اقدمت الشرطة الاسرائيلية قبل ايام وبدمٍ بارد، على اخلاء عائلة عربية في حيفا من بيتها في وضح النهار والصيام.
تزامنت عملية الاخلاء مع اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم.
وتسود العائلة التي أخليت من منزلها، حالة من القلق والخوف ازاء المصير الذي ينتظرها بعدما ترحّلوا وشرَّدوا من بيتهم.
فريال عبّاس قالت بحديثها مع موقع بُكرا:" صعبة ان يتم إخراجنا من بيتنا في اليوم الثالث من رمضان بدون رحمة، أخرجونا بدون أغراضنا وكان بعملية الاخلاء فوق الـ50 شرطي لو كان الحديث عن جريمة قتل لم يكن هذا العدد، أولادي دهشنا من الامر وباتوا يسألون "ماذا يجري؟"، نحن اخذنا البيت من احد الأشخاص ووالدتي ترعرعت عنده وقال لها " الدار امانة برقبتك" وعندما عرفوا ان الشخص توفّى، بدأوا بتزوير الأوراق وتم إرسال عدة أناس لنا كي نخرج من البلد وفِي المرة الاخيرة ام الحجز على المياه، الضريبة وايضاً الكهرباء".
وعن الذي كان يبعث أناس بهدف تهديدها، تقول بحديثها الخاص لـبكرا:" سمسار البيوت كان يبعث لنا أناس وفِي المرة الاخيرة عرض علي مبلغ 35 الف ش.ج كي اخرج من البلد، لكن رفضت وقلت له " هذا بيتي وانا من يؤسسه ولست انت!"، وبات يسألني عن الشخص اذا توفى ام لا، لكن جوابي كان انه لا زال على قيد الحياة ويأتي لزيارتنا في البيت".
وقالت:" توجهت لشيوخ حيفا ولاهمّ شيخ توجهت، تحدثت معه وقلت له عن معاناتنا فكان ردّه " مهمتك وصلت"، انا اظلّ بنت عربية مسلمه مع 3 اولاد، اين يحدث الامر الذي حدث معنا؟ لا يوجد قانون ينصّ على انه يجب اخراج امرأة مع اولادها من بيتها في وضح النهار؟ اليوم لا يوجد احد يتحمّل احد، الامر صعب عليّ وعلى أولادي فتركنا كل شيئ في البيت وعندما ذهبت هناك، تقطّع قلبي وكفى ان أولادي اجهشوا بالبكاء حينما وجدوا ان بوابة البيت الذي هجرنا منه مغلقة بعدما حاولوا الدخول اليه".
ووجّهت رسالة للسكان عبر "بُكرا" قالت فيها:" الناس يعرفون وضعي وشاهدوا بيتي واغراضي، تم إخراجي من البيت مع أولادي، انا لا يهمني أغراض او اي شيئ بل من يهمني هو أولادي ووالدتي، الكل كان يتفرّج علينا وكأن الامر عرض سينما، لم نلقى مساعدة من اي احد ولا حتى سألونا ماذا يجري؟ انا ساظل على رأيي ان هذا البيت لي وليس لأي احد اخر".
خداع المحكمة
المحامي الذي استلم المسار القضائي للقضية - جهاد ابو ريّا، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" مكتوب بالدعوى وقرار الحكم إن المشتكي هو صاحب البيت بالطابق الثاني الذي كانت العائلة تسكن فيه، هذا كذب وتلفيق، هؤلاء ليسوا اصحاب هذا البيت واليوم هم يعترفون وقد حصلوا على الحكم بالخداع على المحكمة".
وتابع:" في البند الاول مكتوب ان المشتكي صاحب الطابق الثاني وهذا كذب واريد ان أضيف ان هناك سياسة عامة في حيفا للتضييق على السكان الفلسطينيين ومضايقتهم وهناك استغلال لبساطة الناس وحتى استغلال للمحاكم لمضايقة السكان العرب".
وزاد:" ام عربية تسكن مع أمها المريضة وأطفالها الثلاثة أكبرهم عمره ٣ سنوات تقوم الشرطة برميها وسط الليل الى الشارع، هذا لم يكن ليحدث لو ان العائلة يهودية".
واختتم كلامه قائلا:" هناك مخطط لتهجير الحي الشرقي من العرب وتوصيله بحي وادي الصليب الذي تم تهجيره في النكبه وتتم فيه هذه الأيام عملية هدم وطمس ، كل ذلك لتشويه وجه حيفا العربي الفلسطيني".
[email protected]
أضف تعليق