تشهد مدينة كفر قاسم في المثلّث الجنوبي، حالة من الغليان عقب استشهاد ابنها محمد محمود طه الذي قتلته الشرطة الاسرائيلية بدم بارد، منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء.
هذا وتستعدّ كفر قاسم لتشييع جثمان الشهيد وسط دعوات مكثّفة نحو اوسع مشاركة لإقامة جنازة جماهيرية بحجم الحدث. وبدورها، اعلنت لجنة المتابعة، الاضراب العام والشامل، يوم غد الاربعاء احتجاجا على الجريمة المنظّمة واحتجاجا على سياسة الشرطة التعسفيّة.
الشيخ إبراهيم صرصور: العدوان الشرطي جاء بعد 24 ساعة من اجتماع لقيادة كفر قاسم الرسمية والشعبية مع قيادة شرطة "كدما"
رئيس اللجنة الشعبية في كفر قاسم والنائب السابق بالكنيست - ابراهيم صرصور، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" تعرضت كفر قاسم الى هجمة ارهابية همجية وغير مبررة إطلاقا ليلة امس أوقعت شهيدا شابا ( محمد طه ) ، والغريب في الامر ان هذا العدوان الشرطي جاء بعد 24 ساعة من اجتماع لقيادة كفر قاسم الرسمية والشعبية مع قيادة شرطة "كدما" المسؤولة عن كفر قاسم للتباحث في استفحال ظاهرة الاجرام المنظم الذي أوقع عددا كبيرا من الضحايا دون ان تنجح الشرطة في وضع يدها على المجرمين ولو في ملف واحد ، والتي تم التفاهم فيها حول مجموعة من الإجراءات كنا نتمنى ان تضع حدا لعصابات الاجرام، ثبت لنا بعد ليلة امس ان هنالك أوساطا في الشرطة ولربما كلها غير معنية أبدا باجتثاث الجريمة من المجتمع العربي، وأنها معنية بإغراقه في مستنقع الدم بهدف اضعافه وهدم قلاع تماسكه".
وتابع:" وصلنا في كفر قاسم الى قناعة راسخة ان الشرطة جزء من المشكلة التي تعاني منها كفر قاسم وليست جزءا من الحل ، بدليل ان نسب الجريمة قبل دخول الشرطة الى كفر قاسم اقل منها بعد دخولها ، هذا اضافة الى فشلها الكامل في مواجهة الجريمة والكشف عن الجناة في 100٪ من ملفات القتل، وهذا الوضع يستعدي من الجمهور القسماوي الالتفاف حول القيادتين الرسمية والشعبية لمعالجة الموقف بالحكمة المطلوبة ، لن نعطي شرطة مجرمة الفرصة لتنفيذ أجنداتها الشيطانية في كفر قاسم ، ونحن بصدد وضع الرؤية الشاملة حول هذه القضية الشائكة".
دور القيادة..
وعن دور القيادة القطرية، يقول:" ليس امام القيادة القطرية للمجتمع العربي الا ان تضع الحكومة وأذرعها التنفيذية المختلفة بما في ذلك الشرطة امام مسؤوليتها من خلال فضح تآمرها ضد مجتمعنا العربي ومطالبتها بالقيام بمهامها بدات الكفاءة في المجتمع اليهودي من جهة، ووضع الخطط التنفيذية لتفعيل المجتمع وهيئاته لخدمة نفسه في حدود الامكانات المتاحة".
موعد الجنازة
اما عن موعد الجنازة، يقول:" يبدو أنها بعد الخامسة مساء، الا ان الامر غير نهائي، وسنعلن عن موعدها حين التأكد من ذلك
واولا نحن نثمن في كفر قاسم حضور القيادة القطرية ليلة الأحداث وهذا سلوك وطني من الدرجة الاولى، يدل على وحدة هذا المجتمع واستعداده اللامحدود للوقوف مع نفسه في أحلك الظروف، القرارات التي تم اتخاذها مقبولة جدا في ضوء الظروف الموضوعية التي يمر فيها مجتمعنا".
وعن احتمال نجاح الاضراب، يقول:"كلي امل وثقة ان مجتمعنا العربي من الوعي بمكان يؤهله لفهم الواقع المر الذي يعيشه، وبالتالي استعداده لتقديم ما يلزم لانجاح كل نشاط من شانه تعزيز قدراته في مواجهة كل التحديات".
