بعد انتهاء صلاة الجمعة هاجمت القوات الاسرائيلية المصلين في شارع صلاح الدين بمدينة القدس ووادي الجوز وباب الاسباط ، وفي أماكن عديدة من البلدة القديمة اندلعت مواجهات عنيفة بينها في شارع الواد.
واستشهد شاب مقدسي برصاص مستوطن في باب العامود.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: أن القوات الإسرائيلية أصابت شخصين بالرصاص المطاطي تم نقلهما للمستشفى الميداني التابع للهلال الاحمر في القدس واصابة سقوط نقلت لمستشفى المقاصد و٤ اصابات مطاط تم علاجهم ميداناً من مواجهات شارع صلاح الدين.
الشرطة الإسرائيلية: مواجهات .. ثم هدوء
وفي بيانها، قالت الشرطة أن مصلين دخلوا عن طريق البوابات الالكترونية، وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري : ظهيرة اليوم الجمعة في القدس شارع صلاح الدين مع وصول عدد من الشخصيات العربية العامة الى هناك مثيرين خواطر المواطنين المحليين الذي تجمهرو في المكان ومحاولين الاخيرين اقتحام حاجز شرطي هناك راشقين حجارة اتجاه القوات الشرطية مع رد القوات بتفريق المخلين بالنظام ممسكة بزمام الامور .
وتابعت: تواصل الشرطة بانتشارها المعزز في كافة الطرقات المؤدية وغلاف وحوض البلدة القديمة وبما يشمل شارع سلطان سليمان منعا لتطور اي اعمال اخلال بالنظام ونحن نناشد وللمرة بعد الاخرى كافة القيادات المسؤولة ومن شتى الاطراف في ابداء مسؤوليتها وشجب اي محاولة تحريض وعنف وحتى تهدئة الخواطر.
وفي بيان لاحق قالت: في القدس ومنذ ساعات صباح اليوم الجمعة دخل عشرات من المصلين الى الحرم القدسي الشريف واقاموا صلاة الجمعة جنبا الى تجمهر وفود مصلين مسلمين اخرين على تخوم البلدة القديمة وبما اشتمل على شارع صلاح الدين وروكفلر وحي راس العامود مقيمين الصلاة هناك ومع انتهاء الصلاة ومباشرة المصلين التفرق تم رشق حجارة اتجاه القوات التي ردت بتفريق المخلين مع استخدامها وسائل التفريق واعتقال مشتبه برشق الحجارة واعمال تفريق المخلين بالنظام تتواصل في عدة مواقع هناك وسط مواصلة انتشار القوات الشرطية المعززة في تخوم وحوض البلدة القديمة حفاظا على النظام والسلامة العامة، لاحقا تم تفريق كافة المخلين بالنظام وامسكت القوات بزمام الامور لتعود السكينة وتسود كافة الانحاء.
هذا رغم محاولات الشرطة بإيقاف الحافلات وبمنع وصول الناس إلى القدس، وصل الآلاف حتى ظهر اليوم إلى المدينة في يوم أطلق عليه أسم يوم الغضب لنصرة الأقصى في ظل الاجراءات الاسرائيلية بحق المسجد الأكثر قدسية وأهمية في البلاد.
وعقد اجتماع للجنة المتابعة والمرجعيات الدينية وتقرر فيه عدم الرضوخ لمطلب الشرطة والحكومة والتأكيد على رفض الدخول عبر البوابات الالكترونية.
وقد خرج أعضاء لجنة المتابعة من أعضاء كنيست ومسؤولين ومعهم رجال دين مسلمين ومسيحيين جميعًا نحو المسجد الأقصى المبارك في مسيرة نحو باب الأسباط ووصلت المسيرة إلى المكان ليتجمهر الجميع هناك أمام القوات الاسرائيلية التي تغلقه بالحواجز والبوابات الالكترونية.
وعلى باب الساهرة، أشار مراسلنا أن الشرطة بدأت بقمع المصلين بقنابل الصوت.
مفتي القدس: آن الأوان للجم الاحتلال
مفتي القدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين قال: يجب أن يمكن كل فلسطيني للصلاة في المسجد الأٌقصى بغض النظر عن عمره، وآن الأوان للعالم العربي والعالم الإسلامي والعالم بشكل عام أن يلجم هذا الاحتلال، ونحن ننادي الشباب والجميع بشد الرحال للمسجد الأقصى وهذه البوابات كما الاحتلال، ستزول.
وأشارت الأخبار بالأمس أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو يفضل إزالة هذه البوابات الالكترونية، وهذا ما يفضّله الشاباك، ولكن الشرطة ووزير الأمن الداخلي أردان يفضلون عدم إزالتها، وعقد اجتماع للمجلس الوزارة المصغر "الكابينيت" فجر اليوم وخلاله تقرر إبقاء هذه البوابات.
وعززت الشرطة قواتها في القدس وأدخل الجيش الإسرائيلي 5 كتائب إلى المكان، أي ما يقارب 4000 جندي، في حالة تأهب.
