عمم، أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، البيان التالي:كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر الشباب الذي عُقد في هضبة الجولان، "لديّ رسالة واحدة أود نقلها لكم – تعالوا إلى الجولان، تعالوا إلى النقب وإلى لشمال البلاد وإلى جنوبها. هنا يكمن مستقبل الدولة وأنتم مستقبلنا. لقد جئت لهنا قبل خمسين عاماً، مباشرة بعد انتهاء حرب الأيام الستة، وتم تجنيدي للجيش بعد ذلك بشهرين، وقضيت جزءًا كبيراً من خدمتي هنا على هضبة الجولان. أما الجزء الآخر فقد قضيته في سيناء على ضفاف قناة السويس، وأحياناً وراء قناة السويس، أو في هضبة الجولان، وأحياناً وراء هضبة الجولان، وقد تعلمت حب هذه الأرض.
وأتذكر ماذا كان يوجد هنا قبل خمسين عاماً. إن الوضع حالياً يختلف تماماً الذي لاقيناه هنا بُعيد انتهاء الحرب. منذ تأسيس الدولة وحتى نشوب حرب الأيام الستة كانت هذه المنطقة من أكثر المناطق تهديداً علينا. فكانت توجد هنا أجراف خضعت لسيطرة السوريين الذين شيّدوا هنا الملاجئ. وأتذكر كيف تسلقت من خلال الطريق المنبثق عن جسر بنات يعقوب، ثم دخلت في الملجأ، وشاهدت جنوداً سوريين ما زالوا متواجدين هناك، ولن أخوض في تفاصيل ذلك، ولمّا نظرت عبر المنظار تبيّن لي أنه كان بمقدورهم ببساطة استهداف، وكما يشاؤون، كل ما يوجد أسفلهم. كلما ركضوا فقد قصفوا وكنا نخزر: "اليوم سيقصفون، لن يقصفوا اليوم. اليوم سيطلقون النار، لن يطلقوا النار اليوم". وهكذا كانت الأمور تسير لدينا في الوادي أسفلنا، مما أجبر الفلاحين على العمل بالمصفحات في حين تعوّد أطفال القرى الإسرائيلية – الذين بلغوا آنذاك عمراً أقل بكثير منكم – على دخول الملاجئ بسرعة فائقة. هذا كان الروتين اليومي، ولكن كل ذلك تغير خلال حرب أيام الستة، بفضل بسالة مقاتلي جيش الدفاع. ولم يستبطن السوريون ذلك الدرس فاستغرق الأمر ست سنوات أخرى ليفهموه، حينما حاولوا شن هجمة إضافية إبان حرب 1973، ولكن بما أننا قد تواجدنا بالفعل أعلى الجبل هذه المرة، فسرعان ما تمكنت مدافعنا من إطلاق نيرانها صوب دمشق بينما اندفعت قواتنا باتجاه العاصمة السورية. ولم تكن هناك أي قوة إطلاقاً تقف في وجهها، سوى قرارنا نحن.
إذن، لقد جئت لأعلن أمامكم اليوم أن هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد. ولن ننزل من هضبة الجولان ولن نتخلى عنها، فهي لنا. إن منطقة الجولان قد شهدت قبل ألاف السنين ازدهار القرى اليهودية. وأنصحكم، بعد أن تختموا هذا اللقاء المثير للانفعال، لتشاهدوا عشرات المعابد اليهودية التي نعيد ترميمها هنا. إنه لأمر في غاية الجمال. ماذا تشاهدون هنا لمّا تغرزون معزقة في الأرض؟ هل تظنون أننا سنشاهد هنا آثاراً أخرى؟ نشاهد هنا المعابد، نشاهد هنا المصابيح، نشاهد هنا الكتب المكتوبة باللغة العبرية والتي تعود لفترة التلمود. إن الجولان لنا. لقد كان لنا في الماضي، وسيبقى كذلك. وبطبيعة الحال لو لم يكن لدينا حضور هنا، لكان الإسلام المتطرف متواجداً هنا. وكلنا ندرك تداعيات ذلك. فاقدموا إلى الجولان، إنه بيتكم وسيكون بيتنا إلى الأبد.
