وصل رئيس الحكومة الإسرائيلي عصر اليوم إلى قرية عين ماهل  وذلك تلبية لدعوة من المجلس المحلي لتكريمه على دوره في الخطة الخمسية 922، وقد اثارت هذه المبادرة ضجة واسعة وحالة من الرفض في القرية وفي المجتمع العربي، خصوصًا في هذه الفترة التي توغل حكومة إسرائيل بعنصريتها ضد المجتمع العربي بالداخل والشعب الفلسطيني عامة.

وقد نظمت في عين ماهل مظاهرات ونشاطات عديدة في الأيام الأخيرة آخرها كان اليوم، حيث بدأت المظاهرة في ساعات الظهر واستمرت حتى هذه اللحظات ورفعت الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بنتنياهو وعنصريته ورفعت شاعرات "يا للعار على تكريم الجزار" وشعارات أخرى ، وألقيت كلمات في المظاهرة لرئيس لجنة المتابعة محمد بركة والشيخ حسام أبو ليل وآخرين.

بدوره رئيس المجلس وليد ابو ليل استقبل وعدد من السكان والمسؤولين نتنياهو والوفد المرافق له وبينهم والوزيرين يؤاف غالانت وجاكي ليفي وآخرين فيما تغيب معظم رؤساء السلطات المحلية العرب، وقد حضر كل من رئيس بلدية الناصرة علي سلام ورئيس بلدية نتسيرت عيليت رونين بلوط ورئيس مجلس البطوف ياسر عمر،  ووصف أبو ليل نتنياهو بأنه "رجل السلام ورجل الأمن".

وبينما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، رفعت مجلس عين ماهل الأعلام الإسرائيلية على اعمدة الكهرباء ترحيبًا بنتنياهو.

بركة في عين ماهل: إذا دخل نتنياهو لقرانا، يفترض استقباله بالصرامي

بدوره قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في كلمته أمام الحشود المتظاهرة اليوم الخميس في قرية عين ماهل، تصديا لقرار رئيس المحلس المحلي بتكريم بنيامين نتنياهو، إن نتنياهو يقود أشرس حكومة عنصرية، وهو المحرّض الأول على شعبنا وجماهيرنا، ويُفترض أنه إذا دخل الى واحدة من قرانا، أن يُستقبل بالصرامي على وجهه لا أن يكرّم.

وكان المئات من أهالي قرية عين ماهل، قد تظاهروا اليوم على مدى ساعات، رفضا وتصديا لقرار رئيس مجلس عين ماهل بتكريم رئيس الوزراء العنصري بنيامين نتنياهو، وسط غضب شعبي واسع النطاق. وشارك في التظاهرة، وفود سياسية وقيادات أحزاب والنائبان من القائمة المشتركة جمال زحالقة وعايدة توما.

وافتتح بركة كلمته قائلا، أنا محمد سعيد بركة، ابن عين ماهل، وأخي الشيخ حسام أبو ليل، إبن صفورية، و"اللي مش عاجبه، فليشرب من بحر غزة"، كما قال القائد الخالد أبو عمار. فأنا أتردد على عين ماهل منذ عشرات السنين، وما عرفتها إلا خير بلد متآخية، متراصة. ولذا فإن كل من تسول له نفسه بتكريم نتنياهو، وأن يُقدم على العار الآخر، وهو التفريق بين أبناء الشعب الواحد، فهذه تفرقة مردودة عليه شخصيا وحدة.

وسأل بركة، على ماذا يكرّم نتنياهو؟ فعين ماهل ليست في هذا التكريم، فشعبنا يكرّم انتماءنا وهويتنا، وأجيالنا الناشئة. ولن يكرم من يغتالنا، ويسلب اراضينا ويحاصر غزة، ويحاول أن يغتال عروبة القدس واسلامية القدس ومسيحية القدس. لا نكرم من يسن القوانين العنصرية ضدنا، ومن يميز ضدنا. ومن مثل قرية عين ماهل نكبت بهذا القدر، حتى باتت محاصرة من الجهات الأربع بـ "نتسيرت عيليت" الدخيلة على المكان، على حساب أراضي الناصرة وقرى المنطقة.

وقال بركة، إنه إذا يفترض أن دخل نتنياهو قرية عربية، أن يقابل بالصرامي على وجهه. هذا نتنياهو الذي يحرض على شعبنا وعلى جماهيرنا وعلى نوابنا، وهو الذي يصر على سن قانون القومية الذي يلغي هويتنا ووجودنا، بينما نحن أصحاب الأرض والوطن، نتكلم لغة الأرض، والأرض تتلك لغتنا.

وشدد بركة على أن تكريم نتنياهو هو اهانة لمن قرر تكريمه. وحيا أهالي قرية عين ماهل التي وقفت وقفة عز ضد هذا العار، وحيّا الغالبية الساحقة من أعضاء المجلس المحلي الذين وقفوا ضد التكريم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]