مكالمات تلفونية من رؤساء دول العالم بدات تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجنب أي خطوات تؤدي الى مواجهة جديدة في المنطقة وذلك في اعقاب اسقاط طائرة حربية إسرائيلية إف-16 أثناء عودتها من غارة لقصف مواقع قوات تدعمها إيران في سوريا في وقت مبكر من يوم السبت ضمن مواجهات هي الأكثر خطورة إلى الآن بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران والمتمركزة على الجانب الآخر من الحدود، ما يفتح المجال امام التكهنات بحدوث حرب قريبة تشارك فيها الأطراف المتنازعة في المنطقة.

الاستهداف الاسرائيلي لهذه الطائرة يقصد مساعدة داعش ميدانيا

المحلل السياسي والإعلامي أليف صباغ قال ل "بكرا": بتقديري ان احتمال الحرب وارد جدا، ان كان في القريب العاجل او في مرحلة متأخرة، لا يمكن ان تنتهي الازمة السورية دون تدخل عسكري اسرائيلي مباشر، ما يحصل منذ عام 2013 وحتى الان هو تدخل بوجبات تدريجية. إسرائيل مصرة ان تمنع التسوية السياسية في سوريا وتساعدها في ذلك الولايات المتحدة، وتعتمد على قدراتها الجوية لمساعدة القوى الارهابية في سوريا كلما خسروا موقعا. الطائرة السورية بدون طيار كانت تقوم بمهمات جارية ضد خلايا داعش التي تتحرك على الاراضي السورية، تعرف اسرائيل ذلك، وقد رصدتها جيدا في اوقات سابقة كما صرح روني دانييل، ولذلك كان الاستهداف الاسرائيلي لهذه الطائرة يقصد مساعدة داعش ميدانيا.

يستفيد نتانياهو من توتير الاجواء العسكرية على الحدود الشمالية، ولكن الى حين فقط

وتابع ل "بكرا": إسرائيل لا تعترف بالمعادلة، طائرة بدون طيار مقابل مقاتلة اف 16، وانما تقول انها وجهت لاحقا ضربات قاسية ضد الدفاعات الجوية السورية الايرانية، بحيث قلبت المعادلة لصالح اسرائيل بفارق كبير. انا اعتقد ان إسرائيل لن تكتفي بذلك بل ستحاول قريبا ان تقوم بعمليات عسكرية مشابهة ضد القوات السورية والايرانية حتى تثبت انها مصرة على تحقيق اهدافها.

وبما يتعلق بنظرية افتعال نتنياهو لحرب بمسعى لصرف نظر الجمهور عن التحقيقات معه بشبهة الفساد او تأجيل التحقيقات نوه صباغ قائلا: لا اعتقد ان الحدث جاء للهروب من التحقيقات، بقصد مسبق، وانما يستفيد نتانياهو من توتير الاجواء العسكرية على الحدود الشمالية، ولكن الى حين فقط، يجب التأكيد دائما على اسماع المواطن الاسرائيلي ان مرحلة الانضباط السوري قد انتهت، وان اي دولة لن تقبل باستباحة سيادتها بشكل مستمر كما تفعل إسرائيل في سوريا، لذلك لا يستغربَنّ أحد من الردود السورية. وقد تكون الردود أكثر قسوة في المستقبل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]