في إطار سلسلة الأخبار والتقارير التي تتداولها وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذه الأيام، عمّن تسمّيهم " شهداء حروب إسرائيل"، بمناسبة ذكرى قيام الدولة العبرية- نشرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" ( الأحد 30/4) خبرًا مفاده أن المجلس الإقليمي للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في منظمة السامرة بالضفة الغربية المحتلة ينظم مراسم احتفالية لذكرى المدعو " باروخ مزراحي" الذي وصفته بأنه محارب في صفوف تنظيم " إتسل"، وهو أحد التنظيمات الصهيونية المسلحة التي ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين في خضم عملياتها ضد الانتداب البريطاني سعيًا لإقامة الدولة اليهودية، ومن أبرز قادة هذا التنظيم- مناحم بيغن.
وكتبت الصحيفة عن مزراحي هذا أنه وُلد لأبوين عربيين مسلمين في مدينة صفد، شمال فلسطين ( في مطلع سنوات العشرين من القرن الماضي، على ما يبدو- غ.ب)، وفي شبابه انضم إلى حركة " بيتار" الصهيونية، فاعتنق الديانة اليهودية، وحوّل اسمه من " حمودة أبو العينين" إلى – باروخ مزراحي وانضم إلى تنظيم " اتسل"!
من اريتريا إلى ... جنين!
وحسبما ورد في الخبر، فقد كان " مزراحي" واحدًا من عناصر " اتسل" الذين نَفَتْهم سُلطات الانتداب البريطاني إلى مستعمرة " اريتريا" المجاورة لاثيوبيا في القارة الأفريقية، عام 1946 ( قبل قيام إسرائيل) وقد أصيب برصاص حراس معسكر الاعتقال في حادثة لم تورد الصحيفة تفاصيلها، وقد جاء لزيارته ( هو ورفاقه المعتقلين) الحاخام يتسحاك ( ايزيك) هيرتسوغ ( جدّ رئيس حزب العمل الحالي، النائب يتسحاك " بوجي" هيرتسوغ)، فطلب منه " حمودة- باروخ" أن يتم دفنه، فيما لو مات بالمنفى- في " أرض إسرائيل" وصفته يهوديًا!
لكنه بقي على قيد الحياة، وعاد إلى البلاد مع سائر المعتقلين الصهاينة المنفيين. واستنادًا إلى ما ورد في الخبر، فإن " باروخ مزراحي" قد لقي حتفه خلال عملية " لجمع المعلومات" ( أي – التجسس) على مقربة من بلدة " صانور" جنوب مدينة جنين في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل إثر عدوان الخامس من حزيران عام 1967، وقد عثر رفاقه على جثته بعد قرابة عام من الاحتلال، في أحد الأيام من سنة 1968، فدُفن في المقبرة العسكرية في نتانيا، التي ستجري فيها " مراسم الذكرى".
ووفقًا للخبر، فقد أفلحت مساعي " المجلس الإقليمي" الاستيطاني " شومرون" في الاعتراف بالمحارب القتيل على أنه " شهيد من شهداء جيش الدفاع الإسرائيلي"، مع الإشارة إلى أنه لم يتزوّج ولم يكوّن أسرة!
[email protected]
أضف تعليق