يودع المقدسيون العام 2017 بكثير من المرارة والاستياء بعد اعلان ترمب في السادس من كانون الأول الجاري، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية اليها، وما تلاه من استخدام "الفيتو" ضد مشروع القرار العربي المقدم لمجلس الأمن والذي يدين إعلان ترمب، هذا الاعلان المشؤوم دفع الشارع المقدسي ، للتعبير عن رفضه وادانته لهذا القرار، وامتلأت العديد من شوارع المدينة المقدسة وأزقتها وأحيائها بموجات الغضب رفضا ومستنكرة له.
اصيب العشرات من المقدسيين نتيجة المواجهات مع قوات الامن الاسرائيلية فيما اعتقل العشرات ايضا وابعد العديد منهم الى خارج القدس بفعل قرارات المحاكم الاسرائيلية.
معركة البوابات الالكترونية
وشهدت المدينة المقدسة في شهر تموز الماضي معركة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد إقدام السلطات الاسرائيلية على اغلاق المسجد ومداخل البلدة القديمة ومنع إقامة صلاة الجمعة، في سابقة لم تحدث منذ احتلال القدس عام 1967.
وبعد هبّة أهالي القدس ووقفتهم البطولية المشرفة، اضطرت السلطات الاسرائيلية للتراجع وازالة البوابات الإلكترونية التي كان من المخطط ان تكون فرض امر واقع جديد يتبعه سلسلة خطوات من اجل الاستيلاء ومحاصرة المسجد الاقصى.
معاناة كبيرة في مدينة القدس
سجل هذا العام معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس , حيث هدمت السلطات الاسرائيلية 87 منزلا بحجة عدم الترخيص بحيث سجلت عملية الهدم انخفاضا مقارنة مع العام الماضي الذي بلغ 127 منزلا , كما سجلت ارتفاعا هذا العام في تسليم الانذارات لهدم المنازل وخاصة في العيسوية وسلوان وحي البستان وجبل المكبر وبيت حنينا وشعفاط.
شهد العام 2017 ارتفاع في وتيرة الاعتقالات في صفوف المقدسيين حيث بلغ عددهم 2250 معتقلا ثلثهم من الاطفال فيما تعرض عدد من الاطفال الى احكام كبيرة وصلت الى 18 عاما مثل محمد عبيدات ومحمد هلسة ومحمد مشاهرة وهذا مؤشر على تصاعد الحملة الاسرائيلية ضد المقدسيين بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام.
مشروع تعديل قانون اساس القدس
هذا العام صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع ،على مشروع تعديل قانون أساس القدس، الذي قدمه الوزيران نفتالي بينيت وزئيف إلكين ، تمهيدا لعرضه على الكنيست الإسرائيلي والتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة. ولا يستبعد أن تبادر الحكومة الاسرائيلية ، إلى تسريع الإجراءات لإقرار هذا القانون، وبخاصة بعد خطوة ترامب القاضية باعتراف القدس كعاصمة لإسرائيل.
وبحسب المراقبين يهدف مشروع القانون إلى إخراج أكثر من مائة وخمسين ألفا من الفلسطينيين الذين يحملون الهوية الزرقاء والقاطنين في كفر عقب ومخيم شعفاط من مدينة القدس أي خارج جدار الفصل العنصري، وبالتالي خفض عدد السكان العرب القاطنين في مدينة القدس إلى أقل من النصف، بمعنى أنه اذا نجحت هذه الخطوة ، فسيتبعها خطوات أخرى مشابهة من حيث التطهير العرقي في مناطق أخرى في أطراف القدس.
تغيير معالم باب العامود
من المشاريع التهويدية التي تعرضت اليها مدينة القدس هذا العام تغيير معالم باب العامود "بوابة دمشق"،هذه البوابة سقط فيها العديد من الشهداء ووفق الخطة الإسرائيلية سيتم تغيير البنية التحتية للباب من حيث الاضاءة وحركة المرور و نصب ٤٠ كاميرا للمراقبة تمكن عناصر الشرطة من متابعة ما يحدث من كافة الجهات في الباب من جميع الروافد والجهات، إذ يعتبر باب العمود المدخل الرئيس للمدينة المقدسة وخاصة للمسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة وللاسواق.
ووفق الخطة سيتم بناء ثلاثة أبراج متوسطة الارتفاع وتكثيف عدد نقاط التفتيش في الباب بشكل اساس.
اقامة 16 مركز شرطة في المدينة
وكشف النقاب عن نية الشرطة الاسرائيلية تعزيز وجودها في باب العمود وبناء مقر للشرطة فيه بالاضافة الى إقامة ١٦ مركزاً شرطياً جديداً في مختلف أنحاء القدس ، خاصة في الأحياء الفلسطينية، ضمن خطتها لإحكام السيطرة على المدينة.
وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح ان العام 2017 لم يكن افضلا من العام 2016 , حيث كان العام الجاري صعبا على الشعب الفلسطيني بشكل خاص وعلى العرب بشكل عام. وقال في نهاية العام 2017 كللت بصفعة بما يسمى "صفقة القرن" والتي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية للشعب الفلسطيني من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل واعطاء الضوء الاخضر لنقل السفارة الامريكية الى القدس.
صمود رغم الاجراءات الاسرائيلية
وراى عبد القادر ان المقدسيين سيبقون صامدين رغم الاجراءات الاسرائيلية والقرار الامريكي ولن تلغي من حقهم في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم وعاصمتها القدس.
فيما وصف فخري ابو دياب الباحث في تاريخ القدس العام 2017 بانه كان من اسواء الاعوام التي مرت على فلسطين وتحديدا على القدس والمسجد الاقصى, بحيث ازداد تضييق الخناق على المقدسيين وفرض طابع جديد على الاقصى.
وراى ان هناك حدثين اعادا البوصلة للقدس انتصار الاول اهل القدس بصمودهم وثباتهم على الممارسات الاسرائيلية وخاصة فيما يتعلق بازالة البوابات عن الاقصى, الثاني النكسة الجديدة على اعلان ترامب.
ولفت ابو دياب الى ان اسرائيل قطعت شوطا كبيرا في مخططاتها التهويدية وخاصة في سلوان والبلدة القديمة.
[email protected]
أضف تعليق