لم يكن أحد يتوقّع الخروج المبكر للمنتخب الايطالي، وتحديداً في الملحق الاوروبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، المقررة في روسيا بين 15 حزيران و14 تموز المقبلين.

نعم، وجّه المنتخب السويدي ضربة قاسية لتاريخ المنتخب الايطالي شكّلت نكسة في مسيرته، الذي لم يغب عن المونديال منذ 60 عاماً، وهو الذي أحرز اللقب عام 2006 على حساب المنتخب الفرنسي.


ماذا بعد كارثة الخروج؟

قد يعتبر البعض ان خروج أي منتخب مهما علا كعبه هو أمر طبيعي، إذ أن كرة القدم هي "ربح وخسارة"، ودائماً ثمّة غالب ومغلوب، لكن الكارثة تتمثل في غياب منتخب سبق له إحراز لقب كأس العالم، ليكون أول بطل سابق للمونديال يغيب عن المسابقة الأعرق عالمياً، بعد وصول البرازيل وألمانيا والأرجنتين وأوروغواي وإنكلترا وإسبانيا وفرنسا.

وكانت أولى تداعيات الكارثة الايطالية، اعتزال الحارس الايطالي جيانلويجي بوفون، بعد اللقاء مباشرةً، ثم حذا كل من لاعب وسط روما دانييلي دي روسي وقطب دفاع جوفنتوس اندريا بارزالي حذو قائد فريق "السيدة العجوز"، وأعلنا اعتزالهما اللعب دوليا.

ويعتبر بوفون ودي روسي وبارزالي الثلاثي الاخير المتوّج بلقب كأس العالم مع ايطاليا عام 2006، الذي لا يزال يلعب على أعلى مستوى.

واعتبر بارزالي (36 عاما و73 مباراة دولية): "انها أكبر خيبة امل في حياتي من وجهة نظر رياضية. انها خيبة امل استثنائية. تكرار هذه المجموعة أمر صعب جداً، لا أجد الكلمات للتعبير عن ذلك".

وتابع: "حقبة تنتهي وأخرى تفتح بلاعبين شباب لديهم رغبة كبيرة".

أما دي روسي (34 عاماً)، فقد اعلن اعتزاله اللعب دولياً بعد 117 مباراة مع المنتخب الايطالي.

واعتبر: "أتدرب منذ 16 او 17 عاما في كوفيرتشيانو (مركز التدريبات الخاص بالمنتخب الايطالي). وأعتقد انني خلعت هذا القميص للمرة الاخيرة، الامر مؤلم".

واكمل: "بعد المباراة، كانت هناك أجواء جنائزية".

وبالنسبة إلى بوفون (39 عاماً)، فقد أكد: "انه امر تعيس وحزين ان تنتهي الامور بهذا الشكل. انها مباراتي الاخيرة في صفوف المنتخب الوطني".

وتابع: "اترك تشكيلة مليئة بالمواهب وستقول كلمتها في المستقبل من بينها جيجي دوناروما وماتيا بيران (حارس جنوى)".

واستطرد: "لا اشعر بالاسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الايطالية. لقد فشلنا في امر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي. انا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الايطالية لاننا شعب يملك كبرياء وتصميماً وبعد السقوط نجد دائماً وسيلة للنهوض".

بدورها، أكدت الصحف الايطالية ان المدير الفني للمنتخب فينتورا أعلن استقالته عقب الخروج المخيب، فضلاً عن تعرض إيطاليا لضربة قوية على صعيد تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إذ من المنطقي ان يتراجع ترتيبها".

ولم تقف الكوارث عند حد الاخفاق وعدم التأهل فقط، وإنما ستكون الانعكاسات أكبر من ذلك، وأولهما على الناحية السوقية، إذ من المتوقّع ان تنخفض قيمة نجوم ايطاليا بشكل لافت، مع الارتفاع في قمة اللاعبين الآخرين من المنتخبات الاخرى.

أيضاً من الانعكاسات المالية، تأثر المدن الكبرى في ايطاليا مثل ميلانو ونابولي وتورينو وغيرها بسبب غياب الرحلات بالقطار الى موسكو، وصولاً الى خسائر فادحة في الشبكات الإيطالية من خلال قلة دخل الإعلانات لقنوات بث النهائيات بسبب عدم وجود المنتخب بالمونديال.

كيف تعاملت الصحف العالمية مع خروج ايطاليا؟

بداية مع صحيفة "كوريري ديلو سبورت"، التي عنونت "الجميع خرج. لأول مرة منذ 60 عاماً إيطاليا لا تذهب إلى كأس العالم. ايطاليا تبكي. بوفون يطالب بالسماح. فينتورا يرحل".

وكتبت صحيفة "توتو سبورت": "الجميع يعود إلى منزله. إيطاليا خارج كأس العالم"، ونشرت صحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" صورة لبوفون وعلقت "النهاية".

وفي الصحف الاسبانية، كتبت "ماركا": "كأس العالم من دون ايطاليا"، بينما أشارت "آس" إلى ان "إيطاليا لا تذهب إلى كأس العالم".

إلى بريطانيا، كتبت "الصن": "إيطاليا تفشل في الوصول إلى كأس العالم 2018 للمرة الأولى منذ 1958".

وذكرت صحيفة "بيلد" الالمانية: "بوفون وإيطاليا خارج كأس العالم بعد التعادل السلبي أمام السويد".



وهنا المنتخبات التي بلغت نهائيات كأس العالم 2018

عن اوروبا: روسيا (البلد المضيف)، فرنسا، البرتغال، ألمانيا، صربيا، بولندا، انكلترا، إسبانيا، بلجيكا، ايسلندا، سويسرا، كرواتيا، السويد.

آسيا: السعودية، ايران، اليابان، كوريا الجنوبية.

أميركا الجنوبية: البرازيل، الاوروغواي، الارجنتين، كولومبيا.

أفريقيا: نيجيريا، مصر، السنغال، تونس، المغرب.

أميركا الشمالية والوسطى: المكسيك، كوستاريكا، بنما.

ويقام، اليوم الثلثاء، الملحق الاوروبي الاخير بين الدانمارك وإيرلندا (0-0 ذهاباً)، والاربعاء والخميس الملحقان الدوليان بين أوستراليا وهندوراس (0-0)، وبيرو ونيوزيلندا (0-0).

المصدر: النهار

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]