نظم مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية يوم الجمعة ندوة حول الفلسطينيين البدو في النقب، وذلك في الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، واحتفاءً بصدور كل من كتاب الدكتور منصور النصاصرة بعنوان "البدو في النقب: قرن من السياسة والمقاومة"، والعدد الخاص في مجلة "دراسات فلسطين والأرض المقدسة" (Journal of Holy Land and Palestine Studies) والذي يتناول موضوع "سياسات التمثيل: حالة دراسية للبدو في النقب".
تحدّث في الندوة كل من: بروفيسورة نادرة شلهوب-كيفوركيان محاضرة في الجامعة العبرية في القدس وزميلة بحث في مركز مدى الكرمل، والدكتور منصور النصاصرة – محاضر في جامعة بن غوريون في بئر السبع، والدكتور أحمد أمارة – محاضر في الجامعة العبرية في القدس. افتتحت وادارت الندوة السيدة عرين هواري باحثة في مركز مدى الكرمل.
وكانت المحاضرة الاولى لبروفيسورة شلهوب – كيفوركيان حول مقالها الذي صدر في العدد الخاص لمجلة "دراسات فلسطين والأرض المقدسة" والذي يستعرض الواقع الصحي والاجتماعي للبدو في القرى مسلوبة الاعتراف في النقب. تحدّثت شلهوب كيفوركيان في البداية عن كتاب د. منصور النصاصرة وعن أهميته ودوره المجدي في منح منصة للبدو الفلسطينيين بعرض سرديتهم وإظهار دورهم الفعّال والمهم في المقاومة الفلسطينيّة في فترة الانتداب البريطاني والحكم العسكري. وفي حديثها عن مقالها بعنوان "السياسة الحيوية للاستعمار الكولونيالي الإسرائيلي: الأطفال البدو الفلسطينيون يأطّرون الحاضر نظريا"، تطرّقت لتصوير المشاكل الصحيّة والاجتماعيّة والأمراض والتسريب من التعليم وكيفية طرحه وعرضه في الكتابات والأدبيات الإسرائيلية التي تصورها كاختلافات اجتماعية وثقافية، وتتجاهل تلك الأدبيات سياسة الاستعمار الاستيطاني ضد هذه الفئة من المجتمع الفلسطيني.
ثم تحدّت د. منصور النصاصرة عن كتابه بعنوان "البدو في النقب: فرن من السياسات والمقاومة"، والذي صدر حديثا عن جامعة كولومبيا. يحاكي الكتاب رواية جنوب فلسطين منذ بناء مدينة بئر السبع في عام ١٩٠٠ حتى يومنا هذا، ويسرد التطورات التاريخية والسياسية والاقتصادية للبدو في النقب وقضاء بئر السبع في الفترة العثمانية، والبريطانية، وفترة الحكم العسكري، وفترة ما بعد اوسلو والنضال الجماهيري ضد مخططات برافر. حيث يعيد الكاتب صياغة التاريخ السياسي والنضالي لعرب النقب ويرسم تصورًا جديدًا لم تتطرق له غالبية الابحاث العلمية حتى يومنا هذا، وهو ان لبدو قضاء بئر السبع تاريخًا حافلًا من النضال والتحدي ضد الاقصاء والهيمنة من الانظمة السياسية المتعاقبة.
اما د. أحمد أمارة فتحدث عن مقاله الذي نشر في ذات العدد الخاص من مجلة "دراسات فلسطين والأرض المقدسة" بعنوان "وراء الآراء المسبقة حول البدو كرُحّل ومتوحشين: إعادة التفكير في البدو في فلسطين جنوب الدولة العثمانية 1875-1900". وتطرّق د. أمارة، في مداخلته، للقولبات والآراء المسبقة حول البدو الفلسطينيين في النقب خلال الحقبة العثمانية والتي تخرجهم خارج النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتسلب منهم دورهم الفعّال في المقاومة الفلسطينية. كما وتطرّق للجانب الاقتصادي والاجتماعي للبدو الفلسطينيين خلال هذه الفترة ودورهم الأساسي في تطوير الاقتصاد وتصدير المنتوجات المحلية للدول الأوروبية. بالإضافة إلى ذلك، أشار أمارة الى تغيّر تسميات البدو الفلسطينيين في النقب عبر الزمن وبالتحديد خلال الفترة العثمانية. وفي ختام الندوة، فتح مجال أمام المشاركين لطرح أسئلتهم على المتحدثين ومنح منصة للنقاش وتبادل الآراء.
[email protected]
أضف تعليق