كما أتذكر السكان الأولين بعد حرب الأيام الستة ممن دخلوا بيوتا استخدمها الجيش السوري وكان معظمهم من الشبان والشابات يملكون التصميم على أداء الرسالة، ويتحلون بالشعور أنهم يصنعون شيئاً مهماً جداً. وتكمن قوة الشباب في الرغبة بالركوض قدماً وحماسهم لإحداث تغييرات، وأنتم بلغتم تلك المرحلة حيث تبنون قدراتكم.
إنني محاط بالشباب ممن يعملون في مكتبي، وألتقي بالشباب طول الوقت، فعلى سبيل المثال أمس وخلال المراسم المثيرة للانفعال لإحياء ذكرى حرب الأيام الستة في اللطرون التقيت بجنودنا وجندياتنا الرائعين. إنني معجب بالموهبة والابتكارية التي تتمتعون بها. فعلى كل شاب وشابة يعيشون في العالم المعاصر أن يعبروا عن الشرارة الفريدة الكامنة بداخلكم وأقول لكم: لدى كل واحد منكم شيء فريد، شيء خاص بكم فقط. كما أنه على كل واحد منكم يقع حق وواجب المساعدة على بناء دولتنا الواحدة والوحيدة. وأطلق على ذلك اسم: "الصهيونية والامتياز".
إن اعتبار إسرائيل قوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجية ليس بأمر يستهان به. فمع كوننا دولة صغيرة، نتمتع بتشكيلة عظيمة من المواهب، وحتى العبقريات. إن الأمر الذي أطلبه من جهاز التربية والتعليم توفير أدوات لكل طفل وطفلة، سواء إن كانوا يهوداً أو غير يهود، مسلمين، دروز، مسيحيين، جميعهم، لكي يتمكنوا من تحقيق ذاتهم، ولضمان تكافؤ الفرص حتى للذين بدأوا حياتهم من نقطة منخفضة نسبياً، وفي الوقت نفسه الاستثمار في القيم الوطنية. ونحتاج دائماً لرعاية أسس تراثنا باستمرار، ولا سيما في عصر الإنترنت وفرط المعلومات. فحري بنا أن نعرف قبل كل شيء سبب تواجدنا هنا وسبب بقائنا هنا، فهذه بلدنا، وهذه دولتكم، وهنا مستقلنا.
لقد كانت هناك مقولة تتردد في أوقات ولّت – "طيب، إذا لم أحقق نجاحاً هنا – سأغادر البلاد. لنذهب إلى أوروبا". هل تتذكرون ذلك؟ "أوروبا. هناك الأمن، هناك الازدهار". أما اليوم فلم نعد نسمعها. أو بقدر ضئيل للغاية. فاليوم نشاهد الإسرائيليين وهم يعودون إلى إسرائيل من أوروبا لأن الأمن موجود هنا وكذلك الازدهار. فهل تعرفون أنه بعد سنة أو سنتين ستفوق معدلات الدخل والإنتاج لكل نسمة في إسرائيل تلك الموجودة في اليابان، وقد تجاوزت فعلاً العديد من الدول الأوروبية؟ هنا المستقبل، هنا الإمكانيات، هنا النمو – وهنا تتواجدون أنتم. وأود أن يساهم جميعكم، دون استثناء، في قصة النجاح الإسرائيلية. ويتوجب علي الإشارة إلى أننا في حكومتنا، وحالياً في الحكومات التي أترأسها، نبذل جهوداً ضخمة لكي يستطيع الشبان والشابات القول: "إن العيش في إسرائيل جيد، إننا باقون في إسرائيل".
