عقد أمس الأربعاء في حيفا، حفل توزيع لجائزة سامي ميخائيل التي تمنح بدءا من هذا العام للناشطين في مجال حقوق الانسان وتقليص الفجوات، وكانت رونق ناطور، المديرة العامة لجمعية سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة، قد حصلت على هذه الجائزة إلى جانب الناشطين الاجتماعيين يوآف للوم وشولا مولا.
احتفال توزيع الجوائز، أمس عقد تحت رعاية بلدية حيفا، وبمشاركة جمهور واسع وعلى رأسه الكاتب التقدمي سامي ميخائيل، الذي تحمل هذه الجائزة اسمه.
ناطور، عبرت في كلمتها عن اعتزازها بهذه الجائزة، وفيما يلي كلمتها الكاملة:
"أنا رونق ناطور، امرأة عربية، فلسطينية، ابنة لأقلية أصلانية، مواطنة في دولة إسرائيل.
"قد تكون الدولة الحقيقية الأغلى عليك هي المرأة التي تحبها"، يكتب سامي ميخائيل، وأنا أعتقد بأن المركب الوحيد غير المهاجَم في هويتي، في الواقع الإسرائيلي اليوم، هو كوني امرأة.
"كعربية، فإن لغتي الأم، تعتبر لغة العدو. كفلسطينية، فإن هويتي هذه تنبع، بالأساس، من كوني جزءا من الشعب الفلسطيني الذي يعيش هنا، في فلسطين التاريخية، منذ ما قبل قيام دولة إسرائيل. وعلى هذا أيضا، تتم مهاجمتي، كوني متماهية مع "العدو".
"كذلك، فإن كوني ابنة لأقلية أصلانية، تشكل حوالي 20% من مواطني الدولة، يجعل حقي بالمساواة مرمى للهجوم. ترعرعت في قرية قلنسوة في المثلث، على بعد 16 كيلومترا من نتانيا. أذكر أنني بدأت برصد الفجوات منذ طفولتي: الشوارع المتسخة، النقص في البنى التحتية والخدمات الأساسية، مقارنة بنتانيا التي سافرت إليها مرة كل شهرين أو ثلاثة، لزيارة الطبيب، على الأغلب. كانت نتانيا مدينة جميلة، نظيفة وعصرية، مع كافة الخدمات والبنى التحتية. الطفلة التي كنت حينها، لم تفهم ما السبب بذلك وغضبت على الفجوات، ولكنني غضبت، أكثر من أي شيء آخر، على عائلتي وبلدي التي لا يوجد فيها ولو باص واحد يحملني إلى الطبيب في نتانيا، بدلا من الاضطرار إلى الانتظار لساعات، حتى تمتلئ سيارة الأجرة.
"في مرحلة ما، أدركت بأن المسؤولية عن التمييز والفجوات الصارخة، ليست ملقاة على كواهلنا نحن المواطنين. لحسن حظي، بأنني، وعلى عكس شبان وشابات عرب كثر ممن يكبرون مع مشاعر الغضب والاغتراب عن مجتمعهم، فهمت هذا الأمر في الوقت الملائم. والآن، بات واضحا بالنسبة إلي بأن هذه الذكريات هي ما بلور حياتي وأدى إلى شق مشواري المهني: العمل من أجل التغيير الاجتماعي والنشاط على مدار الأعوام من أجل سد الفجوات بين العرب واليهود.
"في المشوار من أجل المساواة ومكافحة التمييز، الذي بدأ قبل نحو 20 عاما، وما زال من ناحيتي في بدايته، مررت بمحطات كثيرة. اليوم، أدير جمعية سيكوي بالشراكة مع نظيري رون جرليتس، وهو شخص مهني، متفائل وعميق، والشراكة معه هي شراكة مبنية على الاحترام المتبادل والقناعة بقدرتنا على إحداث التغيير.
"سيكوي هي جمعية يهودية عربية مشتركة ومتساوية، دون فجوات بين اليهود والعرب. ونقوم مع الطاقم الرائع في سيكوي بتغيير الواقع في إسرائيل، وهو واقع بات عبئا على هويتي الشخصية وعلى الأقلية الفلسطينية كمجموعة، وأصبح كذلك عائقا أمام المجتمع المتساوي، المعافى والمشترك لنا جميعا، عربا ويهودا على حد سواء.
"رغم المصاعب، نؤمن أنا وزملائي في سيكوي بإمكانية التغيير، ومن تجاربي اليومية فإنني أرى التغييرات تحدث، تغييرات حقيقية وجدية تتقدم بنا نحو بناء مجتمع مشترك ومتساو. والأمر المشترك بين كل هذه التغييرات هو بأن ثمة شجعان يقفون خلفها دائما.
"كتب سامي ميخائيل مؤخرا في مقالة له في يديعوت أحرونون بأن "على الشخص أن يكون بطلا لا يعرف الخوف من أجل أن يقوم ويطلق صرخة الوطن المداس. وليس كل واحد قادرا على أن يكون شجاعا مدافعا عن حقوق الانسان".
"السيد سامي ميخائيل، مرة تلو الأخرى، تثبت بأنك هو هذا الشخص الشجاع، وها أنت اليوم الأشجع منا كلنا، كونك في هذه الأيام بالذات، وفي هذا الواقع الذي يشعر فيه الكثر من النشطاء من أجل المساواة وحقوق الانسان، بالملاحقة ويدمغون بوصمة "الخيانة"، تختار أنت الوقوف إلى جانبنا وتقرر منح جائزة لأفراد يعملون من أجل المجتمع في مجال تقليص الفجوات ومنح المساواة بالفرص.
"شكرا على الجائزة وشكرا على مشروع حياتك: في كتاباتك وأفعالك، فإنك تنير لنا الطريق وتمدنا بالقوة على الحلم، الإنتاج والعمل من أجل مجتمع أفضل في إسرائيل، لليهود والعرب معا!
"على المستوى الشخصي، أود أن أشكر عائلتي الغالية، زوجي كيم وأبنائي الثلاثة: آدم، مالك ونواه، على الدعم والشراكة وكذلك على شجاعتهم بدفع الثمن المرافق لهذا النضال الصعب."
(تصوير رؤوبين كوهين، بلدية حيفا)
[email protected]
أضف تعليق