عشقت الكتابة منذ صغرها واحبّتها فعملت على تطوير نفسها من تلقاء نفسها وحظيت بالدعم الكامل من اهلها ، هي الكاتبة الواعدة لجين شوشة ابنة قرية حوسان التي تقطن في بيت صفافا بالقدس.
ولدت الكاتبة الواعدة شوشة، في اليوم السادس عشر من شهر حزيران للعام 1999. واحتفلت شوشة قبل ايّام بمناسبة اصدار كتابها الثاني الذي عنونته بـ"مسنّة في عقد العشرين".
وتطمح ابنة الصف الثاني عشر، المقدسية، الى تذويت حبّ القراءة والمطالعة في نفوس الجميع، لأنه بحسبها، القراءة هي غذاء الروح والجسد.
وانفرد مراسلنا بحديث خاص مع لجين شوشة، التي أُطلق عليها لقب "اصغر كاتبة مقدسيّة" لصغر سنّها وقالت:"في بداية الأمر شغف الكتابة كشغف الحياة، كَبُر مع كِبر الأنامل ومع تطور النفس البشرية، قد يعتقد البعض بأن الأعمار هي من تتيح لنا الفرص لكن الواقع وما يجول فيه من حكايات يثبت بأن الانسان هو من يخلق فرصا لنفسه بعيدا عن أرقام تعد فقط!، اما لجين الكاتبة ولجين الطالبة لا استطيع أن أفصلهما عن بعضهما البعض، لأن الكتابة جزء من الحياة وغذاء للروح تماما كما يوجد للجسد غذاء، لذلك لم تسرق الكتابة من أوقاتي بالقدر الذي منح القلم حياتي لونا اخرا".
دعم الأهل لابنتهم ...
وعن الدعم الذي لاقته من قبل اهلها، تقول الكاتبة الواعدة بحديثها الخاص لـ"بُكرا:"لقد دعمني والديّ على جميع الأصعدة في انطلاق كتابي الأول " على عاتقي" وفي انطلاق كتابي الثاني "مسنة في عقدها العشرين"، لم يقتصر الدعم فقط من والديّ ومجهودهما الدائم، لقد دعمتني البلدة التي أقطن فيها " بيت صفافا" وأخص بالذكر المجلس الاداري للبلدة والأستاذ علي أيوب. ومن اطار مدرستي المعلمين الأفاضل جميعا دون أي استثناء".
بالنسبة لتطوير موهبتها وشخصيّتها، تحدّثنا قائلة:"ان التطور لم يقتصر ولم يحدد في طريقة واسلوب واحد، لأن تجارب الحياة وما يجول في محيطنا كلها عوامل تساعد في نشأة الانسان الداخلي وفي تطويره بشتى الطرق.لقد ساهم ولعي الكبير في القراءة، في منحي لذة تذوق الحروف وحينها أدركت ان للقارئ طعم وللكاتب لذة أخرى".
وعن دراستها في المرحلة الثانوية، تقول:"انا في الصف الثاني عشر علمي، التخصصات في المرحلة الثانوية تلبي الحاجات المستقبلية أما عن الوقت الآني فكل منا يعتمد على نفسه".
عن الكتاب ..
أما عن "مسنّة في عقد العشرين" وهو العمل الثاني لها، تقول:""مسنة في عقدها العشرين"، كتاب يخاطب الروح قبل الجسد، الرسالة التي وددت اطلاقها مع انطلاق هذا الكتاب، هي رسالة الأمان والسلام الداخلي، ولا تكتمل الرسالة دون قوة المشاعر، لذلك فإن في روح الشباب حكمة تصرخ مطالبة بالظهور وفي قلوب المسنين ارواح تحاكي العصور.. لكي يستقر الكون فإنه بحاجة لميزان وتوازن ومن غير نقيض العالم ورؤية الاختلاف لن نستطيع الوصول لذلك. لقد أصدر الكتاب في حفل توقيع حضره العديد من المثقفين و رواد ندوة اليوم السابع وبعض الصحفيين، وبكل تأكيد نثر هذا الحفل عبير الشباب المختلفين والمواهب العديدة واخص بالذكر فرقة الدبكة المقدسية " ناريز" وكلي شكر وامتنان لمشاركتهم، ولروح الجيل التي ساهمت في انجاح هذا اليوم".
وقالت لجين شوشة:"نعم أهدي هذا الكتاب لكل روح ضالة تبحث عن ملجأ في داخلها، للكون الكبير الذي نعيش في داخله، أهديه للانسان على مدى العصور لأننا الحياة".
اصدارات مستقبلية...
وتابعت قائلة:" باذن الله سوف يكون لي اصدارات اخرى في الوقت المناسب والمكان المناسب فما زال القلم يخط حبره لأننا ندافع عن الوطن بالحياة وبالصمود. سوف أخرج عن اطار المدرسة قريبا لأجابه الحياة التي ذبل فيها العديد من الناس، مستعدة لأن أنطق بالضاد ولأدافع بالابتسامة بالرغم من دموع الكون".
واضافت:" خططي المستقبلية ان أنطلق من اماكن عديدة سوف يكون القلم رفيقي وصديقي أما مجالي فسوف يكون في مكان اخر. اسعى للتغيير وادعو لتغيير النفوس من الداخل، فمهما غيرنا من الخارج اذا بقي الداخل مكسورا محطما سوف يذهب كل تغيير سدى".
أهمية دعم المواهب ...
وعن المواهب التي تُدفن بسبب عدم توفّر الدعم الكافي لها، تقول:" هناك العديد من المواهب التي لا نسمع عنها بسبب خوفها من الانتقاد، واحيانا بسبب المجتمع الذي يهاب ويخاف الاختلاف، ربما هناك دور كبير للمحيطين بنا، نحن بحاجة لجمعيات تساعد وتدعم الشباب لأننا أمل المستقبل".
ووجّهت الكاتبة لجين شوشة رسالة للشعب القلسطيني عبر "بُكرا" قالت فيها:"رسالتي للشعوب العربية عامة، أنا فلسطينية لكنني لن أوجه رسالة خاصة لبقعة ارض واحدة فكل الخرائط هي الوان من البشر، رسالتي حاربوا الظلم بالعلم، حاربوا القتلة بالأمل، حاربوا بقواكم الداخلية وبانتصاراتكم سواء أكانت بالقلم أم بالريشة أم بالصوت كل بما قدر الله له".
وانهت كلامها قائلة:" أريد من الجيل الجديد السعي للحياة الحقيقية وليس لتذوق رشفات من الحياة بجرعات موت مختلفة، وهذا الأمر يدعو الجيل لعميلة الانسلاخ عن الواقع المتاح الذي وافقنا العيش فيه بمحض ارادتنا حيث اننا كبحنا جماح قوانا وأنفاسنا، تحت ظل التكرار والخوف من المجهول والجديد، لذلك ولكي تعمّ النهضة الفكرية والانسانية من جديد نحن بحاجة ملحة لقبول المغاير والمتمارد الفاعل الايجابي".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ما شاء الله بتوفيق انشالله والا الامام