حذر محافظ القدس ووزير شؤونها المهندس عدنان الحسيني من مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية والتهجيرية في مناطق القدس، وبالاخص مخطط ترحيل التجمعات البدوية في منطقة جبل البابا في بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة معتبرا المشروع من مشاريع التهويد والتطهير العرقي في مدينة القدس ومحيطها.
وذكرالحسيني خلال ترؤسه جلسة للمجلس التنفيذي لمحافظة القدس والتي جرى عقدها ظهرالاربعاء في منطقة جبل البابا وشاركت فيها مسؤولي الاجهزة الامنية ومدراء الدوائر الحكومية وساكني تجمع جبل البابا أن المهلة التي منحتها سلطات الاحتلال للتجمع لمغادرة أرضهم، ومنازلهم ومضاربهم،من المفترض ان تكون قد انتهت، الجمعة الماضية ما يعني ان التجمع السكني يواجه الهدم والتشريد معتبرا ان عملية الترحيل الجديدة بنكبة جديدة وأنه إذا ما نجح الاحتلال في تنفيذها فسينجح من خلالها بحصار القدس نهائيا، وعزلها تماما عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية.
وقال :" تستهدف سياسة التهويد والتمييز العنصري والتطهير العرقي التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة التجمعات البدوية في جبل البابا وعرب الجهالين وتجمع أبو النوار، ما يتطلب من دول العالم التدخل والضغط على حكومة "اسرائيل" للحيلولة دون ترحيل المواطنين من هذه التجمعات .
ودعا الحسيني المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، باتخاذ خطوات عملية ورادعة لمنع حكومة الاحتلال من ارتكاب مزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا".
فيما اوضح نائب المحافظ عبد الله صيام أن المخطط يأتي استكمالًا لأحد أكثر مشاريع الاستيطان والتهويد خطورة من خلال إقامة تواصل بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والكتل الاستيطانية المحيطة ومدينة القدس في سياق استكمال مخطط عزلها عن محيطها الفلسطيني في شمال الضفة وجنوبها وإحكام السيطرة عليها.واصفا القرار ، بأنه "انتهاك صارخ لكافة القوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
واستعرض المجتمعون حاجيات المنطقة واليات دعم وتعزيز صمود الاهالي وسبل تسهيل الوضع المعيشي الذي يعيشونه ، وخلص الاجتماع الى التحضير لاجتماع موسع للجنة بادية القدس ومتابعة قضايا البدو من خلال محافظة القدس ووزارة شؤونها .
يشار الى انه وحسب مصادر اسرائيلية فقد وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو تعليماته بإخلاء "البيوت" التي يعيش فيها فلسطينيون من البدو في تجمعات بمحيط مدينة القدس المحتلة بالقرب من شارع رقم 1 باتجاه البحر الميت، وذلك في ختام جلسة عقدها مع ممثلي ما يُسمى "منتدى غلاف القدس" اليميني الممثل لتيار المستوطنين الإسرائيليين، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس الأقليمي لمستوطني "ماطيه بنيامين وإزالة ما اسماه "البؤر الاستيطانية غير القانونية"، ، و"نقل سكانها إلى أبنية في أريحا وفي قرية أبو ديس".
ويدور الحديث عن خيام ومبان نقّالة للفلسطينيين البدو في مناطق فلسطينية مطلة على القدس، ما بين مستوطنتي "معاليه أدوميم ومتسبيه يريحو"، والتي تصفها سلطات الاحتلال بأنها "بؤر سكانية أقيمت بشكل غير قانوني"، وتسعى سلطات الاحتلال إلى تهجير هذه التجمعات البدوية المتبقية من القدس وضواحيها من أجل إقامة مشاريعها الاستيطانية وربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس، وفي إطار تنفيذها للمشروع الاستيطاني "E1" الذي من شأنه أن يفصل مدينة القدس نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني.
ويقطن تجمع جبل البابا البدوي الذي يتهدده خطر التهجير والتشريد نحو 56 عائلة تضم 300 فرد نصفهم من الأطفال، يتهددهم خطر التشرد والتهجير بأي لحظة وكانت المحكمة الاسرائيلية قد ووافقت في شباط الماضي في حكمين منفصلين، على تسوية قضية تلك المباني من خلال اتفاق توافقي يسمح بترتيب تلك المباني من خلال تقديم استمارات للجهات المختصة للعمل على إنهاء القضية.
وأشار محامي الدفاع إلى أن ما تسمى الإدارة المدنية الاسرائيلية و"دائرة أراضي إسرائيل" حاولوا مرارا وتكرارا انتهاك قرارات المحكمة العليا، ويهددون السكان بهدم منازلهم بدون إنذار.
وكان هذا المخطط يتراجع نتيجة للانتقادات الدولية، كونه يهدف إلى فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها بشكل كامل، ومنع التواصل الجغرافي في الأراضي الفلسطينية، والقضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية.
[email protected]
أضف تعليق