احتفى العالم اجمع يوم أمس الاثنين، باليوم العالمي للمعلّم. وجاء هذا الاحتفاء تقديراً للمعلّم في هذا اليوم الذي يجب ان نقف له اجلالاً واحتراما على كلّ حرف تعلّمناه طوال مسيرتنا.

وبهذه المناسبة، تحدث مراسل "بكرا"، مع عدد من الشخصيات من مجال التربية، حول آرائهم في هذا اليوم.

للمعلم مكانة عظيمة في صقل وبناء شخصية الطالب

وفي حديثٍ مع المربّي رضوان درويش قال:" للمعلم مكانة عظيمة في صقل وبناء شخصية الطالب وكل هذا قبل ان يعلمه الحروف والكتابه والقراءة. ومما لا شك فيه فان للمعلم دور كبير وقيادي وموجه لطلابه من اجل بناء مجتمع ناجح مثقف ومطلع ومدرك لما يجول من حوله من احداث ومستجدات. وبهذه المناسبة اتقدم لجميع زملائي المعلمين بدوام الصحة والنجاح. وبوركت كل جهودنا.كلمة لطلابنا الاعزاء كونوا خير خلف لخير سلف".

وانهى كلامه قائلا:" مكانة المعلم لا يمكن لاي احد المساس بها او التقليل من قيمتها لان الله والرسول حثوا على احترام المعلم وطالب العلم والعلماء".
واختتم حديثه بالمثل "من علمني حرفا كنت له عبدا".

من لا يكرم معلميه فانه لا يكرم والديه

المربٌي المتقاعد قاهر جبارين قال بحديثه مع بكرا:" اقول للمعلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وحكموا ضمائركم فانكم الى الله راجعون وعن اعمالكم محاسبون".

وانهى كلامه قائلا:" اما الى الطلاب اقول من لا يكرم معلميه فانه لا يكرم والديه فبعد طاعة الله طاعة الوالدين وبرهما ثم طاعة المعلم واحترامه".

على المعلم ان يكون مرشدا في حث الطالب للتفكير العقلاني

المربّي هشام محاجنة قال بحديثه مع بكرا:" على المعلم ان يكون مرشدا بالاساس في حث الطالب للتفكير العقلاني في توجهاته على كل المستويات أخلاقيا تربويا وتعليميا واجتماعيا. وهذا يتم من خلال أساليب اجتماعية بالاقتراب إلى عالم الطالب على كل المستويات حتى يكون تأثيره أكبر واعمق. على المعلم الإصغاء للطلاب واخذ كلامهم على محمل التفكير والجد وليس فقط انه آلية لتنفيذ تعليمات وأوامر. عليه ان يكون بوصلة في بلورة شخصية قيمية وايحابية للطالب لأن كل المعلمون كانوا طلاب".

وزاد:" على الطالب أن يتعامل مع المعلم كموجه في مسيرته ان يكون على استعداد لتقبل أية انتقاد بناء يصب في مصلحته. علية مصارحته مناقشته بكل معنى أخلاق الحوار. وعلى الطلاب الإدراك رغم اختلاف العالمين ان المعلم أكبر سنا واكثر تجربة اكثر تعاملا مع أمور متنوعة ومختلفة. على الطالب ممارسة حقوقه وهذا الحق يستمد من خلال القيام بالواجبات تجاه المدرسة واتجاه المعلم. بناء علاقة اجتماعية رغم تباين المراكز شأنها أن تنعكس على عمق العملية التربوية والتعليمية إيجابا".

وأشار الى ان:" عمق العلاقة بين الطرفين هو آلية قوية للتفاهم ومواجهة افة العنف. على الطالب أخذ نصائح المعلمين بكل جدية إذ تصب في بلورة مستقبل ناجح ومجدي".

واختتم كلامه قائلا:" المعلم والطالب هو تواصل تربوي اجتماعي قبل أن يكون فقط تعليمي. المعلم هو سند للطالب حين يكون بحاجة لمن يسنده".

