زار رئيس الدولة رؤوبين (روبي) ريفلين ووزير الزراعة وتطوير القرية، المسؤول عن تطوير إسكان البدو في النقب أوري أريئيل، اليوم الثلاثاء، 28 تشرين الثاني، مدرسة أورط أبو تلول للسكان البدو حيث التقوا بمعلمي وتلاميذ المدرسة. يتعلم في المدرسة أكثر من ألف تلميذ. وقد تم تدشين المبنى الجديد خلال شهر أيلول الماضي كجزء من الخطة الخمسية التي وضعتها حكومة إسرائيل، وتمت المصادقة عليها في شهر شباط 2017.

بعد ذلك تابعوا جولتهم لزيارة مصنع "صودا ستريم"، والتقوا مع عمال المصنع الذين يمثلون الفسيفساء الإنسانية في المجتمع الإسرائيلي على اختلاف ألوانها، وقاموا بزيارة خط الإنتاج الذي يعمل فيه أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

يشكل السكان البدو ما نسبته 2.7% من سكان إسرائيل، نحو 240,000 بدوي يعيشون في النقب، يسكن 160,000 منهم في البلدات الدائمة ونحو 80,000 نسمة في القرى غير المعترف بها. في إطار الخطة الخمسية التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية، تقرر النهوض بخطط تشريعية لإقامة نحو 100,000 وحدة سكنية وتطوير الأحياء والقسائم على أراضي الدولة أو تسوية بقيمة سنوية تصل إلى نحو مليار شيكل في السنة، وذلك من خلال شعب التخطيط والتطوير في السلطات المحلية. إلى جانب هذه الخطوات، تمت بلورة خطة اقتصادية جديدة مشتركة لوزارة الزراعة ووزارة المالية بقيمة 3 مليارات شيكل، تتمحو حول مجالات التربية، التشغيل، البنى التحتية وتقوية السلطات المحلية.

ومما قاله رئيس الدولة للمعلمين في مدرسة أورط أبو تلول: "المعلمين الأعزاء، إنكم تجلسون هنا إلى جانب قادتنا المستقبليين. إن فخر طالبة السنة الأولى في تخصص العمل الاجتماعي، التي حظيت بلقائها هنا اليوم كخريجة للمدرسة، بالفرصة التي أتيحت لها لمرافقة مجتمعها الذي جاءت منه ومساعدة أي إنسان في تحقيق ذاته، إنما يثير انفعالي الحقيقي. منذ سنوات طويلة وأنا جزء من منظومة اتخاذ القرارات في دولة إسرائيل، وأنا أعتقد أن هذه الفترة هي فترة تاريخية من حيث التغيير الذي يحصل في المجتمع البدوي في إسرائيل. أنتم جميعا، نخبة المجتمع البدوي وجوهره، وإنني سعيد بلقائكم. نحن مختلفون كثيرا عن بعضنا البعض، لكننا جميعا عائلة واحدة تعيش هنا معا، وعليها القيام بذلك بأفضل صورة ممكنة، لأجلنا جميعا. يمرّ النقب بتغيير حقيقي من حيث نمط الحياة البدوي، وأنا أعلم أن هذا التغيير هو الذي سيمنحنا حياة أفضل".
ومن أقوال وزير الزراعة وتطوير القرية والمسؤول عن تطوير إسكان البدو في النقب، أوري أريئيل: "يسعدني أن أستضيف في هذا الصباح رئيس الدولة في جولة مشتركة في البلدات البدوية في النقب. تقليص الفجوات الاجتماعية هو مصلحة وطنية تلتزم الدولة بها أكثر من أي وقت مضى. تقود وزارة الزراعة وسلطة تطوير إسكان البدو في النقب، تحت إشرافي، خطة خمسية وطنية سيتم بموجبها تحويل أكثر من 3 مليارات ش.ج لمصلحة التطوير الاقتصادي الاجتماعي في البلدات البدوية في النقب، من أجل النهوض بمجال التشغيل، التربية، تقوية السلطات المحلية، تقوية الخدمات الاجتماعية وتطوير البنى التحتية الجماهيرية. لقد انطلقت الخطة بصورة فعلية، ونحن نقوم بسدّ الفجوات التي نشأت على مدار عشرات السنين، إقامة مدارس وصفوف تعليمية، تطوير القرى وشق الطرقات، تخطيط وتطوير مناطق صناعية، وكل ذلك من أجل سد الفجوات وزيادة نسبة العاملين مع التركيز على النساء، ليس هنالك أي سبب يمنع البدوي من تلقي نفس الخدمات التي يحصل عليها جاره على الجانب الآخر من الشارع.

بموازة ذلك، تقوم سلطة تطوير إسكان البدو في النقب بتخطيط وتسويق عشرات آلاف الوحدات السكنية للسكان البدو، وخلال 5 سنوات سيتم تسويق ما يزيد عن 30,000 وحدة سكنية. يؤدي تخصيص قسائم الأرض للإسكان إلى انخفاض مستوى مخالفة القانون في مجال البناء غير القانوني، وأنا أبارك تجنّد رؤساء السلطات المحلية في البلدات البدوية من أجل التغيير الذي تقوده الحكومة، ومعا سنواصل بناء المستقبل لأجل السكان البدو".

وقال يائير معايان، مدير عام سلطة تطوير إسكان البدو في النقب: "إن السلطة، بالتعاون مع رؤساء السلطات المحلية، يغيرون وجه النقب. لأن المجتمع الإسرائيلي دون وجود جدّي وملموس للمواطنين البدو في العمل، في الجيش والأكاديميا، سيكون مجتمعا معاقا وناقصا، وإننا نعمل من أجل سد الفجوات وإكمال النواقص التي نشأت على مدار السنين".

بعد ذلك تابع الرئيس والوزير جولتهم إلى مصنع "صودا ستريم" القريب من رهط. يعمل في المصنع نحو 1,700 عامل، يمثلون التنوع الإنساني في المجتمع الإسرائيلي وفي بلدات الجنوب بصورة خاصة، كما فيه تمثيل للعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة. "صودا ستريم" هي ماركة تجارية إسرائيلية ناجحة على مستوى العالم، وقد نقل المصنع موقعه إلى النقب من منطقة ميشور أدوميم في أعقاب هجوم تعرض له ونداءات بمقاطعته.

خلال زيارته للمصنع، قال الرئيس: "في هذا المكان المميز، بالإمكان مشاهدة التجربة الإسرائيلية بكامل عظمتها. تجربة إسرائيلية تحفّز كل القدرات الموجودة في هذه المنطقة. نتواجد هنا جميعنا معا، ليس لأن ذلك كتب علينا، وإنما لأننا نعلم أننا خُلقنا لنعيش معا. في "صودا ستريم"، هنا في رهط- بني شمعون- لهافيم، في هذه المنطقة الصناعية الرائعة التي يعمل فيها سويا البدو، سكان بئر السبع، سكان لهافيم، الأثيوبيون، وكافة الجاليات الإسرائيلية، مع الفلسطينيين الذين كانوا يعملون منذ كانت "صودا ستريم" في منطقة معالي أدوميم، جميعنا معا ننتج ونبدع، ونسوّق لكل العالم، ونقول لقوى الـ BDS – ماذا تريدون منا؟ إننا نقوم بـأشياء جيدة معا من أجل العالم بأسره، اتركونا وشأننا. نحن نعمل معا، وسنبذل كل ما في وسعنا لكي نعمل معا أطول فترة ممكنة، ليست لدينا طريقة أخرى للعيش هنا". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]