توجه كل من الائتلاف لمناهضة العنصرية والمركز الإصلاحي للدين والدولة (القسم القانونيّ) هذا الأسبوع إلى ابراهام فريدمان، رئيس السكرتارية في شركة "ايجد"، مطالبًا التحقيق في حادثين منفصلين، قاما خلالهما سائقين من "ايجد"، يعملان على خط رقم 173، المُسافر من ريشون لتسيون إلى تل ابيب، بتجاهل ركاب ذوي البشرة السوداء وعدم التوقف بالمحطات ليصعدوا، رغم مشاهدة السائقان لهما!

واعتمد كل من المركزيّن في رسالتهما، التي ابرقها المحامي اوري نيروب، على شهادة مسافر يُدعى عيدو يشعياهو الذي نشر على صفحته الخاصة في الفيسبوك منشورًا أوضح ملابسات ما حدث.

وأشار يشعياهو أنّ الحادثين لم يقعا في ذات اليوم إلا أنهما وقعا بتاريخين منفصلين الأول بـ 31.12.17 والثاني بـ 1.1.18.

وأوضح يشعياهو أنه وفقًا لما جرى فقد استقل الباص رقم 173 إلى تل ابيب، وعندما وصل الباص إلى مفترق غليلوت، يوم 31.12.17، تجاوز السائق عائلة مع أطفال، من ذوي البشرة السوداء انتظرت على المحطة في المطر والبرد، واعتبر أنّ الحادثة عرضية، إلا أنه وفي اليوم الثاني تكرر الحادث بذات الخط، على مفترق آخر، حيث لم يتوقف الباص في المحطة، رغم أن بعض الركاب ضغطوا الزر المناسب للتوقف، وبعد جدال كلامي اضطر السائق إلى التوقف بعد المحطة بعدة امتار، وكان شاب من أصول افريقية ينتظر على المحطة، حيث حاول اللحاق بالباص إلا أن السائق أكتفى بتنزيل الركاب ولم يكترث للشاب الذي ركض بشدة ليصل إلى الباب، علمًا أن عموم المسافرين شاهدوا الراكب يحاول اللحاق بالباص.

وأكد يشعياهو أنه في التصرفين تشتم رائحة العنصرية، وأن هنالك على ما يبدو محاولات استثناء لركاب من أصول اثيوبية او اصول افريقية.
بدوره أوضح المحامي نيروب أنّ التصرف المذكور، وإن كان سياسة متبعة، وليس حادث عرضيّ، فهو يخالف عدد من الأنظمة والقوانين المتبعة في إسرائيل.

وقال المحامي نيروب أن تصرف السائقان يمس بمبدأ التساوي وقانون أساس "كرامة الإنسان وحريته" (1992)، الذي حظر وبشكل واضح مس بأي انسان على خلفية معنية، سواءً كانت قومية او دينية، أو جنسية، أو لون البشرة.

كما أوضح المحامي نيروب أن التصرف يُعد ايضًا مسًا سافرًا بقانون منع التمييز في تقديم الخدمات والدخول إلى الأماكن العامة (2000) كما وايضًا انتهاكًا لأنظمة المواصلات (1961) التي حظرت بشكل لا يقبل التأويل ترك ركاب في المحطة ومنعهم من الوصول إلى أهدافهم براحة ودون أي عائق.

وختم المحامي نيروب التوجه مُطالبة "ايجد" التحقيق بالحوادث واستخلاص العبر اللازمة، تشمل معاقبة السائقين إذا ما كانت دوافعهم عنصريّة، وإصدار أوامر إلى السائقين تمنع تكرار حوادث مماثلة، كما وتبني نظام يعمل على التأكد من عدم تكرار حوادث مماثلة مستقبليا.

اهمية التوجه 

وفي تعقيبٍ له، قال المحامي اوري نيروب، أنّ العنصرية على خلفية اللون هي ظاهرة خطيرة وغير قانونية وعلينا أن نعمل على وقفها حالا.

وأضاف: نأمل أن تقوم "ايجد" بالتجاوب مع مطلبنا، وتتبنى موقف "لا تسامح مع العنصرية"، من خلال اصدار أوامر واضحة للسائقين بعدم تكرار حوادث مشابه مستقبلية، مما يحوّل الركاب غير المرئيين إلى مرئيين.

بدوره، قال المحامي نضال عثمان مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية والمركز لضحايا العنصرية معقبا: توجهنا هذا لشركة "ايجد" ومطالبتها بوقف التمييز العنصري في اعطاء الخدمة هو ضمن نشاطنا المستمر لمنع التمييز بإعطاء الخدمات من قبل المؤسسات الرسمية وكذلك من قبل المصالح الخاصة. هنا اتوجه للجمهور العربي بعدم التردد بالتوجه الينا في حالة مواجهة اي حالة تمييز عنصري في الحصول على خدمات، نحن نفحص كل توجه الينا ونوفر الاستشارة والتمثيل القانوني لتقديم دعاوى تعويض لصالح المتضررين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]