المعلم يبني الإنسان

الناشطة والاعلامية سامية عرموش رئيسة لجنة أولياء الأمور في ثانوية المتنبي حيفا قالت بحديثها مع بكرا:" رسالتي للمعلم هي بأن يتخذ التعليم كرسالة وليس فقط كوظيفة شروطها وساعاتها اسهل من غيرها. فالمعلم يبني الإنسان وهذا من اصعب الأمور، فكلمة طيبة ومتابعة يقظة منه لطلابه من شأنها أن تؤثر وان تبني انسانا ناجحا وفردا حيويا للمجتمع. والعكس هو الصحيح اذا كان المعلم غير متفان ومخلص ومدرك لتأثيره فقد يهدم انسان. فالرجاء كل الرجاء كونوا رسلا ، لان اغلى ما نملك بين يديكم. واتوجه لاولياء الأمور بأن يكونوا شركاء أوفياء ومتفهمين ومبادرين ، إذ أن اليد الواحدة لا تصفق وحدها".


واختتمت كلامها قائلة:" وللطلاب اقول بأن المعلم الطيب هو المرشد هو المصمم هو الغيور عليكم ، لان نجاحكم يهمه جدا، فانتم مسؤولون كذلك على نجاح السيرورة التعليمية من خلال الانضباط والجدية والمذاكرة والمبادرة بمشاريع طلابية تربوية لتعزيز المناخ التعليمي".

على المعلم الاستمرار بهذه الرسالة العظيمة

المربّية الحيفاوية لبنى دكور قالت:" الجيل الحالي يفهم وظيفة وتفاني المعلم كأمر مفهوم ضمنا". وهي ليست كذلك، عليه تقدير معلميه. أما رسالتي للمعلم فالبرغم من صعوبة مهمته فعليه الإستمرار بهذه الرسالة العظيمة فالتحديات اخذة بالازدياد وعلى المعلمين مواجهتها والطالب سوف يقدر ذلك لا محالة لربما بعد مرور السنين".

المعلم هو كل انسان يستطيع ولديه القدرة على تمرير رسالة مفيدة

المربية مي اغبارية قالت:" لطالما كان المعلم قدوة المجتمع ومركزهُ، وليس من زمن بعيد كتبت في أحدى مقالاتي عن احترام المعلم ومكانته في المجتمع وأمام الطلاب، وذكرت الواقع المرير الذي يعيشه ويعاني منه المعلم سواء من قبل الطلاب، أحيانا الزملاء وأحيانا أخرى من قبل الاهالي وكثيرا من النظام التعليمي. بأسف شديد، قد وصل حالنا الاجتماعي العنيف بسبب عدم دعم المعلم واعطاءه ما يستحق فعلا! وبالرغم من التحديات الكبيرة التي يشهدها هذا العصر لهذه المهنة السامية، أوجه للمعلمين رسالة هامة، أنتم الأمل، أنتم من يستطيع تغيير لو القليل من الظواهر السلبية المختلفة التي تفشت في مجتمعنا، كونوا بايمان كبير وشغف للتطور وتمرير كل ما هو مفيد من الناحية الاجتماعية، التربوية ومن ثم الناحية التعليمية، فمشاكلنا ما هي الا تربوية أكثر من أن تكون تعليمية".

وحول المعلم، تقول:" المعلم هو كل انسان يستطيع ولديه القدرة على تمرير رسالة مفيدة وعملية لشخص واحد على الأقل في مجتمعه، فلم يعد المعلم فقط هو ذلك الانسان الذي يدخل كل صباح بوابة المدرسة ليخرج منها ظهرا، التعليم هو مسيرة ونمط حياة مستمر".

وأنهت كلامها قائلة:" احترامي وتحياتي لكل الشغف الذي ينبض بكل انسان يطمح دائما بالمهنية وتمرير المفيد والناجع لكل من حوله طوال الوقت".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]