انطلقت فعاليات احياء الذكرى (61) لمجزرة كفر قاسم قبل قليل، وذلك تلبية لدعوة اللجنة الشعبية في كفر قاسم ودعوة لجنة المتابعة.

 وسيتم تنفيذ برامج الفعاليات والنشاطات، أولها المسيرة الصباحية من مركز المدينة إلى صرح الشهداء، فقرات صرح الشهداء ثم العودة إلى مقبرة الشهداء وإقرار فعالياتها.

كما سيتم إطلاق فعاليات في المدارس والمؤسسات على مدى أسبوع، تشمل زيارات للطلاب لبانوراما المجزرة، ومحاضرات للطلاب في مختلف المدارس، وندوات في المركز الجماهيري، وفعاليات مدرسية تشرف عليها إدارات المدارس وهيئاتها التدريسية.

وسيتم أيضًا إعداد أفلام وثائقية قصيرة تعرض لشهادات الجرحى والناجين الذين سُجِّلت شهاداتهم في الذكرى الـ 40 للمجزرة عام 1996، ونشر الأعلام واليافطات السوداء في الشوارع والمفترقات الرئيسية، وتوزيع المنشورات وغيرها من النشاطات.

محمد بركة: وحدتنا سلاح لا يقدر عليه أي طغيان

وبدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، في كلمته في مسيرة احياء الذكرى الـ 61 لمجزرة كفر قاسم، إن وحدتنا سلاح لا يقدر عليه أي طغيان. ولا يجوز للعنف الكلامي أن يكون طاغيا على حواراتنا السياسية، لأن من تختلف معه اليوم، هو شريكة في النضال ضد كل سياسات السلطة الحاكمة. وتوجه بركة في كلمته، لوقف شلال الدم المتواصل في جرائم العنف في مجتمعنا.

وقال بركة، نحن نلتقي سنة تلو سنة لنحيي ذكرى شهداء المجزرة، وعلى مدى السنوات الماضية، كانت تلازمنا رموز، لأسفنا وألمنا باتت تغادر الحياة. فقبل سنوات غادرنا الرفيقان توفيق طوبي وماير فلنر، اللذين اخترقا الحصار، والحكم العسكري ومنع التجول، ليعرفوا عن المجزرة ويبلغون العالم بها. وقبل ايام ودعنا المحامي أمنون زخروني، الذي كان من طليعة الناشطين اليهود الذين كشفوا عن المجزرة، وأصدر تقريرا عن ذلك. ولكن قبل ذلك، فنحن نلتقي اليوم في الذكرى الـ 61 للمجزرة، لأول مرة في ذكرى المجزرة من دون فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش، وأنا شخصيا افتقد حضوره في هذه الذكرى وهذا المكان. ولكل أولئك الذين حملوا مسعى لإحياء تلك المجزرة نقول لهم، نحن نواصل الطريق، جيلا ثائرا وراء جيل، كأننا عشرون مستحيل، في اللد والرملة والجليل، هناك باقون كالجدار، كقطعة الزجاج كالصبّار.

باقون كالجدار كالصبّار

وتابع بركة قائلا، نحن باقون على أرض الوطن، رغم المجازر والآلام والاضطهاد والتعسف. فنحن نملك سلاحا لا يقدر عليه طغيان، ولا يقدر عليه أحد، وهو سلاح وحدتنا ووحدة صفنا. نحن شعب ككل الشعوب، لنا آراء ولنا اجتهادات وتيارات، لكننا أصحاب قضية تجمعنا، اصحاب قضية تكتلنا، اصحاب قضية تدفعنا لأن نكون على قبل واحد. ولذا أنا أتوجه من منصة الشهداء في كفر قاسم، لكل أبناء شعبنا، بأن هناك مساحات للاختلاف، وهناك مجال للرأي والرأي الآخر، لكن لا يمكن أن نقبل بالتخوين وبالتكفير وهدر الدم، كلغة للتداول في مجتمعنا.

وقال إن من تشاركه على هذه القضية اليوم، هو شريك في الوقفة في ذكرى المجزرة، وفي الدفاع عن بيت مهدد بالهدم، وشريكك في معركة من أجل المساواة لسلطاتنا المحلية، وفي الدفاع عن الأوقاف والقدس، وهو شريكك في التصدي للاستيطان وحصار غزة. هو شريكك في العلم، علم فلسطين، علم كل أبناء شعبنا. لذلك لا يجوز لأحد أن يتطاول على الجسور التي بيننا، وعلينا جميعا، أن نؤكد على وحدتنا الوطنية.

