حذر وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ، من المخطط الاستيطاني الإسرائيلي الذي يستهدف قرية الولجة جنوب العاصمة المحتلة .
وقال لدى قيامه بجولة تفقدية اليوم السبت في انحاء البلدة برفقة نشطاء فلسطينيين في مجال حقوق الانسان وعدد من الاهالي ان سلطات الاحتلال تخطط لعزل القرية عن محيطها وتحويلها إلى كنتونات ومعازل وفصلها عن القدس والمناطق الفلسطينية، موضحا انه باستكمال إغلاق القرية من جهة ما تعرف بعين جويزة، يكون الإحتلال قد حصر دخول وخروج السكان من والى القرية من جهة مستوطنة "هار جيلو" وبالتالي ستواصل سلطات الإحتلال ضغوطاتها على الاهالي وتعكير صفو حياتهم والذي كان قد بدأ منذ وضع حاجزا عسكريا على هذا مدخل البلدة ما يؤدي الى عزلها عن مدينة القدس من الجهة الغربية الجنوبية وعن مدينة بيت لحم بعد عملية العزل للمدينتين من الجهة الجنوبية بواسطة مستوطنة "هارحوما" جبل أبو غنيم معتبرا ذلك دليل على أن حكومة الإحتلال ماضية في سياستها الاستيطانية وسياسة التوسع والتطهير العرقي لابناء الشعب الفلسطيني والعزل والإغلاق.
اخطارات الهدم لاكثر من مئتي منزل
وأوضح الحسيني ، أن اخطارات الهدم لاكثر من مئتي منزل تأوي نحو مئتي عائلة يزيد عدد افرادها عن الف مواطن يترافق والمخططات الاستيطانية الإسرائيلية التي كانت مجمدة خلال السنوات الماضية، وإخراجها إلى حيز التنفيذ من قبل حكومة الإحتلال وفي ظل عدم وجود اى ضغوطات أمريكية ودولية وعربية لوقف الاستيطان .
وتلحق قرية الولجة تاريخيا محافظة القدس ويعتمد سكانها الذين يحمل الكثير منهم بطاقة الهوية الاسرائيلية الزرقاء ويدفعون ضريبة الارنونا ، بشكل اساسي على الزراعة وهي مقسمة الى مناطق مصنفة حسب اعلان مبادىء اوسلو ب:"A،BوC " وكانت مساحتها تبلغ نحو 17 الف و500 دونم لم يتبق منها سوى ثلاثة آلاف دونم وتخطط سلطات الاحتلال لابتلاع الف دونم منها لاهداف استيطانية واقامة حدائق تطلق عليها "وطنية" وهدم جميع المنازل المقامة فيها حيث استطاع محامي القرية استصدار امرا قضائيا بايقاف مؤقت للهدم الى حين الموافقة على المخطط الهيكلي للقرية والذي يجرى اعداده لتقديمه الى المحكمة الاسرائيلية للنظر فيه بشهر تشرين ثاني القادم والذي من دون شك سيخضع لاهواء المخططات الاسرائيلية حسبما قال رئيس المجلس المحلي علاء الدراس ، مضيفا :"اما القبول بالمخطط او رفضه وبالتالي الشروع بتنفيذ المخططات الاستيطانية بالمنطقة " .
رفض المخطط الهيكلي من قبل الاهالي
واشار الدراس :" ان ما تسمى الادارة المدنية الاسرائيلية وافقت بشكل مبدئي في وقت سابق على مناقشة مخطط هيكلي يضم مناطق خارجة عن حدود ما يطلق عليه "حدود بلدية القدس الاسرائيلية " الا ان هذا العرض قوبل بالرفض من قبل الاهالي وعدم الموافقة على التقسيم الاسرائيلي لحدود قريتهم " .
ونوه الى ان سكان الولجة كانوا قد خاضوا العديد من النضالات القضائية في السنوات الأخيرة ضد بناء الجدار حول قريتهم، بسبب عزل القرية وأيضا بسبب الضرر الهائل الذي يلحقه بناء الجدار بالمدرجات الزراعية القديمة، لكن المحكمة العليا الإسرائيلية اقرت بناء هذا المقطع من جدار الفصل العنصري .
واستعرض رئيس المجلس مشكلة اخرى تواجهه في عمله وهي ان المناطق المصنفة وفق التصنيف الاسرائيلي بمناطق :"C " لا يستطيع تقديم الخدمات فيها وذلك لشح الموارد المالية ورفض المؤسسات الدولية الداعمة حتى اللحظة تقديم الدعم لهذه المناطق ما يجعلها تفتقر لادنى وابسط الحقوق والخدمات .
هدم ثمانين منزلا في القرية
واوضح علي الاعرج المنسق الاعلامي لحملة الدفاع عن اراضي قرية الولجة انه ومنذ العام 1985 جرى هدم ثمانين منزلا في القرية اربعة منها هدمت حديثا وتوقفت العملية بعيد صدور الامر القضائي بايقاف اعمال الهدم مؤقتا والذي لا يعول عليه كثيرا على حد قوله ، منوها الى ان الاهالي لا يجدون عنوانا اسرائيليا واضحا لدى التوجه لاستصدار التراخيص اللازمة للبناء وذات الاختصاص فيما لو شرع بعملية الهدم تجد جميع الاجهزة الاسرائيلية تتحرك سوية لتنفيذها داعيا الى آلية وطنية لتجنيد الدعم اللازم من اجل تعزيز صمود الاهالي لزيادة الحركة العمرانية بالمنطقة والحد من الاستهداف الاستيطاني الاسرائيلي .
جدار الفصل العنصري سيحيط بالولجة من كافة الجهات
يشار الى انه ووفقا للمخطط الإسرائيلي، فإن جدار الفصل العنصري سيحيط بالولجة من كافة الجهات باستثناء مخرج واحد باتجاه مدينة بيت جالا، كما أن الجدار سيفصل بين القرية وبين أراضي سكانها البالغة مساحتها قرابة ثلاثة آلاف دونم، ويخطط الاحتلال الإسرائيلي لمصادرة هذه الأراضي وتحويلها إلى ما اطلقت عليه سلطات الاحتلال ب"متنزه ميتروبوليني" جديد يتبع لبلدية الاحتلال في القدس.
كذلك سيعزل الجدار الولجة عن نبع عين حنية، الذي سيحوله الاحتلال إلى مركز جذب متنزهين إلى المتنزه الجديد، وجرت فيه أعمال تطوير وكان سكان الولجة والمنطقة يستخدمون هذا النبع للترفيه والسباحة.
قرية الولجة :عرفت بالماضي بأراضيها الزراعيّة الخصبة
وتقع قرية الولجة إلى الجنوب الغربي من العاصمة المحتلة، على مقربة من مدينتي بيت جالا وبيت لحم، وعرفت بالماضي بأراضيها الزراعيّة الخصبة، وعيون الماء فيها، وشجر اللوز والخوخ والزيتون وفيها اقدم شجرة زيتون في فلسطين . أما اليوم فالقرية محاطة بجدار الفصل العنصري والضم والتوسع، واقامت سلطات الاحتلال حاجزا عسكريا بالقرب من مستوطنة "هار جيلو"، بحيث اصبح المنفذ الوحيد الذي يصل إلى القرية من الجهة الغربية فيما لا تزال بعض المنازل الحجرية قائمة في موقع القرية. ولا يزال الماء يتدفق من بنية حجرية أسمنتية مبنية فوق نبع يقع في واد إلى الغرب من الموقع. ويمر ما يسمى خط هدنة 1948 بالمناطق الجنوبية من أراضي القرية.
[email protected]
أضف تعليق