كثيرون هم الأشخاص الذين يعانون من منع لم الشمل، وعلى وجه الخصوص عندما يكون الزوج من الضفة الغربية والزوجة من مناطق الخط الأخضر.

المعاناة لا تقتصر على الازاوج فحسب، انما تصل الى الأبناء وتصعب عليهم الكثير من الأمور بالحياة.

مثال صارخ على ذلك، الصبية ايفا شاهين من سكان حيفا التي ولدت عام 1997 لأب من الضفة الغربية وأم من الداخل، ايفا لا تجيد الاستمرار بحياتها بسبب العراقيل التي وضعت امامها بسبب منع لم الشمل.

السلطات لا توافق على منحها الهوية الإسرائيلية والكثير من المصاعب التي تجابهها ايفا فقد وصل بها الامر الى ان حاولت الانتحار بسبب اليأس الشديد التي تشعر به.

وناشدت شاهين البنت، كافة الهيئات والمواطنين عبر "بكرا" بان يساعدوها وينقذوها من الوضع التي هي عليه!

واقع مؤلم

وقالت:" بدأت معاناتي عقب وفاة شقيقي، فقد افترق والدي وابتعدوا عن بعضهم البعض لمدة ثلاثة أعوام ومن ثم عادوا لبعضهم البعض، والدي لا يحب ولادة الفتيات، فعندما كانت امي تلد الفتاة، كان يبتعد عن البيت ويعتدي على والدتي وينكل بها، وعندما جاءت اختي الأصغر كان امل والدي ان يكون ذكر بدلا من الانثى، فبعدما عادت والدتي من المشفى، قام والدي بضربها وطردها من البيت بساعات انتصاف الليل".

وأضافت:" والدتي كانت بتواصل مع خالي الذي يقطن في حيفا، وفي يوم واحد وعلى وجه السرعة، اصطحبنا خالي وهربنا معه الى حيفا خوفا من والدي لانه كان دائما يهددنا. مع وصولنا الى حيفا، ذهبت امي الى مكتب وزارة الداخلية وطلبت لم الشمل بهدف حصولنا على الهويات لنصبح مواطنين هنا، وللأسف شقيقاتي حصلن على المراد اما انا حصلت على هوية فلسطينية".

مشاكل

وعن المصاعب التي تواجهها، قالت:" كثيرة هي المصاعب التي امر فيها من ستة أعوام وحتى الان، حتى انه في الصف العاشر والحادي عشر منعت من التقدم للبجروت كأي طالب في المدرسة، سنحت لي الفرصة بذلك فقط وانا في الصف الأخير من المرحلة الثانوية ولم انهي كل امتحاناتي، وأيضا كل أبناء وبنات صفي ذهبوا الى ايلات لرحلة المبيت باستثنائي لان المدرسة منعتني من المشاركة بحجة انه مكتوب على تصريحي " مسموح دخول إسرائيل باستثناء ايلات"، والكثير الكثير من النشاطات التي منعت من المشاركة بها فقط من اجل هويتي الفلسطينية!".

وأكملت حديثها قائلة:" لم تتوقف معاناتي بل استمرت حتى بعد تخرجي من المرحلة الثانوية، فقد منعوني من التقدم لامتحانات البجروت التي لم امتحن بها، وأيضا على صعيد العمل فقد عملت عن طريق الواسطة لان ارباب العمل لم يوافقوا على تشغيلي بسبب هويتي بحجة "خوفهم"، وأيضا اتلقى مبلغ يصل الى 200 شاقل كل شهر وهو بمثابة تأمين صحي خاص، لكن لا يشمل أي علاج اريده".

واستطردت حديثها قائلة:" معاناتي وصلت الى كثير من الأمور، فمنعوني من افتتاح حساب في البنك، ومنعوني من الحصول على رخصة سياقة وأيضا لا يمكنني السفر وأي مكان اقصده بأي مجال كان، الجواب يكون لا بشكل قاطع، لا أعيش حياتي كأي انسان طبيعي يتمتع بحقوقه، كل تلك الأمور اوصلتني الى مرحلة الانتحار والاكتئاب الى ابعد الحدود ولا تتصوروا الى أي درجة انا مكتئبة!، بعدما حاولت الانتحار، حصلت امي على تقرير من المستشفى يفيد بانني بحالة اكتئاب بسبب الظروف التي لا اعيشها وبالرغم من هذا التقرير فلم القى الاهتمام او الرحمة من المجتمع".

عن التصريح

وزادت:" تصريح لم الشمل يتم تجديده كل عام ويتوجب علي النزول الى الداخلية للحصول على أوراق تثبت اقامتي هنا، وللأسف حتى تعليم يتعذر علي الاستمرار به، وبصعوبة اجد عمل، فبعد انتهاء المرحلة الثانوية باتت المصاعب تجابهنا عندما نريد تجديد التصريح".

وأنهت كلامها قائلة:"من الصعب علي ان اعود الى الضفة الغربية وان أعيش دون عائلتي، لا يوجد لي احد هناك، المفروض ان يعطوني هوية حتى ولو مؤقتة، توجهنا لأكثر من محامي وبذلوا كل ما بوسعهم ولكن لا يوجد جواب سوى " في حال تغير القانون فانك ستحصلين على هوية ولست متوقعة ان هذا اليوم الذي فيه سيتغير وضعي سيأتي، واليأس سيطر على حياتي بالكامل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]