وحدتنا

وقال بركة، من هنا، نطلق باسمنا جمعيا، تحية اعتزاز لشعبنا الفلسطيني، الذين ينجزون في هذه الايام اتفاق المصالحة، ونطالب الجميع، بأن يمضوا في هذا الطريق وينهوا هذا الفصل المظلم في تاريخ ومسيرة شعبنا.

إن وحدتنا تتطلب الدفاع عن كل مقدساتنا. فالآن، معركة في حيفا للدفاع عن المقدسات الاسلامية، ومعركة عامة، للدفاع عن الأوقاف الأرثوذكسية العربية في وجه التسريب للمستوطنين، والمعركة على أوقاف المسلمين هي معركة شعب بكامله، والمعركة على أوقاف العرب الأرثوذكس، هي معركة شعب بكامله، هي معركة وطن، وليست معركة طائفة.

مجزرة العنف

وقال بركة، نحيي اليوم ذكرى 49 شهيدا، وفي مطلع هذا الشهر، وقفنا لنحيي ذكرى 13 شهيدا، وقبل ذلك وقفنا لنحيي ذكرى شهداء يوم الارض الستة، ومجموع شهداءنا بعد العام 1948، عام النكبة بلغ 75 شهيدا، ونحن نطلق عهدا أن لا ننسى، ولا ننكس راية وذكرى شهداءنا. وفي لكن في ذات الوقت لا يمكننا أن لا نلتفت لأنفسنا، بما يجري في مجتمعنا، فمنذ العام 2000 وحتى اليوم، قتل بجرائم العنف 1126 من أبناء مجتمعنا، بما في ذلك هنا في هذه المدينة، والسؤال الى متى مع شلال الدم هذا؟

وتابع بركة قائلا، نحن مطالبين بأن نصون أبناءنا وعائلاتنا وبيوتنا، من هناك تبدأ محاربة العنف. فنحن نتكلم عن الوطنية والمسؤولية، ولكن سنكون ناقصين، إذا لم ننظف بيوتنا من عار العنف. وتوجه الى أهل كفر قاسم، بكونهم كانوا نموذجا للصمود، كي يكونوا نموذجا في كنس العنف وآفاته وسلاحه.

النائب جبارين يستجوب: لماذا لا يتم الكشف عن المستندات السرية حول مجزرة كفر قاسم؟

"من حق عائلات الشهداء ومن حق شعبنا معرفة الحقيقة الكاملة عن مجزرة كفر قاسم من خلال كشف كل المواد ذات الصلة بالمجزرة، وخاصة الشهادات التي تم جمعها، ووثائق الجيش المرتبطة بالموضوع وبروتوكولات المداولات داخل المحاكم في قضايا الجنود الذين نفذوا المجزرة"، هذا ما أكده النائب د. يوسف جبارين في الاستجواب الذي تقدم به إلى رئيس الحكومة، مطالبًا الحكومة برفع السريّة عن كل المستندات التي ترتبط بمجزرة كفر قاسم وذلك بهدف كشف الحقيقية الكاملة حول المجزرة وظروف تنفيذها.

وقال جبارين أن الكثير من المستندات والوثائق الرسمية المهمة التي تتعلق بمجزرة كفر قاسم ما زالت تحت غطاء السرية وترفض سلطات الأمن الإسرائيلية أن تكشف عنها حتى الآن، مؤكدًا انه بعد مرور ستين عاما على المجزرة فلا يوجد أي مبرر يسمح بالاستمرار بالتستّر على هذه الوثائق، وأن الاستنتاج الحتمي هو أن من يتستر على الوثائق لديه بالفعل ما يخفيه.

وأضاف جبارين "مجزرة كفر قاسم هي جرحنا النازف حتى يومنا هذا وعليه يجب أن نطرح بقوة مطلبنا بالكشف عن المستندات والحقائق، بالتالي كشف الأكاذيب والتلفيقات التي ترافق ادعاءات السلطات الرسمية، وأن نؤكد بقوة على مطلبنا بان تقوم دولة إسرائيل بالاعتراف رسميًا بالمسؤولية التاريخية عن المجزرة".

وأكّد جبارين: "من حق العائلات ومن حقنا جميعًا ان نعرف ماذا قيل في جلسات الجيش بالنسبة لمخطط المجزرة، وما هي المخططات العسكرية التي استهدفت الفلسطينيين في إسرائيل، وكذلك ماذا قيل في المداولات القضائية في المحكمة ضد الجنود المتورطين بالقتل وخصوصًا في محاكمة الضابط شدمي".

وكان النائب جبارين قد شارك صباح اليوم في الفعاليات الجماهيرية لإحياء الذكرى ال٦١ في كفر قاسم والمسيرة السنوية في المدينة، بالإضافة إلى وضع الأكاليل على النصب التذكاري.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]