اقتحم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف "يهودا غليك" برفقة مجموعة من المستوطنين صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وفتحت شرطة الاحتلال عند الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت عناصرها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى وعند أبوابه بشكل مكثف، تمهيدًا لتأمين الحماية الكاملة للمتطرفين المقتحمين.
ويأتي اقتحام "غليك" اليوم، في أعقاب سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى اليوم، في وقت أنهت فيه شرطة الاحتلال كافة تحضيراتها واستعداداتها لتوفير الأجواء التي تمكن أعضاء الكنيست من اقتحام المسجد.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس لوكالة "صفا" إن المتطرف "غليك" برفقة مجموعة من المستوطنين اقتحم الأقصى، وتجول في أنحاء متفرقة من باحاته.
وأضاف أن 35 متطرفًا اقتحموا الأقصى منذ فتح باب المغاربة حتى اللحظة، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال أجبرت حراس الأقصى على عدم الاقتراب من مجموعة المستوطنين المقتحمين برفقة "غليك".
وأوضح أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها على أبواب الأقصى، وكثفت تواجدها، وأخضعت طلاب المدارس للتفتيش قبيل دخولهم للمسجد.
ولاحقت شرطة الاحتلال عددًا من الشبان داخل المسجد، وأجرت اثنين منهم خارج أبوابه، فيما واصلت التضييق على دخول المصلين للمسجد، واحتجزت البطاقات الشخصية عند أبوابه.
ووضعت شرطة الاحتلال عدة شروط ضمن توصياتها لأعضاء الكنيست، منها التعهد بإعلام الشرطة والتنسيق معها قبل الاقتحام، تحديد مسبق لساعات الاقتحام، أن يكون الاقتحام دون حرس شخصي أو أفراد حراسة، أن تتم دون مرافقة إعلامية، والتعهد بعدم إلقاء أي خطابات داخل الأقصى.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن عددًا من أعضاء الكنيست من أحزاب اليمين يستعدون ليكونوا أول من سيقتحمون المسجد الأقصى، فيما ستراقب شرطة الاحتلال ردود فعل الفلسطينيين على هذه الاقتحامات.
وذكر ضابط الكنيست "يوسف غاريف" أن البرنامج التجريبي كان يفترض أن ينفذ في السابق، وأنه تم تأجيله جراء المواجهات التي شهدتها مدينة القدس والأقصى، عقب محاولات الاحتلال تثبيت البوابات الإلكترونية والكاميرات عند أبواب المسجد، إثر العملية التي وقعت في 14 تموز/ يوليو الماضي بالقدس.
وأضاف في رسالة بعث بها إلى أعضاء الكنيست أن شروط الاقتحام تحددها أجهزة الأمن، وأن تنسيق الاقتحام يكون من خلال ضابط الكنيست فقط قبيل 24 ساعة على الاقتحام، بشرط موافقة المفتش العام للشرطة روني ألشيخ، أو قائد المنطقة.
ووفقًا لشروط الاقتحام التي تم تحددها في رسالة "غاريف"، فإنه سيتم السماح لأعضاء الكنيست اليهود باقتحام الأقصى من باب المغاربة خلال ساعات الصباح، بدءً من الساعة 07:30 صباحًا حتى الـ11:00 ظهرًا.
كما أنه سيسمح لهم بالاقتحام من الطريق المعد للزوار غير المسلمين، وعلى أعضاء الكنيست الخضوع للقواعد المطبقة على جميع الزوار من غير المسلمين، وأنهم سيكونوا ملزمين باتباع التعليمات التي سوف يتم إخبارهم بها قبيل اقتحامهم للأقصى.
كما سيسمح للنواب العرب في الكنيست من الدخول عبر باب الأسباط، بعد نصف ساعة من آخر اقتحام لعضو كنيست يهودي.
ويتعرض المسجد الأقصى بشكل يومي، عدا يومي الجمعة والسبت، لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة المطلقة عليه، وفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
[email protected]
أضف تعليق