اجتمع قبل ايّام اللواء العربي في الشرطة الاسرائيلية، جمال حكروش مع أئمة مساجد الطيبة في قاعة مسجد خالد بن الوليد وذلك لبحث سبل مشتركة لمناهضة العنف والظواهر السبية الأخرى، وقد أثار هذا الاجتماع ضجة واسعة في الطيبة وفي المجتمع العربي خاصةً.
كلما فتحوا ثغرة اغلقناها بوجهوهم
نائب الأمين العام لحركة كفاح - ايمن حاج يحيى، قال بحديثه مع موقع "بـُكرا": إن ما حدث في الطيبة من استقبال حكروش في احدى مساجدها لالقاء محاضرات على ائمة المساجد هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء وخطيئة يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى موظفي وزارة الاديان الذي سخّروا المساجد لاستخدامات الاجهزة الامنية الاسرائيلية. كما يتحمل مسؤوليتها من صمت ووافق على المحاضرة من الحضور . ان حكروش وزمرته المكلفة بتجنيد الشباب العرب لخدمة الشرطة الاسرائيلية ليكونوا اداة قمع لشعبهم يحاولون التسلل لمجتمعنا من عدة مداخل وواحبنا كحركة وقوى وطنية كلما فتحوا ثغرة اغلقناها بوجهوهم لنحافظ على بيتنا محصنًا منهم.
وأكدّ ان: حكروش وزمرته هدفوا من هذا اللقاء اولا الى تشويه سمعة الائمة وخلق شرخ بينهم وبين جمهورهم وثانيا هدف الى اكتساب الشرعية لمخطط الاجهزة الامنية لانه يعلم كما اسياده ان لاشرعية وطنية او اخلاقية لمشروعه. نحن ندعو اولا ائمة المساجد للانتفاض على هذه الاهانة التي وجهت لهم وقصد بها المس بهم اولا واصدار موقف حازم يتبرأ من حكروش ومشروعه ويدين هذا العمل باستغلال مسجد لاهداف الشرطة الاسرائيلية".
وانهى كلامه قائلا:" كما اننا نؤكد للمرة الالف ان هذا المشروع سيفشل كما فشل الذي قبله مع علمنا مدى حجم الاستثمار والاصرار على تمريره.بيوت الله وكافة مؤسساتنا لا يمكن ان تكون موطئ قدم لشرطة القمع والهدم، بيوت الله كانت دوما معاقل التنوير والتثقيف والعمل الوطني وهكذا ستبقى".
محاضرة الأمن والآمان على الطرق
مجلس الأئمة في الطيبة عقبّ على الموضوع لموقع "بـُكرا" قائلا: دعينا من قبل الدائرة الاسلامية (وزارة الداخلية) الى محاضرة حول الامان على الطرق وقد حضرنا عدة لقاءات من هذا القبيل في السابق وكانت لقاءات مهمة جدا، الا اننا في هذا اللقاء الذي عقد تحت مسجد خالد بن الوليد علينا ان نبين الآتي، قبل ان يصدر الانسان احكامه على اَي إنسان اخر يجب ان يتبين ويسأل ويستفسر ولا يطلق احكام فيها افتراءات وكذب دون تحقق او دليل فهذا من صلب تعاليم ديننا الحنيف، الدعوة كانت من الدائرة الاسلامية لمحاضرة حول الامان على الطرق، وعرض احصائيات وأرقام من وسطنا العربي حول الحوادث الكثيرة، ولَم نستلم برنامج لهذا اللقاء من المسؤولين مسبقا، كانت مفاجئة لنا دعوة الشرطة تحت بيت من بيوت الله حتى ان بعض الأئمة غادروا اللقاء وبعضهم اعترض بل واتهم الشرطة بالتستر على ما يحدث في الوسط العربي وبيّنا ان الشرطة مقصرة في كثير من الأمور التي تخص وسطنا العربي والإسلامي وان الائمة لا يثقون بالشرطة.
