لم تستمع الى الذين حاولوا احباطها وافشال عزيمتها، فمن ممارسة كرة القدم بالحي، التحقت بفريق نادي فتيات البعنة ثم نادي فتيات احمد مجد الكروم، لتكون لاعبة أساسية بالتركيبة، انها اية عابد التي تبلغ من العمر 18 عاما.

تعشق اللاعبة عابد مجال الرياضة، فاخترقته من اوسع الأبواب حيث انها تريد ان تصبح مدرّسة رياضة بالاضافة الى انها تنوي احتراف كرة القدم والالتحاق بفريق برشلونة للنساء.

من الهواية الى الاحتراف

وقالت:"انا ابلغ من العمر 18 عاما، منذ صغري كنت أمارس كرة القدم في الحي، مع اولاد الحي واخوتي حتى ما أصبحت كرة القدم، هوايتي، ظلّلت أمارسها يوما بعد يوم الى ان تحسّنت وعندما رأيت بانّني متمكنة من ممارسة كرة القدم، التحقت بفريق للفتيات، بدايتي كانت مع فريق فتيات البعنة في بلدي، ومن ثم قررت ان اتقدّم اكثر واكثر فالتحقت بفريق اتحاد فتيات احمد مجد الكروم، لأنهن بمستوى عالي وينافس على المرتبة الاولى والثانية، بالطبع هذا مستقبلي وبنفس الوقت حلمي وسأظل اطمح وأحاول الى ان اصل لاعلى مستوى بكرة القدم واحترفها خارج البلاد".

الطموح هو الالتحاق بفريق برشلونة

اما عن طموحها، تقول:" اريد ان التحق بفريق نساء برشلونة وان اصبح من افضل اللاعبات عالمياً وكان من الصعب ان أمارس كرة القدم بسبب المدرسة لانه في المرحلة الاعدادية التحقت بمنتخب اسرائيل للفتيات وكنا نسافر خلال السنة ومرّات كثيرة أصبت بكسور".

واكملت كلامها قائلة:" كنت امتنع عن ممارسة الكرة لمدة شهر وخلال هذه الفترة التي اتعرض فيها لإصابات، تغيّبت عن المدرسة ولهذا كانت الفترة صعبة للغاية، ولكن عندما التحقت بالمرحلة الثانوية، ارتأيت الى ان احسّن مستواي التعليمي ووضعت هدف امامي وهو، ان انجح بتعليمي وبكرة القدم فوازنت بين الامرين ونُظِّمت الأوقات وبفضل الله خرجت بنجاح بكرة القدم وبالمدرسة".

معلمة رياضة

وحول امكانية احتراف كرة القدم، تقول:" للحقيقة انا ارغب بان اجري امتحان كرة قدم خارج البلاد وان اتابع مسيرتي بهذا المجال، لكن بنفس الوقت ساتعلّم الموضوع سواء بالداخل او بالخارج لاصبح معلّمة رياضة بكل المجالات لا يهمّ كرة قدم او سلة او حتى طائرة، وبالوقت الحالي اتلقّى دروس لاصبح مرشدة كرة قدم في تل ابيب وايضاً درست موضوع الحكم ولكن احكم حاليا فقط في ألعاب للشباب لأنني لا زلت أمارس الكرة فلا يصحّ ان احكم في ألعاب للفتيات وانا لا زلت لاعبة".

كرة القدم ليست للشباب فقط

ووجّهت اللاعبة عابد رسالة للفتيات عبر "بُكرا" قالت فيها:" الرياضة عالم واسع جدا ومن المفضل ان يمارسها كل انسان ليحافظ على سلامة جسده وممارسة الرياضة لا تقتصر على كرة القدم فحسب، كل انسان ورغباته، لكن بما انني ترعرعت في رياضة كرة القدم فبدون شك ساشجّع الشباب والفتيات على ممارسة هذه اللعبة ، وانا على استعداد لمساعدة من يواجه صعوبات، مع اننا نمارس الرياضة بشكل قليل نسبة للشباب وهناك الكثير من الفتيات اللاتي يتوجهن لي بهدف الالتحاق بفرق كرة قدم للفتيات، الّا ان الاهل يمنعونهن من ذلك".

