غالباً ما يستحوذ الرجال على فرص تمنحهم تحقيق إنجازات ملموسة، من خلال تسليط الضوء على أهم أعمالهم بمختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويتم إغفال الجنس الآخر من النساء، وقصر مهامهم في زاوية محددة ذات إطار ضيق، تحت إشارة إصبع الاتهام والشك في مختلف المراحل.
يسرى بدوان(26 عاما)، من بلدة عزون شرق قلقيلية، اعتلت منصة التتويج برئاسة بلدية عزون بنجاح كبير وتفوق ملحوظ، خلال التصويت المباشر في االانتخابات المحلية التي عقدت في أيار من العام الجاري، من قبل الأعضاء المنتخبة من أهالي البلدة وحصلت على 6 اصوات من 11 صوت.
يسرى مهندسة تخرجت من جامعة فلسطين التقنية خضوري بمدينة طولكرم عام2012 بتخصص بكالوريوس هندسة كهربائية، وبدات العمل بالفترة الاخيرة بمدينة اريحا في مجال تخصصها، إضافة إلى المشاركة بالعديد من الأنشطة الاجتماعية بالبلدة الأمر الذي حقق لها دفعة كبيرة ساهمت بكسب ثقة أهالي البلدة، ومكنها من استلام البلدية.
تغيير النظرة
بدوان شابة من اللواتي رسمن نموذج خاص بهن، رغم كل المعوقات التي وقفت في طريقها، روت لراية تفاصيل المهمة الجديدة، لعلها تتمكن من تغيير نظرة المجتمع السائدة تجاه النساء، " لاشك أن المنصب بحاجة إلى المزيد من الجهد والاجتهاد كون المهمة بغاية الصعوبة، وتحتاج إلى تعب كبير، الأمر الذي يشكل لي تحدي كبير وحافز نحو التفوق و إثبات قدراتي وامكانياتي و عزز ثقتي بنفسي، كوني أول شابة تتولى منصب رئيسة بلدية في الوطن".
تفاعل الشارع في بلدة عزون، بنسبة كبيرة مع هذه الظاهرة الفريدة وكانت النسبة المؤيدة تفوق الأخرى السلبية، خاصة في ظل دعم السلطات المختصة ، وهذه ظاهرة ستشكل بداية انطلاقة قوية من الريف الفلسطيني، للحصول على حقوق النساء.
وتحدثت بدوان عن الدور الذي رسمته كخطة مستقبلية لبلدها من خلال، " إعطاء البلدة طابع خاص فريد كونها أم القرى، وذلك ببناء مشاريع اقتصادية تطويرية تنموية توفر العمل للكثير من الأيدي العاملة وتقلل من نسبة البطالة بالبلدة، إضافة إلى تطوير الخدمات الصحية، والمساهمة برقى البلدة وتطويرها بمختلف المستويات".
كل شيء جديد ينهجه بعض المتميزون، يقابل بالاستغراب والرفض باغلب الاوقات، وهذا ما تبين على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الانتشار والتفاعل الكبير الذي لاقته عند استلامها رئاسة البلدة، والتي شكلت غالبية على الوسائل الاجتماعية رفضت هذه الظاهرة ونقدتها، لكن بدوان أكدت أن بامكان المرأة الفلسطينية أن تقوم بكافة المجالات وتتخذ مختلف القرارات في التخصصات المختلفة.
العائلة
وأضافت بدوان" عائلتي هي المحور الأساسي الذي دعمني وساندني بمستوى اول، للوصول لهذه المرحلة، عوضا عن تربية منزلنا التي تمنح كل شخص بيئة مناسبة لصقل الشخصيات القيادية بالمجتمع، وحصلت على دعم الوسط المحيط بشكل متفاوت حيث أن البعض رفض الأمر".
ولا ترى بدوان فرق بين عملها كمهندسة وبين عملها الإداري، وإنما ارتباط وشيك، كون العملية الهندسية عملية إدارية تنظيمية تخطيطه، مؤكدة أنه يجب على المرأة الفلسطينية الدخول بمجال صنع القرار المحلي والهيئات الحكومية.
واشادت بدوان بالعملية الانتخابية في البلدة، التي غلبت عليها العملية الديمقراطية بشكل أكبر من الحزبية والعائلية، وناشدت الحكومة الفلسطينية بتقدم الدعم للبلدة كونها بلدة تعاني بشكل كبير من ويلات الاستيطان.
المصدر: راية - سامر عودة
[email protected]
أضف تعليق