أقيم الليلة في مدينة رام الله تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، حفل عشاء خيري لدعم المرضى الفقراء والمهمشين غير المؤمنين صحيا في القدس الشرقية.

وقال المستشار الدبلوماسي للسيد الرئيس خلال كلمة ألقاها نيابة عن السيد الرئيس في العشاء الخيري: "يسعدني أن أنقل لكم تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وتقديره لكم جميعاً، وتمنياته لهذا الحفل الخيري الكبير بالنجاح والتوفيق، والذي أن يسهم في الحفاظ على الوجود والهوية الفلسطينية، ودعم صمود شعبنا ومؤسساته المقدسية الشامخة المرابطة، والمحافظة على جذور الشعب الفلسطيني وثباته في وطنه فلسطين وفي عاصمته القدس الشريف".

وأضاف: "لقد أثبت شعبنا في القدس إن بوحدته وصموده ومقاومته السلمية لقدار على الثبات، وحماية مقدساته المسيحية والاسلامية، وأنه لواجب على الجميع تقديم يد العون لتحقيق هذا الهدف المنشود".

وأكد الخالدي على الاهمية الخاصة التي يوليها السيد الرئيس لمدينة القدس المحتلة ومؤسساتها باعتبارها قلب مشروعنا الوطني النضالي، ودعم صمود أهلنا في المدينة المقدسة في وجه كل المحاولات الاسرائيلية الهادفة لتغيير معالم القدس الفلسطينية، والتي ستبوء بالفشل الذريع نتيجة هذا الصمود الرائع لأبناء شعبنا المقدسي".

وتابع قائلا: "يسعدنا أن نشيد بعمل شبكة مستشفيات القدس الشرقية والتي دعم انشائها الشهيد فيصل الحسيني، ورجال ونساء القدس المخلصين، تحت مظلة ودعم متواصل من منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها أحدى مؤسسات مدينة القدس الشرقية العاصمة الروحية والسياسية التي لا بديل عنها لدولة فلسطين، ولقد لمسنا في السنوات العشر الأخيرة تطوراً مذهلاً في عمل المستشفيات المقدسية ، وذلك بإضافة تخصصات طبية جديدة وذات جودة عالية في كل مشفى من مشافيها الست، حيث حصلت هذه المستشفيات على اعلى الشهادات العالمية في الجودة وسلامة المريض، وهو محل فخرنا وأعتزازنا".

وأضاف أضحى مستشفى المقاصد الخيرية الاسلامية المرابط على جبل الزيتون مركزاً متميزاً في فلسطين لعلاج الحالات الصعبة والمعقدة لأطفالنا المرضى، وبخاصة فيما يتعلق بجراحة قلب الأطفال وكذلك جراحة الدماغ والأعصاب والصدر والعظام والتخصصات الفرعية المختلفة بما في ذلك جراحة الأورام، وهذا مستشفى المطلع الصامد في أهم وأجمل تلال القدس، قد أضحى من اهم المراكز لعلاج أمراض السرطان، وعلاج الأورام بالإشعاع ومركزاً متطوراً في علاج أمراض وغسيل الكلى لدى الأطفال، كما أن مستشفى سانت جون للعيون المتواجد في حي الشيخ جراح المهدد بالاستيطان يعتبر أكبر وأعرق المستشفيات المزودة لخدمات علاج العيون في فلسطين، وبخاصة فيما يختص بالقرنية والشبكية. أما مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني المرابط الى جانب المسجد الأقصى في حي الصوانة، فقد استطاع بجهوده المتواصلة اقناع بعض المانحين الخييرين بشراء فندق قريب، وتحويله الى مركز متخصص في الأمراض النسائية والولادة والعقم. أما مستشفى مار يوسف فقد ضاعف مؤخرا عدد أسرته وطور خدماته لتصبح متميزة في عدد من الجراحات التخصصية ومنها الجراحة الصدرية والمسالك البولية والتوليد. أما مؤسسة الأميرة بسمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فهي مؤسسة تأهيلية رائدة في فلسطين، تعمل على تأهيل وتمكين الأطفال ذوي الإعاقة بما في ذلك الذين يعانون من "التوحّد"، ودمجهم في المجتمع.

وأشار الخالدي إلى استعداد القيادة الفلسطينية الكامل للعمل مع الادارة الامريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب ، من اجل عقد صفقة سلام تاريخية تنهي الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفي هذا السياق، قال الخالدي إنه أصبح من الضروري، إلغاء جميع القوانين الامريكية الموجهة ضد منظمة التحرير الفلسطينية، حث انها شريك أساسي في الاتفاقيات الموقعة، وفي العمل من اجل تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وبخصوص المصالحة الوطنية، نقل الخالدي تأكيد السيد الرئيس، وتصميمه الكامل على تحقيق الوحدة الوطنية، وتوحيد شعبنا وارضنا، وانهاء الانقسام، من خلال تطبيق اتفاق القاهرة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من اداء مهامها كاملة في قطاع غزة، كما هو في الضفة الغربية، وصولاً لسلطة واحدة، وقانون واحد وسلاح شرعي واحد.

