في اعقاب الشروع بالعمل وللمرة الأولى على تشييد نصب تذكاري لأحياء ذكرى شهداء النكبة من الطيرة، على احدى الأراضي التي خصصتها بلدية الطيرة لهذا الهدف ارتفعت أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف وكانت هناك محاولات من البعض لإيقاف مشروع النصب التذكاري الخاص بشهداء الطيرة الذين ضحّوا بأرواحهم وهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم عام 1948، كما بدأت عمليات التحريض المستمرة ضد رئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي من قبل جمعيات يمينية متطرفة توجهت لوزير الداخلية وطالبته بأقالة عبد الحي من منصبه على خلفية دعمه وموافقته على إقامة هذا الصرح التاريخي لمدينة الطيرة حتى من بعض الافراد الذين يسكنون في الطيرة.
يشار الى انه في حال تم هذا المشروع بنجاح فأنها ستكون سابقة والمرة الأولى التي يتم بها تشييد نصب تذكاري يشير ويؤكد على حدوث نكبة واحتلال شعب واغتصاب حقه في ارضه.
مأمون طارق عبد الحي: اليمين الإسرائيلي يقوم بخطوات ويتقدّم نحو إلغاء الديمقراطية والمس بأسس حقوقنا كمواطنين
بدوره رئيس بلدية الطيرة مأمون طارق عبد الحي عقب قائلا ل "بكرا" على هذا الهجوم والتحريض الارعن ضده: " إحياءً واحتراماً لأهلنا الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم رخيصةً من أجل نحيا ونبقى في هذه البلاد، واجب علينا اليوم تكريمهم واحترام ذكراهم العطرة ليبقوا منارةً مُضيئة في تاريخ بلدنا الطيرة، دون أي تناقض كوننا مواطنين في هذه الدولة.
إنّ اليمين الإسرائيلي يقوم بخطوات ويتقدّم نحو إلغاء الديمقراطية والمس بأسس حقوقنا كمواطنين، ولكن القرار أُتخذ ومشروع إقامة النصب التذكاري أصبح أمراً واقعاً، وليس هناك جدوى مما يحاولون الوصول إليه. إذا كان احياء ذكرى آباءنا وأجدادنا وأهلنا جريمة حسب القانون فالأمر يستحق وقفة جريئة واعادة النظر فيه، لأنّ حبنا واحترامنا لأهلنا الشهداء غير قابل لإعادة النظر ولا مساومة عليه".
وشدد: "بلدية الطيرة عملت وتعمل دائماً بشكل حثيث ودائم لنشر قيم التعاون والاحترام المتبادل بيننا وبين جيراننا اليهود، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تاريخنا واحترامنا لأنفسنا هو أحد الأسس والقواعد التي لا تنازل عنها. أمّا اليمين الإسرائيلي وأفكارهُ المُتطرفة البعيدة عن الاحترام والتعايش هي التي ستؤدي حتماً للمس بالدولة مباشرةً من خلال اقصاءها عن الساحة الدوليّة، وعزلها دولياً وليس كما يعتقدون بتنفيذ هذا النصب التذكاري لشهداء الطيرة. "
كما وتوجه لسكان الطيرة وقال: اخوتي واهلي في هذا البلد الطيب، إنّ التكاتف والوقوف صفاً واحداً هو الرد المباشر أمام هذا اليمين المتطرف، وليس التشرذم وتماهي البعض ضد هذا المشروع الهام لأسباب مختلفة قد تُستغل بشكل ما من قبل هؤلاء المتطرفين. أني أدعو الجميع في الطيرة للوقوف والتجند لجانب هذا البلد الأصيل، وعدم اضاعة البوصلة والوقوع في شباك اليمين المتطرف.
ديانا قاسم: علينا المحافظة على كل امر يتعلق بعروبتنا وهويتنا الوطنية وترسيخه في أذهان الجيل القادم
الناشطة الاجتماعية ديانا قاسم من الطيرة قالت ل "بكرا": النصب التذكاري كان حلم الوطنيين والواعيين الذي تحقق أخيرًا. ويرى البعض في الطيرة ان النصب تم تشييده في مكان لا يليق بمكانته، الا انني ارى ان موقعه ممتاز فهو قريب من بيت الضيافة، الملعب، والمركز الجماهيري، الى جانب مدارس ابتدائية وثانوية ويتوافد على هذه الأماكن عدة اشخاص. اعلم جيدا انه فيما لو توفرت قطعة ارض في موقع أفضل لما ترددت البلدية والمبادرون لهذا المشروع بنصبه في مكان أفضل.
