حصل الشاعر إياس يوسف ناصر هذا الأسبوع على لقب الدكتوراه في الشعر العربي الجاهلي من قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية، وذلك بعد عمل حثيث ومتواصل على دراسة مفصّلة لمطلع القصيدة العربية الجاهلية بإشراف البروفسور ألبير أرازي والبروفسور مئير بار-أشير في الجامعة المذكورة. هذا وقد تناولت أطروحة الدكتوراه الجانب السردي في الافتتاحيات العاطفية المختلفة للقصيدة الجاهلية التي يعبر الشاعر فيها عن ألمه لفراق حبيبته، منها المطلع الشائع في الأدب العربي القديم الذي يُعرف بالوقوف على الأطلال. وقد قدّمت الدراسة تحليلًا للعناصر السردية كالأحداث والمكان والشخصيات، وعُنيت باستنباط العلاقة بين البعد العاطفي والبعد السردي مع تحليل للأساليب المختلفة التي يستعملها الشاعر للتعبير عن نفسه. هذا وقد تناولت الدراسة على نحو خاص السبب الذي دفع الشاعر إلى العودة إلى الأطلال بعد حقبة طويلة، ومظاهر التجربة التي يمر بها إزاء آثار الديار الدارسة، مبيّنةً العلاقة بين الإنسان والمكان، مع الإشارة إلى عنصر العودة إلى المكان في بعض الروايات العالمية من الأدب الغربي.
وقد قامت اللجنة في دائرة الدراسات في الجامعة العبرية بمناقشة الأطروحة وإجازتها بالإجماع بعد أن اطلعت على جميع التقارير التي قدمها الأساتذة الجامعيون من الباحثين المختصين الذين قاموا بقراءتها وتقويمها. يُذكر أن هذه التقارير قد استعرضت أطروحة الدكتوراه بالتفصيل وأشارت إلى أنها أطروحة مميزة تستحق كل ثناء وتقدير كونها دراسة تجديدية تسهم إسهامًا كبيرًا في فهم الشعر العربي القديم وتمتاز بالدقة وعمق التحليل ووفرة الأمثلة والإلمام بمصادر الشعر العربي القديم وبالنظريات الأدبية، بالإضافة إلى الاستشهاد بالمؤلفات الأدبية الغربية التي أوردها الباحث من أجل المقارنة وتعزيز الاستنتاجات. هذا وقد خلص الأساتذة في ختام تقاريرهم إلى أن الأطروحة تستحق أن تنال درجة الامتياز لمستواها الأكاديمي في النهج والمضمون.
[email protected]
أضف تعليق