غصت قاعة بيت الصداقة في كفر ياسيف بالحضور للاستماع للمحاضرة السياسية والتثقيفية التي بادرت اليها منطقة عكا للحزب الشيوعي حول مئوية وعد بلفور المشؤوم، وقدمها النائب د. يوسف جبارين.
افتتح الامسية الرفيق بلال كيال مرحبًا بالحضور وبالنائب جبارين، مؤكدًا على نجاح سلسلة اللقاءات التثقيفية التي تباد اليها منطقة عكا.
وتحدث جبارين في مداخلته عن ظروف صدور تصريح بلفور، الذي تحدث عن "وطن قومي" لليهود على ارض فلسطين بشكل حصري، وذلك في وقت كان اليهود فيه في البلاد قلة قليلة من السكان ونسبتهم أقل من اصابع اليد الواحدة. اما بالنسبة للعرب الفلسطينيين في البلاد، اصحاب البلاد الاصليين، فقد اوضح جبارين كيف أشار اليهم تصريح بلفور بوصفهم بسكان "غير يهود" ويضمن لهم "الحقوق المدنية والدينية". وهكذا، فللأقلية اليهودية الصغيرة (جدًا) يضمن بلفور حق تقرير المصير في "وطن قومي" لهم، اما للغالبية الساحقة من اهل فلسطين، فيشير بلفور اليهم كمجموعة من الطوائف والاقليات التي من الممكن ان تتمتع بحقوق دينية ومدنية، لكن ليس بحقوق قومية وتقرير المصير. وكل ذلك حين لم تكن لبريطانيا اية مكانة او اية صلاحية في القانون الدولي لإصدار مثل هذا الموقف.
ثم شرح جبارين كيف انه بعد قرن كامل على تصريح بلفور، يعود التاريخ في ظل حكومة نتنياهو الرابعة مئة سنة الى الوراء، ويكرر نفسه من خلال جوهر الخطاب السياسي الطاغي على الحكومة في اسرائيل، وذلك في ظل مواصلة حكومة نتنياهو تطبيق مشروعها الكولونيالي باقامة دولة واحدة قومية صهيونية لليهود على كل أرض فلسطين تاريخية، والابقاء على نوع من الادارة الذاتية المحدودة للشعب الفلسطيني في المدن الرئيسية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واختتم جبارين بالتأكيد ان الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم يعانون اليوم من انتهاكات صارخة لحقوقهم الاساسية، وتحديدًا الحق بتقرير المصير والسيادة الوطنية والحق بالمساواة والانصاف التاريخي. فالمواطنون الفلسطينيون في دولة إسرائيل يعانون من التمييز وسياسات الاقصاء، ويتم التعامل معهم كمواطنين من درجة ثانية او ثالثة. اما الفلسطينيون في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فلا تزال اسرائيل تسلبهم الحق بتقرير مصيرهم من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كما تملي الشرعية الدولية، اما اللاجئون الفلسطينيون في الاراضي المحتلة والشتات فلا تزال اسرائيل تسلب حقهم بالعودة إلى وطنهم.
وأكد جبارين على مركزية الحراك الشعبي والحضور الميداني الجماهيري المتواصل من اجل ان تبقى القضية الفلسطينية في مركز الأحداث، وذلك في ظل تعقيدات المنطقة في السنوات الاخيرة والقضايا الاقليمية التي اصبحت جزءا من المشهد السياسي.
[email protected]
أضف تعليق