وشدّدت على ان:" وعليه، انا اتحدّث مع الاهل وادعوهم لحضور التدريبات لأريهم ان ممارسة كرة القدم ليست فقط للشباب، انما هناك بنات يتقنن فن رياضة كرة القدم اكثر من الذكور حتى!".

بداية صعبة

اما بما يتعلّق بالصعوبات التي واجهتها، تقول بحديثها مع بُكرا:" ببداية الطريق كان الامر صعب، لان الجميع اخبرني ان كرة القدم للذكور ولا يمكنك ممارسة كرة القدم لانها ليست للفتيات وانني سأواجه انتقادات والمجتمع لا يستوعب فكرة ممارسة البنت لكرة القدم، لكن انا لم اوافق وقرّرت ان اثبت للعالم ما هو عكس كل ما يتفوّهون به لاريهم ان هذه الرياضة للجميع وليست فقط للذكور ولهذا الامر التحقت بفريق، وما جعلني اشعر بانبساط وارتياح هو دعم اهلي ووقوفهم الى جانبي ومساندتي، لاننا بالعائلة، عائلة رياضية ووالدي كان لاعب كرة قدم وعمّي يمارس كرة القدم بالخارج لذلك كنت دائما أحظى بالتشجيع والدعم ايضا من قبل أصدقائي، وبتت احاول ان اؤثر على الناس وان اثبت لهم موهبتي وأمارس الرياضة أمامهم ومعهم وضدهم حتى ما اثير إعجابهم وبالتالي أريهم بانّني العب افضل بكثير من الذكور، الامر الذي اقنع الكثيرين من اهل بلدي بكلامي، وبسبب هذا تم انشاء فريق الذي التحق فيه الكثير من الفتيات ومن ثم صرت انشر موهبتي على شبكات التواصل الاجتماعي من باب ان لا يوجد شيئ مستحيل وان رياضة كرة القدم لا تقتصر على الرجال فقط وهي نوع كأي رياضة اخرى".

وحول تعاملها مع الانتقادات، تقول بحديثها لـبكرا:" كنت أتحدَّث وأناقش واجادل حتى ما اقنع اي شخص بأفكاري واغيّر تفكير المجتمع ولو بدرجة بسيطة ليروا ان هناك الكثير من الامور المتساوية بين الشاب والفتيات ونحن الان في مرحلة فيها الكثير من فرق كرة القدم التي تشرك الفتيات بتركيبتها والمجال يتوسَّع ويتطوّر وبتوجّه نحو الانفتاح، الامر الذي أباركه وأتأمل ان يستمر على هذا النهج".

شهادات تقدير وانجازات

وبخصوص شخصيتها، تقول:" انا من النوع الذي يحب ان يدعم بمجال الرياضة للفتيات ولهذا احاول قدر المستطاع بشدّ الفتيات والأهالي نحو هذا الموضوع، وانا ارغب بان اصبح مدرَّبة كرة قدم كي افتتح فريق مجاني للفتيات وامرّنهن وبفضل الله وصلت للكثير من المستويات وبحوزتي شهادات تقدير وانجازات ولي معارف في جميع أنحاء البلاد وأحظى بدعم من الجميع وألاحظ ان هناك الكثير من الفتيات اللاتي يعشقن هذه الرياضة وعليه انا أتواصل معهن وأساعدهن واوجههن للفريق المناسب والقريب عليهن وأكون من اول الداعمين والمشجعين".

وخلّصت بالقول الى ان:" تحدّثت لمنابر عديدة خلالها حاولت جاهدة بالحديث عن هذه الرياضة وعن تجربتي بالصحف وفِي كل مكان حتى ما تصل رسالتي للناس، لكلّ الناس وتغيير تفكير المجتمع تجاه هذه الرياضة بما يتعلق في ممارستها من قبل الفتيات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]