتضحية، إذ يغلب عليه طابع المصالح الذاتيّة والمادة، وفي مجتمع يسعى إلى تحقيق الذات والوصول إلى الشهرة، وقد سيطرت عليه المظاهر،إلّا أنّه، وكما قال المثل الشعبي: "إن خليت بليت"، فتحرك الوسط العربي، وتحديدا القرى الجليليّة والجولان تلبية النداء لإنقاذ حياة الطفل حسام قبلان، ابن قرية عسفيا الكرملية، وافتتاح عشرات نقاط للتبرع، إنه لمشهد يدل على النخوة والتعاطف في مثل هذه الخطوة المؤثرة جدا وهذه هي قمة الإنسانية؛ أن تهاتف الآلاف من أصحاب القلوب الواسعة والنخوة من كافة القرى المختلطة لهي محطة حساسة كبيرة وهامة لا توصف بالكلمات، لها أبعادها وانعكاساتها، وتؤكد وجود اللحمة والنوايا السليمة وتحمل راية التعايش السلميّ والمحبة ونبذ العنصرية ومظاهر التطرف، فلا شك أن التاريخ سيسجّل هذا المشهد الذي سيبقى عالقا في القلب والذاكرة.
تجدر الإشارة، وحتى كتابة هذه السطور، أن محطات التبرع ما زالت مفتوحة، وعليه فإنّنا نوجه من على هذا المنبر ، نداء لأصحاب الضمائر الحيّة والنفوس الكريمة، للتوجه لأقرب مركز طبّي والتبرّع بعيّنة نخاع شوكيّ، لفحصها آملين ومتضرعين للعلي القدير أن يتم العثور على متبرع ملائم حتّى يتمّ إجراء عملية زرع نخاع شوكي للطفل حسام، في أقرب وقت، علّها تنقذ حياة حسام، وينعم بحياة مستقرة.
وفي هذا المقام نخاطب ذوي الطفل حسام قائلين لهم: تحلّوا بالصبر ولتبقَ قلوبكم عامرةً بالإيمان، لعلّ الفرج يكون قريبا! فكلنا حسام!
[email protected]
أضف تعليق