وتابعت: اعتقد بأن النصب هو ما سيجعل الموقع مهم لجماليته ولأهميته ويذكر ان من صممه هو الفنان التشكيلي المبدع مشكور جدا ابن الجولان حسن خاطر، بعض الناس لم يفهم حتى الان المخطط للنصب التذكاري، الذي لن يكون مجرد قطعة شائش وعليها اسماء شهدائنا الابرار سيكون عمل فني فخم ورائع يليق بشهدائنا مع حديقة وروود ومنصة للمناسبات الوطنية لهذا حدثت البلبلة في الشارع الطيراوي بالنسبة للمكان، واثار البعض ضجة فيسبوكية وطالبوا بإزالته من مكانه الحالي وتشييده على الشارع الرئيسي للمدينة على احدا دوارتها، حينما ينتهي العمل سيفهمون لماذا لا يصلح ان يكون على دوار في المدينة ولماذا يجب ان يكون في حديقة خاصة به، كما اننا عندما نزور اي مكان في العالم نجد ان التماثيل وكل ما يتعلق بتاريخ البلد او الدولة سواء كان نصب او تمثال او لوحة يكون موجود في حديقة وليس على شارع رئيسي فالعمل الفني هو الاهم ومن يجعل المكان مهم ومركزي وليس المكان.
وأضافت: من ناحية أخرى فأن اقامة النصب خطوة جدا هامة للحفاظ على ذكرى شهدائنا الابرار وعلى ذكرى النكبة خاصة في هذه الفترة التي تحاول الدولة بها تهميش النكبة وتزييف التاريخ، كما تضيق الخناق علينا حتى لا نحيي النكبة علينا نحن بالمقابل المحافظة على كل امر يتعلق بعروبتنا وهويتنا الوطنية وان نحرص على ترسيخه في أذهان الجيل القادم، ولكننا لن نستسلم ولن ننسى نكبتنا وارضنا وشهدائنا.
سامح عراقي: لا تتوانى الجمعيات اليمينية عن بث سمومها في كل مناسبة ضد العرب
سامح عراقي نائب رئيس بلدية الطيرة عقب بدوره ل "بكرا" قائلا: " قلناها وسنرددها سنستمر بتعليم أبنائنا تاريخنا وقصة بقائنا، حيث مات عدة اشخاص أوفياء للأرض وشهداء وشهدت هذه البلد معارك حتى نستطيع نحن اليوم العيش بها والحفاظ عليها، فهم ضحوا من اجلنا ونحن سنستمر بتخليد ذكراهم".
وشدد ل "بكرا": " الجمعيات اليهودية التي توجهت لوزير الداخلية مطالبة بإقالة رئيس بلدية الطيرة المنتخب بسبب بنائه نصب تذكاري احتراما لأرواح شهدائنا الابرار هي جمعيات إسرائيلية يمينية متطرفة اصبحت تنفث سمومها، وعنصريتها ضد الجماهير العربية الباقية في وطنها، هم يظنون ان مطالبتهم بأستقالة رئيس البلدية ستجبرنا على التراجع، نحن نقول اننا نرى بكل المناصب تكليف وليس تشريف، كل المناصب هي من اجل خدمة أهلنا ووطننا، وان ذهبت هذه المناصب. سنبقى رغما عن انوفهم، الى جانب الجماهير وندعم الجماهير. ولن تثنينا محاولاتهم او تهديداتهم عن الاستمرار واكمال المسيرة وسنبقى لهم بالمرصاد".
واختتم قائلا: " انا استغرب وجود ناشط طيراوي اعترض على المنصب التذكاري وادلى للمتطرفين بمعلومات عن النصب كما ذكر موقع "إسرائيل اليوم" وبالطبع سنكشفه امام الجميع وللحديث بقية ".
سمر سمارة: يجب علينا ان نتوحد ونترك المناكفات امام الاخطبوط المسمى باليمين
الناشطة النسوية والاجتماعية والسياسية سمر سمارة قالت ل "بكرا" معقبة: "من لا يحافظ على تاريخه وماضيه لا مستقبل له، لم نعد نستغرب تحريضات اليمين المتطرف تجاه الجماهير العربية الفلسطينية في هذه البلاد، فعنصريتهم وهيمنتهم الفاشية تزداد ولا يتركوا أي فرصة دون ان ينفثوا سمومهم باتجاهنا، فقد حاولوا تهجيرنا وتهويد اراضينا ونفي لغتنا واسكات الاذان كما انهم اليوم يحاولون نبذنا ومحو تاريخنا، حتى وصلت بهم درجة الوقاحة بان يحرضوا ضد رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي وان يطالبوا بإقالته من منصبه كونه اعطى ودعم اقامة النصب التذكاري لشهداء الطيرة الذين دافعوا عن ارضهم وعرضهم في عام النكبة".