الشرطة: ليس بالضروري أن "نشغّل" هذه البوابات
ومن جهة أخرى الشرطة في بيان ظهر اليوم أنها قد لا تستخدم البوابات الالكترونية ولكنها موجودة، أي أنها قد تكون شكلية فقط، وأن هذا يكون حسب تقييم الأوضاع، وجاء في بيان الناطقة بلسان الشرطة لوبا السمري: منعا للالتباسات اوضح على ان قرار المستويات السياسية العليا وصحيح لهذه المرحلة يقضي في ابقاء الماكينات الالكترونية ماكنات الكشف عن المعادن " الماچنومتريم " على ابواب الحرم ومن جهة اخرى خوّلت الحكومة الشرطة ومنحتها صلاحية اتخاذ القرار حول مستوى الفحوصات والاجراءات الامنية التي ستقوم الشرطة في تنفيذها عبر هذه الماكينات , وسط قاصدي الصلاة في الحرم , وان كان وسط افراد, مجموعات , حشود , والعمل وفقا لتقييمات صور الاوضاع التي سوف تقوم فيها تباعا وانسجاما مع الضروريات والتهديدات وبما يشمل الشبهات الامنية وغيرها من الامور ذات الصلة وكل ذلك حفاظا على السلامة العامة وسط كافة مواطنيها وزوارها ومصليها وعلى حد سواء. ماكنات الماچنومتر وضعت صحيح لهذه المرحلة عند باب الاسباط والمجلس والسلسلة وهي ابواب مفتوحة اليوم الجمعة امام دخول المصلين المسلمين بأمان وسلام وسط تواصل انتشار قوات الشرطة في دوائر محيطة حفاظا على النظام والسلامة العامة.
ومع الإعلان عن هذا اليوم كيوم غضب، تشهد عدد من البلدان العربية مظاهرات ووقفات، وعلى الحدود في جنوب لبنان، قرب مارون الرأس، وصل الآلاف ليقيموا صلاة الجمعة هناك في أقرب منطقة لفلسطين المحتلة.
الحزب الشيوعي والجبهة: نتنياهو يريد تأجيج حرب دينية
يستنكر الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة قرارات الحكومة الإسرائيلية بشأن البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى المبارك، والتي تشكّل استفزازًا سافرًا ومساسًا بحرية العبادة ومحاولةً لتغيير الوضع القائم في الأماكن المقدّسة، في إطار سياسة هذه الحكومة الأصولية التي يقودها غلاة الاستيطان والضمّ ومهووسو "الهيكل الثالث".
إنّنا نحذر من مساعي حكومة نتنياهو لتأجيج حرب دينية وطمس الطابع السياسي للصراع بين الاحتلال والشعب الواقع تحت الاحتلال، أيضًا للتهرّب من أزماته السياسية وصرف الأنظار عن ملفات الفساد. ونحمّل الحكومة مسؤولية التبعات الخطيرة لهذه السياسة الجنونية. كما نحذر من الاستفزازات والتنكيل بأهالي القدس.
ويؤكد الحزب الشيوعي والجبهة أنّ جوهر الحل يقوم على كنس الاحتلال من كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، بما يضمن حرية العبادة لأبناء جميع الأديان في المدينة.
وفد المتابعة والمرجعيات المقدسية يؤكدون على وقوف الشعب الواحد دفاعا عن القدس وصد الاحتلال
عقد قبل ظهر اليوم الجمعة، في القدس المحتلة، لقاء ضم وفد من قيادة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، والمرجعيات الدينية والسياسية والأهلية في المدينة، للتباحث في أوجه الحراك الشعبي والسياسي، في معركة التصدي لجرائم الاحتلال في القدس، والعدوان الخطير على المسجد الأقصى، وعزله عن أهله وأصحابه الشرعيين، ولإعلان موقف مشترك.
وجاء الاجتماع، بناء على ما اتفق عليه، خلال لقاء رئيس المتابعة محمد بركة، بالمرجعيات الدينية الاسلامية في القدس المحتلة، يوم الاثنين الماضي، وتضم رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، والقائم بأعمال قاضي القضاة في القدس الشيخ د. واصف عبد الوهاب داري البكري.
وضم وفد المتابعة في لقاء اليوم، رئيس المتابعة محمد بركة، النواب مسعود غنايم وجمال زحالقة وأحمد طيبي وعبد الحكيم حاج يحيى وحنين زعبي وطلب أبو عرار ويوسف جبارين وأسامة سعدي. ورئيس الحزب الديموقراطي العربي طلب الصانع وسكرتير عام التجمع الوطني الديمقراطي امطانس شحادة، ونائب رئيس الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبي) صفوت فريج.
تحدث في اللقاء رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، والقائم بأعمال قاضي القضاة في القدس الشيخ د. واصف عبد الوهاب داري البكري .
والقيت كلمات من رئيس المتابعة بركة، ومن النائبين زحالقة وطيبي، ومن الوفد المقدسي، الشيخ سلهب والشيخ حسين، والمحافظ الحسين، وعدد من القيادات السياسية والأهلية، وأكد المتكلمون على تلاحم الشعب الواحد في مواجهة الاحتلال وجرائمه، كل من موقعه، خاصة وأن الغالبية الساحقة من شعبنا، خاصة في الضفة والقطاع، محرومون من الدخول الى مدينتهم، وممارسة حرية العبادة، والتنقل بحرية في وطنهم.
وشدد المتكلمون على عدم السماح للاحتلال بفرض أمر وقع جديد، أسوأ مما ما هو قائم في المسجد الاقصى المبارك، وبالذات نصب البوابات الإلكترونية المغناطيسية وكل بدائلها، التي كل هدفها ابعاد المصلين عن المسجد المبارك، والاستفراد به، واستباحته من قبل عصابات المستوطنين.
ومع انتهاء الاجتماع، توجه الحاضرون للانضمام الى الجماهير في البلدة القديمة، وخاصة باب الاسباط، حيث الحشود الضخمة التي جاءت لتدافع عن القدس والأقصى، وتتصدى لجرائم الاحتلال واستبداده.
[email protected]
أضف تعليق