أعرف أن العديد منكم يأتي من النقب والجليل، وأنا فخور بالثورة التي نقودها أنا ورفاقي. فانظروا إلى ما جرى في النقب. وانظروا إلى التطور الهائل الذي حدث هناك. لقد أنزلنا جيش الدفاع جنوباً، وأقمنا الطرق وسكك الحديد، وأتوقع أن تصبح بئر السبع في غضون اثني عشر عاماً مدينة كبرى يقطنها نصف مليون نسمة. وأشاهد ديمونا – لقد كنت حاضراً هناك للتو – حيث لم تبقَ أماكن فارغة في أبراج الشقق، بينما تتدفق طلبات الحصول على شقق هناك بلا توقف. وأشاهد كلية السايبر في ديمونا، فأنا مصر على تدشينها هناك، لأننا بصدد ثورة اجتماعية، والأمر ذاته نشاهده في سائر مدن النقب. الذي فعلناها في النقب سنفعله هنا في الشمال، نفس الشيء تماماً.
وأعلم أنه ما زال علينا بذل الكثير من الجهود. وجزء من إيجاد حل لمشاكل السكن، التي تُعد المشكلة الرئيسية، يتمثل بتقصير المسافات وإقامة مواقع سكنية، بألاف الشقق، وليس في وسط البلاد فحسب بل في المناطق الريفية أيضاً، مما سيؤدي إلى إيقاف ارتفاع الأسعار، وآمل أننا بتنا نشاهد بوادر ذلك، ثم بطبيعة الحال تخفيضها، لأنكم تستحقون السكن بأسعار معقولة.
وفي هذه النقطة أود معرفة، بما أننا نقف طول الوقت أمام الذي أسميه بـ "صناعة الاكتئاب"، ولكنني أتساءل: ماذا يخطر ببال مواطني إسرائيل وهم ينظرون إلى ما حولهم، ويشاهدون تلك المعجزة المسماة دولة إسرائيل. نعم إنها ليس خالية من المشاكل، وليست خالية من التحديات، ولكن لو نظرنا حولنا لنشاهد الذي يجري هنا وعلى بعد بضعة الكيلومترات شمالاً، شرقاً، غرباً وجنوباً، ونشاهد الاستقرار والرخاء والازدهار؟ والذين يحبون السفر والسفر إلى أماكن بعيدة جواً، أنتم تطيرون إلى كل مكان في العالم، ثم تعودون إلى دولة إسرائيل وبإمكانكم إجراء المقارنة، وأفتخر بعلاقاتنا مع جميع دول العالم فهي تتعزز أكثر فأكثر.
إن إسرائيل دولة يغازلها الجميع. لقد رجعت للتو من إفريقيا وقبل ذلك كنت في الصين وأستطيع الجزم أن الإعجاب بإسرائيل، والتعامل مع إسرائيل شيء يصعب تصديقه، وبالتأكيد يصعب السماع عنه من التقارير الجارية – فإن ذلك بالأمر المدهش حقاً. وسأتوجه من هنا للقاء رئيس حكومة إثيوبيا الذي يصل إلى البلاد في إطار زيارة متبادلة. إن الإعجاب بإسرائيل يشهد ارتفاعاً شديداً، وعلى الرغم من ذلك كله أود معرفة رأي مواطني إسرائيل. أتعرفون ماذا؟ كلما يُطرح ذلك السؤال عليهم نلقى مفاجأة – فيصنف مواطنو إسرائيل أنفسهم في المركز الـ 11 من بين مئتين دولة عالمياً، في المركز الـ 11 ضمن مؤشر السعادة. ولكن النقطة التي أردت طرحها عليكم اليوم، أيها الشبان والشابات مفادها أن الشباب الإسرائيليين يصنفون أنفسهم في مركز أعلى بكثير. فالشباب أدرى بحقيقة أنه يطيب العيش في دولة إسرائيل – حيث أنها المكان الأفضل بالنسبة للشبان والشابات.
الذي جئت لأقوله لكم اليوم إن عليكم القدوم لهنا، فهذه هي وسط البلاد الجديد. إن الجولان هو وسط البلاد الجديد، وإن بئر السبع تعد وسط البلاد الجديد، وكذلك النقب، وبمشيئة الله وبمساعدتكم، فأنتم مستقبلنا، سوف نبني سوياً النقب، والجليل ودولتنا – معاً. فشكراً جزيلاً لكم، وبالنجاح والتوفيق."
[email protected]
أضف تعليق