كما أكد الخالدي أنه يجري العمل على بناء مؤسسات دولتنا المستقلة وفق مبدأ سيادة القانون، واعطاء اولوية خاصة لقضايا تمكين المرأة والشباب باعتبارهم العمود الاساسي لبناء مجتمع فلسطيني قادر على النمو، وتحقيق مستقبل أفضل لاجيالنا القادمة.

وعبر الخالدي عن أمله بمزيد من العمل المشترك مع وزارة الصحة نحو تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لتنسيق عمل المؤسسات الصحية في القدس وتطويرها وإيجاد البدائل الناجعة لإنهاء الحاجة الى تحويل المرضى الفلسطينيين الى خارج الوطن كخطوة متقدمة وأساسية نحو الحرية والاستقلال وإعطاء شعبنا الأمان والطمأنينة.

وجدد التأكيد على مقولة سيادة الرئيس" عهداً أن نبقى سنداً لشعبنا وأهلنا، حتى تحقيق طموحه في الحرية والاستقلال، في دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية درة التاج ومدينة السلام.

وختم كلماته قائلا: و"نحن على ابواب أعياد الميلاد المجيدة، نود ان نهنأ أبناء شعبنا الفلسطيني عامة، وأبناء شعبنا المسيحي خاصة، بالأعياد السعيدة ، متمنين أن يعم السلام في أرض السلام، والتي نريدها ان تبقى مثالاً يحتذى به للتعايش والوحدة والتضامن بين جميع المؤمنين من مواطني دولة فلسطين في الداخل والخارج".
من جانبه، قال رئيس شبكة مستشفيات القدس السيد عبد القادر الحسيني، إنه انطلاقا من كون مسألة الخدمات الصحية هي مسألة حيوية للإنسان.تقوم شبكة مستشفيات القدس الشرقية على تنفيذ مشروع دعم المرضى الفقراء والمهمشين غير المؤمنين صحيا في القدس الشرقية.

وأضاف أنه يعنى المشروع بتقديم الدعم المستمر لصالح المرضى المحرومين من التأمين الصحي أو يملكون تأمينا صحيا جزئيا/ أكثر من 60% من هؤلاء يعانون من ظروف معيشية اقتصادية صعبة، وبدأ العمل على مأسسة هذا المشروع خلال الثلاث سنوات الأخيرة من خلال الدعم المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتابع الحسيني:"المشروع منذ بداية شهر نيسان المنصرم بتغطية نفقات العلاج لصالح مئات المرضى من الفئة المستهدفة للمشروع حتى الآن، غالبيتهم من فئتي الأطفال وكبار السن، وذلك عن مختلف الأقسام الطبية والتخصصات المتوفرة في مشافي شبكة مستشفيات القدس الشرقية".

وأوضح أنه تم خلال السنة الأخيرة تغطية علاج 990 شخصا في مستشفيات المطلع والمقاصد وسانت جون للعيون، عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج دعم صمود وتنمية المجتمع في المناطق المسماة "ج" والقدس الشرقية الممول من حكومات السويد والنرويج والنمسا".

وأضاف قامت الشبكة بتشكيل وحدة لجمع الأموال بدعم مؤقت من حكومات السويد والنرويج والنمسا، من أجل توفير آلية مستدامة لتجديد الموارد المالية وتغطية النفقات العلاجية لما يقارب من 1000 مريض سنويا، وحتى تستمر مشافي القدس الشرقية بعطائها المتمثل بتقديم الخدمات المتميزة لأبناء شعبنا الفلسطيني، حيث أن عدد المرضى غير المؤمنين صحيا أو لديهم تأمين صحي جزئي بات في تزايد مستمر.

وقال "نأمل ان تتمكن الحملة الحالية من تخفيف العبء المادي الناتج عن تكلفة العلاج عن 1000 مريض بمعدل 1000 دولار لكل مريضة ومريض ضمن الفئة المستهدفة وذلك حتى نهاية هذا العام. لذا نرجو من كل واحدة وواحد منكم ان يعتبر هذا الحفل بداية المطاف وان لا يتوقف السعي الحثيث لجلب المزيد من الدعم لهذه الحملة كي تحقق هدفها. ونوجه النداء من خلال هذا الحفل الى كافة المؤسسات الوطنية والعربية والدولية بان تضاعف ما جمعه ابناء وبنات مجتمعنا حتى اليوم".

وعرض خلال العشاء فلم قصير كيف أصبحت القدس هي العاصمة الطبية لفلسطين بمستشفياتها الست، وهي السبب الوحيد لزيارة أهلنا في قطاع غزة للقدس المحتلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]