ما زال مسلسل العنف مستمرًا في مجتمع العربي، رغم إقامة وتنظيم العديد من حملات التوعية والمناشدات من أجل مناهضة العنف المستشري في مجتمعنا، وخاصة مكافحة ظاهرة تملك السلاح غير المرخص، حيث بادرت الشرطة لحملة تسليم الأسلحة، لكل من يتواجد بحوزته سلاحًا غير مرخص، لربما تكون مساهمة في التقليل من هذه الظاهرة.
وحول ظاهرة العنف والأسلحة غير المرخصة، مراسل موقع بُـكرا، أجرى لقاءً مع مدير مركز أمان- المركز العربي للمجتمع الآمن، الذي قال في حديثه انه يجب الاعتراف، باننا لم نبدأ وبصورة جدية عملية حقيقية لمناهضة العنف. ما زلنا بمرحلة الحديث والندب والتصريح عن الاستياء وخطورة الظاهرة. كل الفعاليات اليوم بهذا الموضوع هي فردية، متقطعة وسطحية بما في ذلك موضوع علاقة الشرطة مع هذا الموضوع״.
وتابع:" لذلك لا يمكن ان نوقف نزيف مجتمعنا بدون عملية عميقة وجريئة في معالجة مسببات العنف وأيضا التعامل بصورة المواجهة لظواهر هذه المسببات والتى تظهر على بشكل عنيف".
مجتمعنا يجب ان يدخل مرحلة المواجهة.. وليس التفرج فقط
وعن الامور التي يتوجّب على المجتمع فعلها، يقول:" مجتمعنا يجب ان يدخل مرحلة المواجهة وليس فقط التفرج على الظواهر بمعنى تأطير كل القوة الاجتماعية داخلها لتضع خطا أحمرا واضحا للمجموعات الاجرامية والافراد الاجراميين والذين استقووا على مجتمعهم بغياب مجتمع موحد ومواجه لهم".
حملة الشرطة في جمع السلاح
وحول حملة الشرطة بجمع السلاح، يحدّثنا:" الشرطة في هذا السياق هي عامل مهم ولكنها ليست الوحيدة. مجتمع مواجه، منظم ويستخدم القوة الاجتماعية الهائله فيه سيجبر الشرطة القيام بواجبها، تنظيم المجتمع واستخراج الطاقة الاجتماعية الموحدة فيه وترشيد المواجهة هي من وظيفة القيادات على اختلافها وكل في موقعه، القيادة السياسية لها الغطاء السياسي والموارد تجاه السلطة المركزية والقيادة المحلية بتسخير الموارد البلدية لذلك، القيادات الدينية لها واجبها وهكذا على مختلف الفعاليات المدنية في كل بلد وبلد".
وأردف:" لكي نقوم بكل ذلك يجب ان نقوم بتشكيل لجان مهنية وقيادية في كل بلد وبلد تندرج تحت لجنة قطرية مستقلة ترصد لها الميزانيات التي تقتطع من ميزانية كل بلد حسب كبرها لتشكيل شبكة متكاملة من الفعاليات التي لا تكتف بالسطحية بل بعمل بعمق زمني ومكاني على امتداد مجتمعنا".
اما عن المشاكل المحلية، يقول:" في كل بلد يتم رصد كل المشاكل المحلية وبناء خطة لمعالجتها مع ألاخذ بعين الاعتبار بان الموضوع بحاجة الى طول نفس وصبر وثمن يجب دفعه. وأيضا يجب ان نفهم بأن استعادة الشارع والحيز العام هو جزء اساسي لذلك. فأعادته عن طريق فرض النظام فيه عن طريق التطوع للشباب ليأخذوا دورهم بذلك هو اساسي لاعادة بناء مجتمع مناهض للعنف وهي بداية اعادة ثقة الناس بانفسهم بانهم يستطيعون ان يعيدوا قوتهم الايجابية لتحكم مصيرهم الذي سلبه ثلة من العابثين الذين استغلوا لحظة ضعف في مجتمعنا".
[email protected]
أضف تعليق