أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، أن قضية الشيخ رائد صلاح، في اعتقاله وتقديم لائحة اتهام جائرة ضده، هي قضية اجماع والتقاء لكافة جماهيرنا، فهذه الملاحقة السياسية الاستبدادية، هي حلقة اضافية في الهجوم على جماهيرنا العربية. وجاء هذا المهرجان التضامني مع الشيخ صلاح، الذي اقيم أمس الخميس في أم الفحم،، بدعوة من لجنة المتابعة العليا، ولجنة الحريات المنبثقة عنها، واللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم،
وقال بركة، إن اعتقال الشيخ رائد صلاح ينطوي على جوانب عدة من ناحية المؤسسة. أولا انتقام من ثبات الشيخ صلاح، ومواقفه التي لا تلين رغم التهديد والاعتقال والتحريض. وهذا الاعتقال هو استمرار لحظر الحركة الاسلامية، وهو موجه ضد جماهيرنا العربية، اعتقادا منهم أنهم يؤدبون أو يرهبون أو يحجمون هذه الجماهير، لكن هيهات.
واضاف بركة، إن هذا الاعتقال يأتي لدغدغة واستمالة المزاج العام للرأي العام الإسرائيلي المسكون بالعنصرية، من قبل حكومة نتنياهو المتطرفة. وهذا الاعتقال يأتي من باب حسابات اقليمية جديدة، تريد إسرائيل أن تدلي بدلوها فيها. وتابع بركة قائلا، إن الشيخ رائد صلاح يدفع الثمن شامخا، ولكنه يدفعه بالنيابة عنا جميعا. وهذا المهرجان اضعف الايمان كي نقول كلمة حق في وجه سلطان جائر.
ودان بركة الهجوم الاستبدادي ضد الاخوات المرابطات في المسجد الاقصى المبارك، الذي وصل الى حد مصادرة جلباب إحدى الأخوات هي الاخت خديجة خويص. ومثل هذا الانحطاط لم نر في أي مكان. وأيضا الأخوة من عشاق الأقصى، المعتقلون أو الذين يخضعون لاعتقالات منزلية، والمعتقلين اداريا. وقال، إن إسرائيل أوقفت الاعتقالات الإدارية لسنوات طويلة، وهي تستأنف استخدامها ضد جماهيرنا، دون الافصاح عن السبب، فقط من أجل القمع والاستبداد.
وشدد بركة على أن حملة القمع هذه، هي استمرار للهجوم الواسع على جماهيرنا العربية، في كل جوانب الحياة. في الملاحقات السياسية، في قضايا الارض والمسكن، وفي قضايا النقب ومخططات الاقتلاع. والتحريض على أحزابنا السياسية، وعلى الهيئات الوطنية الجامعة، وعلى قياداتنا وأعضاء الكنيست من القائمة المشتركة. وعمليا فإن كل شعبنا مستهدف، وهذا يتطلب منا تمتين الجبهة الداخلية لجماهيرنا. تمتين العمل السياسي المبني على مواقف وليس على مصالح. وهذا يتطلب منا أن نئد الفتنة في مهدها، وهناك بواطن وكوامن لهذه الفتنة، وعلينا ان نبحث عمن يثيرها. وهذا يقودنا الى تمتين مجتمعنا لمواجهة الجريمة والسلاح. وهذه المدينة العزيزة أم الفحم مدينة المناضلين، نُكبت بهذه الآفة، آفة الجريمة والقتل. وعلينا تنظيف الجسم من آفات السلطة حتى يكون سليما في مواجهة كل ما يجب ان نواجهه.
وقال بركة، نحن شعب ككل الشعوب لدينا التعددية، ولكن اطرنا الوحدوية، ولجنة المتابعة بالتحديد، تقف عند نقطة الالتقاء الجامعة، ونحن نعرف وانتم تعرفون أن نقاط التقاطع والتوافق هي أكثر بكثير من نقاط التنافر والاختلاف، ويجب تغليب نقاط التوافق. فهناك من يطالب لجنة المتابعة باتخاذ مواقف مختلف عليها في مجتمعنا، ولجنة المتابعة لن تقف أبدا عند نقاط التنافر. وقضية الشيخ رائد صلاح والمعتقلين عامة، هي قضية توافق جامعة لكل شعبنا.
وتابع بركة قائلا، نحن اليوم نقف في مواجهة خطر داهم، أمام سيل قوانين وسياسات تستهدف وجودنا، وأخطرها ما يسمى قانون الارهاب و"قانون القومية"، بكل ما يحمله من تحدي لمجرد وجودنا. بحيث يريدون الاستناد الى الشريعة اليهودية، في حال لم يكن قانون تستند له المحكمة في قضية طرحت أمامها. ومن خلال هذا القانون لا يعترفون بالحقوق الجماعية لجماهيرنا، وكأننا نحن مجرد أفراد هائمين في وطننا. ولا وجود ولا حق للغة العربية، التي هي لغة الأرض والمكان والتاريخ، هي لغة البحر والنهر والجبل والسهل، ولغة الشجر ولغة القرآن. يريدون تغريب اللغة عن أهلها ومهدها.
وقال، هذا يعيدنا الى وعد بلفور، الذي سيمر عليه بعد أسابيع الذكرى المائة لظهوره. وهو وعد وزير خارجية بريطانيا للمؤتمر الصهيوني، بأن تبذل بريطانيا قصارى جهدها لإقامة وطن لليهود في فلسطين، على أن يتم ضمان الحقوق المدنية والدينية لكل الطوائف غير اليهودية، بحسب تعبير ذلك الوعد، في الوقت الذي كان فيه 97% من المواطنين، هم أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الوطن. ما يعني أن بريطانيا اعتبرت الـ 97% شيء على هامش الوطن، والـ 3% اليهود، يتم وعدهم بالوطن القومي.
ومضمون هذا الوعد ما زال يتردد حتى يومنا هذا، فقد رددها يتسحاق رابين رئيس الحكومة آنذاك بعد يوم الأرض 1976، حينما طالبه رؤساء السلطات المحلية العربية بالاعتراف بنا كأقلية قومية وكأصحاب حقوق قومية، فرد قائلا أنا اعترف فقط بالحقوق المدنية والدينية. واليوم يسموننا "غير اليهود"، وطوائف. ولكننا نقول هذا الوطن وهذا التاريخ لا هوية له، إلا هوية أهله، هوية فلسطين.
وختم بركة قائلا، وإذا كان ثمة ما يقال في ختام هذا الكلام، هو أننا نعقد أملا كبيرا، على انهاء حالة الانقسام الفلسطيني، رغم سلسلة الخيبات التي شهدناها في السنوات الأخيرة. نهاية حقبة هذا العار الفلسطيني، نهاية فرح الحركة الصهيونية بالانقسام الفلسطيني. وقال، إننا نحن مليون ونصف مليون فلسطيني في الداخل لهم موقف واحد، وهو مطلب حاد وواضح بإنهاء حالة الانقسام.
[email protected]
أضف تعليق