وتابعت: "نحن نرد عليهم بأن مأمون عبد الحي هو المواطن الحر المناضل السياسي الفذ لن يخضع لتهديداتكم من دعم وتبنى مشروع اذار الثقافة، اذار محمود درويش والأرض، لن تردعه تهديداتكم عن حبه لبلده وانتماءه لشعبه، ندائنا لكل الجماهير العربية في هذه الدولة بأن يتوحدوا وان يحموا بعضهم البعض حتى يحافظوا على تاريخهم ووجودهم وهويتهم وان يتركوا الشرذمة ويكونوا جنودا تحمي البلاد من هذا الاخطبوط المسمى اليمين المتطرف".
واختتمت قائلة: "اتوجه لأهل بلدي الطيرة وأقول لهم بأن من يتطاول على الرئيس فهو يتطاول على كل اهل البلد من يريد محو تاريخ الطيرة هو نفسه من يريد محو كياننا ووجودنا على ارضنا، اتركوا المناكفات والمحسوبيات وتوحدوا قبل فوات الأوان، واقول للناشط الذي ادلى لهؤلاء الاوباش العنصريين بكل هذه المعلومات بأن مصيره الى مزبلة التاريخ".
أمجد شبيطه: هي سابقة نخلد من خلالها ذكرى شهدائنا ونؤكد على صمودنا وبقائنا في ارضنا
وبدوره الناشط السياسي امجد شبيطه قال: " كوني ابنًا لقرية مسكة المهجرة التي هجرت بالترويع والترهيب وانتقل أهلها الى الطيرة وأماكن أخرى، يهمني وجود هذا النصب التذكاري الذي يروي قصة المنطقة كلها، الطيرة التي كانت قرية صغيرة في عام النكبة، كانت تحظى بمكانة استراتيجية كونها تقع على الخط الفاصل ما بين الدولة العبرية والفلسطينية وفق قرار التقسيم وكان جزء القرية في المد الفلسطيني من الخارطة مما جعل الكتائب الصهيونية تستشرس بتوجيه الضربات للطيرة طمعا بأن تسقط وان يؤدي سقوطها الى سقوط المنطقة كلها، هذه المؤامرة ادركها أبناء الطيرة وأبناء البلدات المجاورة أيضا لذلك كانت هناك مقاومة ودفعت الطيرة ثمن بقائها العشرات من الشهداء من أبنائها وأبناء القرى المجاورة اللواتي بقين بسبب هذا الصمود".
وتابع: يهمنا ان نؤكد ان شهداء الطيرة الذين سقطوا في عام النكبة سقطوا أولا دفاعا عن بلداتهم ولم يسقطوا خلال محاولة لغزو بلدة يهودية مجاورة انما سقطوا في الطيرة نفسها وعلى ارضها دفاعا عنها، وليس هناك ما هو اشرف او اعز او اطهر من ان يدافع الانسان عن ارضه وبقاؤه ومن هنا يأتي هذا الاعتزاز بهؤلاء الشهداء، نقول هذا الكلام من اجل ان يدرك أبناء الأجيال الشابة بأن بقائنا في هذا الوطن ليس منة من احد لا من الأنظمة الرجعية العربية ولا من الحركة الصهيونية ولا من دولة إسرائيل انما بالأساس بفضل دماء هؤلاء الشهداء وبفضل كل من حارب ومنهم من بقوا معنا حتى اليوم وقد جاء هذا النصب التذكاري ليقول لأبنائنا ولنا انه علينا ان نحافظ على بقائنا وهويتنا وانتمائنا وعلى مستقبلنا أيضا.
ونوه قائلا: يهمني التأكيد بأن أبناء الطيرة يقفون الى جانب بلدية الطيرة التي خصصت ارض، هذه الأرض هي ارض عامة ارض للملك العام وعامة اهل الطيرة يريدون هذا النصب التذكاري إذا لا يوجد أي سبب يمنع أبناء الطيرة من تخليد شهدائهم، كما اننا ندعم بكل ثقة البلدية والقائمين على المشروع من المتطوعين الذين تكفلوا بكل متطلبات هذا المشروع ونقول لهم كل الاحترام والتقدير والطيرة ستدعمهم بكل المعارك التي ستكون من اجل احقاق هذا الحق الذي يعتبر سابقة في البلاد.
[email protected]
أضف تعليق