ضمن برنامج احتفالي متنوّع، اختتمت مجموعة "عسفاوية انا" بالتعاون مع "كيان"- تنظيم نِسوي، مؤخرًا، الحملة المجتمعيّة التي كانت بادرت إليها وجاءت تحت عنوان "كوني أنت".
وعقد الاحتفال في مسرح النقاب في عسفيا حيث شارك به العشرات من أهالي البلدة داعمين الحملة ومجموعة "عسفاوية انا" ونشاطها.
وتخلل الاحتفال عرض لعددٍ من المواهب العسفاوية بالدبكة والغناء والعزف والكوميديا والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبيرًا جدًا.
وتزامن الاحتفال مع عيد الأضحى حيث أكد القيّمون عليه أنّ هذا التوقيت الانسب لاختتام حملة استمرت لمدة عام لما تحمله المناسبة من فرحة وبهجة.
وفي كلمتها أكدت عبير عبود، من المجموعة، على أهمية المناسبة لاختتام الحملة موضحة أن "للعيد بهجة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها وكم تكون هذه البهجة اشد وقعًا اذا ما اقترنت بنجاحات مرت بها المجموعة".
وقالت عبود أنّ مجموعة "عسفاوية انا" تأسست قبل نحو عامين وبدأت مسيرتها بدورت تاهيل وتدريب للنساء بدعم من جمعية "كيان" والتي لا زالت تقدم الدعم الكامل للمجموعة.
واشارت عبود إلى أن المجموعة مؤلفة من 10 نساء ناشطات اخذن على عاتقهن موضوع رفع وتعزيز وعي المرأة العسفاوية لحقوقها كإمرأة بصورة خاصة وكعربية بصورة عامة.
وقالت أنّ المجموعة نشطت من خلال العشرات من الفعاليات التوعوية والتثقيفية وبرامج وحملات هدف ايضًا إلى تعزيز الانتماء العسفاويّ، منها حملة "كوني أنت".
وعن حملة "كوني أنت"، قالت عبود، أنها كانت من اهم البرامج التي باشرت فيها المجموعة، حيث تم خلالها حشد 3 مجموعات نسائية من 3 حارات مختلفة، مررن بدورات تأهيلية، وعملن على تعميق الوعي الذاتي والوعي الجماعي للمكان، ناقلات هذا الوعي من خلال عدد من الفعاليات إلى أخريات عسفاويات.
وعن الفعاليات أسهبت عبود موضحة أنّ المجموعة كانت قد بادرت إلى فعالية "مشوار بحارتنا" من خلالها دفعن النساء إلى التعرف على تاريخ عسفيا مما يعمق الانتماء إلى هذه البلدة. كما وبادرت المجموعة إلى فعاليّة تحمل الطابع الروحاني تعلمت منه المشاركات كيفية تعريف الذات وتحقيق الغايات بعد تحديد الأهداف.
واوضحت أنّ عشرات العسفاويات شاركن في الفعاليات التوعوية التي تساهم في تثقيفهّن لحقوقهن عامة والسياسية خاصةً، حيث تعزز الحملة ككل مشاركة المرأة في الحيّز السياسيّ، بإعتبار أن الشراكة الحقيقة تتحقق مع المشاركة السياسيّة وايمانًا من المجموعة بأن النساء قادرات على المنافسة على مواقع سياسيّة الأمر الذي يرتقي بعسفيا نحو التطور والازدهار ونقل مقولة رفع مكانة المرأة من النظرية إلى التطبيق.
وفي كلمتها تطرقت منى محاجنة، من كيان، إلى سيرورة العمل مع نساء عسفيا واصفة المشوار على أنه شيق وطويل ومليء بالزخم والتحديات.
وأضافت محاجنة أنّ حملة "كوني أنت" خاصة لما تحمله من ابعاد تدل على انّ واجبنا كنساء العمل على تحقيق ذاتنا أحلامنا، الفردية والجماعيّة.
واشارت محاجنة إلى أنّ حملة "كوني أنت" تترجم اهداف كيان حيث يهدف كيان إلى بناء مجتمع عادل، خالي من التمييز، الكل متداخل في موقعه بصورة فعالة، فيه النساء غير مهمشات بل جزء فعّال يعود بالفائدة على المجتمع، وأنّ هذا هو المجتمع الصحيّ الراقي.
وأكدت محاجنة أنّ الحديث عن وضع ومكانة المرأة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار البعد السياسي بالإضافة إلى الاجتماعي مشيرة إلى أن مكانة المرأة اجتماعيًا لربما قد تحسنت قليلا، في التعليم والعمل خاصة، إلا أنها ما زالت قاتمة في المجال السياسي، ففقط 11 إمرأة يشغل مناصب عضوات لمجالس محليّة من اصل 800 عضو رجل!
وخلصت محاجنة إلى القول أنّ نسبة النساء المتدنية في المجالس المحلية هو انعكاس لمكانتها المتدنيّة وانّه يتوجب علينا تعزيز حضور النساء هناك لتعزيز هذه المكانة حيث يعتبر التصويت والترشح حق وانه لا حواجز قانونية تمنع المرأة خوض غمار هذه التجربة، داعيّة المجتمع العسفاوي لدعم حملة "كيان" التالية بالتعاون مع نساء عسفيا والهادفة إلى دمج نساء في السلطات المحلية وفي اللجان الشعبية المختلفة.
واستمر البرنامج بعرض للدبكة قدمتها فرقة الفرسان العسفاوية، ووصلات للغناء الفني الملتزم والعريق قدمتها فرقة عسفاوية ترأسها المغنية الشابة آية عطيلة والمغني الشاب يوسف صعب والمغني طارق كيوف.
وانتهى البرنامج بدبكة مشتركة شارك بها الحضور بتنوعه الجندري والطائفي في الوقت الذي يشهد فيه مجتمعنا ازمة طائفية قد تضعف تماسكه وتهدد هويته الوطنية والعربية.
[email protected]
أضف تعليق