19 امرأة قُتلن هذا العام، بينهّن 10 نساء عربيات، 80% من النساء اللاتي قتلن قدّمن شكاوى للشرطة، نصف النساء العربيات فقيرات، وإمراه من بين 3 نساء تتعرض للعنف الجنسي!. وسط هذه المعطيات المُقلقة وغيرها تطلق جمعية "كيان"- تنظيم نِسوي، وللسنة الثالثة على التوالي، حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة والتي تبدأ بتاريخ 25.11.17 وتنتهي بتاريخ 10.12.17.
وتأتي هذه الحملة امتدادًا للحملة العالميّة تحت ذات الاسم، التي تعود تاريخيّا إلى عام 1991، عندما قررت 23 ناشطة من شتّى أنحاء العالم، بعد تخرّجهن من مركز القيادة العالمية للنساء في جامعة روجترز في ولاية نيوجيرسي وعودتهن إلى بلادهن، تنظيم هذه الحملة التي تستمرّ لـ 16 يومًا لمناهضة أنواع العنف ضدّ المرأة كافة، خاصّة العنف الجنسي، وذلك من أجل رفع الوعي وحشد الجهود، والدعوة لمناهضة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين. وتتبنى اليوم الكثير من الأطر الاجتماعيّة والجمعيّات، عالميًا، هذه الحملة، وتحييها سنويًا في ذات الميعاد، حيث تنضم "كيان" إلى هذه الأصوات.
وهذا العام اختارت جمعيّة "كيان" الشعار "كلو عنف" في إشارة إلى تعددِ انواع العنف ضد المرأة من جنسيّ، وجسدي، واجتماعي وديني واقتصادي وغيرها، علمًا أنّ جزءً كبير من المجتمع يعتقد أنّ العنف هو فقط جنسي أو جسدي في حين يختزل الأساليب الأخرى، وفي محاولة تذنيب وتأنيب مجتمعنا بأن ما يحصل كله عنف، فالنسبة لـ "كيان"، ومن خلال العمل المتواصل في الحقل، يُلحظ أنّ النساء تتعرضن للعنف بكافة اشكاله وانواعه مما يستدعي التعامل معه برؤيا وتوجه شموليّ.
والمُلفت للنظر أنّ هذه الحملة، والتي تطلقها "كيان" في ذات الموعد مع حملة العام السابق " كوني Anti"، تأتي في الوقت الذي لا زال عدد الضحايا القتلى من النساء العربية ذاته ولم يتغير!، فقد قتلن في العام السابق حتى قُبيل انطلاق الحملة 10 نساء وهذا العام ايضًا سجلت 10 جرائم قتل بحق نسائنا!
وتؤكد "كيان" أنه ورغم هذا الواقع المؤلم، والذي لا يمكننا أن نعزله عن واقع العنف المستشري في مجتمعنا العربي، تنطلق هذه الحملة لتحوّل المستحيل إلى تحدٍ ولتنقل ضرورة رفع الوعي المجتمعيّ إلى خطورة العنف عامةً وضد النساء خاصةً إلى أول المهام في سلم أولوياتنا، حيث بات العنف الخطر الأول الذي يهدد مجتمع يعاني من عددٍ من دوائر التمييز والإقصاء.
وتوضح "كيان" أنّ هذه الحملة تأتي أيضًا في خضم التحضيرات للمعارك الانتخابية المحليّة القادمة، والتي من المُقرر أن تبدأ شهر تشرين أول 2018، في حين أنّ المعطيات تشير إلى وجود 10 عضوات فقط من أصل 800 عضو رجل، وهذا أيضًا نوع من العنف الخفي الذي يُمارس على نسائنا حيث يتم إقصائهّن من مراكز اتخاذ القرار، الأمر الذي يستوجب الوقوف عليه ومحاولة تغييره فلا يمكن أنّ نتحدث عن إنصاف المرأة دون منحها دورها الطبيعي في اتخاذ القرار وتحديد السياسات التي تتعلق بمجتمعنا، على كافة الأصعدة.
الحملة تتضمن...
وتتضمن حملة "كلو عنف" عشرات المحاضرات والورشات في مختلف البلدات العربيّة، إضافة إلى نشاطات مع طلاب صفوف الإعداديّة والثانويّة في مناطق مختلفة، يتم خلالها التركيز على مناقشة مواضيع مغيبة وملحة.
كذلك تتضمن الحملة مسيرة مشاعل ووقفة احتجاجية في "شفاعمرو" تحمل العنوان "صرخة صمت" في إشارة إلى الأصوات غير المسموعة في مناهضة العنف.
وتهدف الحملة إلى تعزيزِ الوعي المجتمعيّ عامةً، ولدى شريحة الشباب خاصةً، فيما يتعلق بقضايا النساء، مع التأكيد على أنّ "كيان" تنشط على مدار العام في هذا السياق.
[email protected]
أضف تعليق