أفتتح في نهاية الأسبوع الماضي معرض فني بصري بعنوان: " Intrusion " ويعني" تدخل مزعج" للفنان ميخائيل توما، في غاليري فندق لايبزيغ هوف، ( "هوف" في الالمانية تعني ساحة) وقد حضره مجموعة من المهتمين بالفن والفنانين البصريين.أقام توما المعرض بمناسبة مرور ثلاثون عاماً على إقامته في ألمانيا. حيث وصل إليها من حيفا في سبتمبر عام 1987 ليلتحق في "كلية الفنون البصرية" في مدينة "لايبزيغ"، وقد درَس فن الرسم والجرافيك عند الرسام البروفيسور. " Bernhard Heisig" وهو احد كبار الرسامين المعروفين في ألمانيا. يضم المعرض 41 لوحة بقياسات كبيرة نسبياً وحجم صغير، استخدمت فيها عدة تقنيات منها التقنية الرقمية(الرسم بالحاسوب)، المختلطة، زيت على القماش والاكريليك. وهي من مختلف الفترات من مسيرة توما الفنية.

وعن ميخائيل توما، فقد ولد في عام 1956 في حيفا، درس في"كلية الفنون البصرية " ألمانيا وحصل على درجة الماجستير عام 1993. شارك في عشرات المعارض الفردية والجماعية في عدة دول في العالم. وإلى جانب الرسم والفنون يمارس ميخائيل الكتابة الإبداعية باللغة الألمانية ومن إصداراته:ديوان شعر بعنوان "ملعب" 2017، الشباك، مجموعة قصصية تعالج موضوع الهوية، 2014، كتابة نص مسرحي" الشمس يشع نورها على الجميع" 2013 ، الكتاب الدقيق، مجموعة قصصية، 2012 ،أغنية الحياة مجموعة قصص وشعر، إهداء لروح والدته حايا توما 2010 ،ما بين الوقت مجموعة رسومات وشعر 2006 ،دموع الحائط، شعر نثري، 2005 ،في مدينة غير واقعية، مجموعة قصصية مستوحاة من المدينة التي يعيش فيها (لايبزيغ - المانيا)، 2004. توازن مجموعة قصص قصيرة 2003 ،الحلم مجموعة شعرية 2003، Daphne قصة قصيرة مع رسومات 2003، كما كتب عدة مقالات في مجال الفنون في مجلة "Smurgh" الصادرة عن مركز الثقافة الأوروبي والشرقي.
عن المعرض يقول توما: " اختياري لعنوان المعرض جاء نتيجة التغيرات الجذرية التي تشهدها أوروبا بالآونة الأخيرة. خاصةً ألمانيا التي اسكنها منذ ثلاثون عاماً. حتى السنوات الأخيرة كان لأوروبيين يشاهدون النزاعات والحروب من خلال شاشة التلفاز. في الفترة الأخيرة طرأ تغيير جذري في واقع حياة سكان مدن الدول الصناعية، فالأمان الذي كنا معتادون عليه تبين انه كان وهمي وتغيرت الحياة التي عرفناها واعتدنا عليها. فأصبح العنف ملحوظ في أوروبا والولايات المتحدة. وهنالك "تدخل مزعج" أصاب هذه المجتمعات الذي كان يسودها الهدوء والسلام النسبي. فهنالك اضطرابات مثل قدوم عدد كبير من لاجئين وأيضا أزمات اقتصادية وخطورة كوارث طبيعة وبدءنا نلاحظ خطراً على فكرة الوحدة الأوروبية والديمقراطية.وهذا ينطبق على بلادنا. يبدو أن البشرية عامةً مهددة للغوص في مستنقعات الحروب والكراهية وهناك مناطق نزاع مثل أوكرانيا وكوريا الشمالية والشرق الأوسط الذي مهدد بحرب نووي . اسم المعرض "التدخل المزعج" هو أيضا اسم سلسة لوحات رقمية موضوعها التغيير. ربما يحتاج المجتمع من حين إلى أخر "تدخل مزعج" ليفيق من الأوهام التي تعودنا أن نعيش معها وكأنها الحقيقة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]