نظم "كيان"- تنظيم نِسويّ مؤخرًا، وضمن التحضيرات لانتخابات السلطات المحليّة للعام 2018، ورشتين مكثفتين استهدفت عشرات الناشطات والمرشحات للانتخابات القريبة من عسفيا، وشفاعمرو وطلعة عارة.
ونظمت الورشتان في الناصرة وامتدت على مدار يوميّن، حيث نظمت الأولى بتاريخ 26 و-27 كانون أول 2018، فيما نظمت الثانية بتاريخي 2 و-3 شباط 2018، وعملت على تنظيمها وتسييرها كل من راوية لوسيا ومنى محاجنة.
وتأتي الورشات المذكورة ضمن مشروع "التمثيل السياسيّ للنساء"، الهادف إلى زيادةِ تمثيل النساء العربيات في عضوية المجالس المنتخبة في السلطات المحلية خاصةً، وتعزيز مشاركتهن السياسية عامة، والمرتكز على عمل ميداني مُكّثف ومنهجي مع النساء تحديدًا ومع كافة شرائح المجتمع عامة.
وشمل التدريب في الورشتان على تدريب خاص عن ميزانية السلطات المحليّة، من منظور جندريّ، قامت به الناشطة ميسون بدوي، حيث قدمت للمشاركات شرحًا مفصلا عن ميزانية السلطات المحليّة، وتحليل الميزانية أخذًا بعين الاعتبار احتياجات النساء في القرى والبلدات العربية من عمل، وتوظيف، ومواصلات وما إلى ذلك.
كما وتطرقت بدوي إلى احتياجات النساء وكيف يمكن عكسها من خلال بناء الميزانيات المذكورة، وإلى الموارد المتاحة حاليًا والموارد التي يمكن تجنيدها لتحقيق ذلك.
إلى ذلك، شملت الورشات في يوم التدريب الأول على تدريب خاص في التفكير الاستراتيجي والقيادة حيث تم كشف المشاركات على نموذج SWOT الذي يتناول نقاط القوة والضعف الشخصيّة عند النساء والفرص والتحديات في البيئة الخارجية عنهن وكيفية مواجهة نقاط الضعف الشخصية وتحويل التحديات الى فرص او على الاقل فهم التحديات بشكل مُعمق مما يعزز سبل الوقاية منها.
وفي اليوم الثاني من الورشات تم كشف المشاركات على نتائج بحث قامت "كيان" بإجرائه يتعلق بالحكم المحلي عامة ووضع سلطاتنا المحليّة خاصة مع التشديد على وضع النساء، حيث قامت بعرض البحث مديرة "كيان"، رفاه عنبتاوي
كما والتقت النساء بمرشحات سابقات قدمت كل منهّن عرضًا لتجربتها الخاصة معقبة بدورها على نتائج البحث.
وضمن هذا السياق التقت المشاركات بكل مِن نجمة عباس والتي ترشحت لانتخابات عام 2013 في شفاعمرو ضمن قائمة يترأسها رجل، وبـ د. رنا زهر، عضو بلدية الناصرة الحالية والتي ترشحت للانتخابات الأخيرة ضمن قائمة الجبهة.
وتطرّقت نجمة إلى تجربتها مشيرةً إلى أنها ليست بالسهلة وأنها مشابهة إلى السباحة في بحر غير نهائي إلا أنها في ذات الوقت تجربة غنية تعلمت منها الكثير ومستعدة اليوم لخوضها مرة أخرى دون تردد، رغم كل الصعوبات التي رافقتها.
بدورها علقت د. زهر على بحث "كيان" مشيرة إلى أهمية المرجعيات الأكاديمية والبحوث للنساء اللاتي يقررن خوض غمار تجربة الانتخابات.
وتطرقت د. زهر إلى الصعوبات التي رافقتها كمرشحة إلا أنها شددت على ضرورة خوض التجربة، بغض النظر عن النتائج والمكان الذي ستحصل عليها المرشحة، لأن هنالك "أهمية لتطبيع المشهد" ولأن مشاركة "النساء تعد جوهريّة للتغيير"، مؤكدة أن التأثير على هذا الحيّز نسبي ويقاس على مدار طويل.
وتحدثت د. زهر عن التغيير المجتمعي مشيرةً إلى أنّ هذا التغيير تراكميّ ويبدأ بالتعامل غير النمطي مع أدوار النساء مما يعني مشاركة العضوات في اللجان غير التقليدية للمرأة، كلجنة التخطيط والبناء مثلا.
وشددت د. زهر على أنّ المفتاح للنجاح هو الثقة بالنفس وأنّ دخول الناس إلى مجالسنا المحليّة يساهم بشكل كبير بخفض مستوى العنف مؤكدة أنّ التجربة مثرية جدًا.
كما وشمل اليوم الثاني من الورشات على تدريب خاص قام به الحقوقي والمحاسب عصمت وتد الذي تطرّق إلى مفاهيم أساسية في السلطات المحليّة وإلى مبنى السلطات المحليّة وكيفية ادارتها وإلى التعامل المؤسساتي مع سلطاتنا المحلية، والهبات والموازنات، وتأثير السياسية على هذه الهبات والموازنات وأنواع السلطات المحليّة.
تقييم
واختتمت الورشات المذكورة بتقييم من قبل المشاركات اللاتي أكدت على ضرورة تغيير نمط التعامل مع النساء في الانتخابات كما وتغيير مفاهيم مجتمعنا فيما يتعلق بالانتخابات والتي ينظر إليها على أنها حكرًا على الرجال فقط، مما يعزز المنافسات الحمائلية والطائفية مغلبا إياها على العملية الديمقراطيّة السليمة، كما هو متبع في النظم الديمقراطيّة.
وفي تعقيب لها قالت المشاركة امتياز منصور: الواقع الحاليّ يستوجب التغيير، والورشة ساهمت بشكل كبير في تعزيز المعرفة وتقوية آليات التغيير لي بشكل شخصي ولكافة المشاركات.
بدورها قالت المشاركة شروق امارة: امكانية نجاحنا منوطة بنا نحن النساء، الورشة كانت مهمة جدًا حيث قامت بتوجيهنا نحو الإنطلاقة، كنساء لنا قدرات عاليّة جدًا ويجب أن نقوم باستغلالها.
بقي أن نشير إلى أن المشروع بدعم سخي من مشروع السفارة الأمريكية، MEPI- الشراكة الأمريكية الشرق الأوسطية.
[email protected]
أضف تعليق