واختتم كلامه قائلا:" اسرائيل ما زالت مصرة على التعامل مع المجتمع العربي كعدو يستحق القتل عند كل منعطف احتكاك مهما كان بسيطا.. لا يمكن فهم الجريمة التي ارتكبتها الشرطة ليلة أمس الا في هذا الإطار وعليه أتوقع ان يأتنا المستقبل بويلات اذا استمرت أسرائيل في عنادها المجنون".
عيساوي فريج: يجب تغيير سياسة المؤسسة تجاه العرب
النائب في الكنيست - عيساوي فريج، قال بحديثه مع موقع بُكرا:"القيادات لا يمكنها ان تحل مكان المؤسسة واذرعها، يجب تغيير سياسة المؤسسة تجاه العرب، والنظر الى البلدات العربية كجزء لا يتجزأ من الدولة، وليس الساحة الخلفية التي يُسمح فيها كل شيء: القتل والنهب والعنف وممارسة الارهاب".
وتابع:" رسالتي ليست لأهالي بلدي فقط، وانما للشرطة ولرئيس الحكومة بنيامين نتنياهووأبدأ برئيس الحكومة، لقد ارسلت امس رسالة له شارحا له الفشل الذريع الذي اثبتته الشرطة متمثلة بالمفتش العام للشرطة روني الشيخ ووزير الامن الداخلي جلعاد اردان، وطالبت بتدخل المجلس الوزراي المصغر للشؤون الامنية لمعالجة افة العنف في مجتمعنا العربي الذي حصد منذ مطلع العام 31 ضحية وارتفعت امس الى 32 بعد استشهاد محمد طه برصاص عنصر الامن التابع للشرطة، علما ان حصة كفر قاسم من هذا العدد هو 7 يعني اكثر بلدة عربية منكوبة بوباء الارهاب والعنف".
وتوجه برسالته الى اهل كفر قاسم قائلاً: " هناك قيادة حكيمة ولجنة شعبية تمثل كافة الاطر السياسية والشرائح المجتمعية، والقرارات الصادرة عنهما يجب احترامها.قلبي مع مجتمعي وعقلي يجب ان يكون من اجل العمل على الحفاظ على مجتمعي وبلدتي كفر قاسم".
واضاف:"يجب فهم الخلفية لما حدث بالامس، الوضع في كفر قاسم بعد مقتل الشابين محمد وفادي كان قابلا للإنفجار في كل لحظة، وكان على الشرطة الحفاظ على "بعد" معين من المواطنين، حتى تهدأ الأجواء، لكنها اخطأت بتوقيفها للسيارة، وما زاد الطين بلة ان كيفية تصرف الشرطة مع السائق كان مستفزا جدا الهب الشبان وحدث ما حدث للأسف الشديد من اعمال حرق والقاء حجارة وفي نهاية المطاف استشهاد الشاب محمد طه".
وعن الاضراب، يقول بحديثه لـبكرا:" ليس من الحكمة التنبؤ بنجاح او فشل الإضراب.قرار الاضراب هو رد فعل كان من الواجب اتخاذه بعد ما حدث، لنقول كفى استهتارا بنا، نحن مواطنون في الدولة يحق لنا العيش بأمان وامن اسوة بغيرنا من المواطنين اليهود".
د. يوسف جبارين: "قوات أمن لليهود، وقوات قتل للعرب"
النائب في الكنيست عن القائمة المشتركة - د.يوسف جبارين، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" الشهيد قُتل بدم بارد حسب شهادات اهالي البلدة فهو لم يشكّل اي خطر على الحارس مطلق النار، وعندما وصلت الى كفر قاسم كانت عناصر الشرطة تواصل استفزازها للاهالي والشباب. الشرطة وما يدور بفلكها تواصل تعاملها معنا كاعداء وليس كمواطنين متساوين، وبهذا فلم يتغير شيء في عمل الشرطة منذ هبة القدس والاقصى. هذه القوات تثبت مرة أخرى انها "قوات أمن لليهود، وقوات قتل للعرب".
[email protected]
أضف تعليق