وتابع المجلس يقول: ان ما جاء في بيان لوبا السمري الناطقة بلسان الشرطة مغاير للحقيقة لان القارئ استشفّ منه ان ائمة المساجد جلسوا من اجل أهداف الله اعلم بها! وان الشرطة هي صاحبة الدعوة والحقيقة غير ذلك. نرفض جميع الاتهامات الموجهة لأئمة المساجد من المتربصين والحاقدين وان أئمة المساجد يقفون صفا واحدا في وجه الذين يتصيدون بالماء العكر. اننا على يقين نحن أئمة المساجد ان اهلنا في هذا البلد عندهم كامل الثقة في ائمتهم وسنكون باْذن الله عند حسن ظنكم فينا كما عودناكم دائماً، ولا نخاف الا من الله عندما نريد الاجتماع باي مسؤول او مؤسسة. ننصح اخواننا الذين قذفوا بالائمة في هذه الشبهة وهذا المعترك اتقوا الله عز وجل".
حجج الشرطة كذب وذر رماد بالعيون
سكرتير جبهة الطيبة الديمقراطية - د.حسام عازم، قال بدوره: إن انتشار آفة العنف في مجتمعنا اصبح امرا خطيرا للغاية ويهدد كل واحد وواحد منا ، حيث ان ظواهر العنف أصبحت أمرًا شبه يومي من إطلاق نار في أماكن عمومية ، والسرقات ، والتهجم المتواصل على مدارسنا والهيئات التدريسية والسياقة المتهورة داخل المدينة والكثير من الظواهر الاخرى . واننا نرى ان المسؤول الأساسي على الحفاظ على أمن السكان هو الشرطة، وعليها ان تأخذ دورها وبشكل جدي ومدروس ببناء خطة عمل لمواجهة كل انواع وأشكال العنف. ولكي تستطيع الشرطة القيام بدورها بالحفاظ على المواطن العربي في هذه البلاد عليها تغيير سياستها اتجاه الجماهير العربية ، واعتبارنا مواطنين متساوي الحقوق وليس أعداء للدولة".
وأضاف: وان كل الحجج التي تقدمها الشرطة من عدم وجود مراكز شرطة كافية في الوسط العربي وعدم تعاون المواطنين مع الشرطة في محاربة الجريمة ما هو الا كذب ذر الرماد في العيون . لا نحتاج لمراكز شرطة إضافية ، لا نريد رجال شرطة في مدارسنا ، لا نقبل بدخولهم لمساجدنا عليهم بالاساس بتغيير سياستهم العدوانية اتجاهنا ، فقط ما حدث بالأشهر الاخيرة من قتل في ام الحيران وهدم البيوت بالمثلث والنقب والاعتداءات المتواصلة على شبابنا وقيادتنا لأكبر دليل على عدائهم لنا، من ناحية اخرى نرى ان واجب القيادات العربية من لجنة المتابعة ورؤساء السلطات والبلدات العربية والأحزاب السياسية والجمعيات المدنية العمل على وضع خطة شاملة لمواجهة العنف في جميع المجالات ، والعمل على زيادة الكوادر المهنية وزيادة الخدمات الوقائية والعلاجية في مجال العنف بين الشباب ، اضافة لذلك أخذ دورها بتثقيف وتوعية الناس ، وبالأخص الشباب منهم عن أسباب ومخاطر وطرق معالجة ظاهرة العنف ، وعلينا معاً ان نقوم بتعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي ونبذ التعصب والتحريض العائلي والطائفي.
وانهى كلامه قائلا: بالنسبة للقاء اللواء حكروش مع أئمة المساجد ، اننا نرى به امر غير مقبول وغير مشرف ولا يخدم سوى السلطة وشرطتها ولا يقدم شيء واحد من اجل الحفاظ على أمن جماهيرنا العربية . لقد أعلن مرة تلو الاخرى اللواء حكروش عن نواياه باختراق الشارع العربي وتجنيد اكبر عدد من الشابات والشباب للشرطة ، الامر مرفوض علينا اطلاقاً ، نرفض ان شبابنا يصبحون خدماً لجلاديهم . اننا نطالب أئمة المساجد عدم التعاون مع الشرطة في هذا المجال. اننا نرى ان لأئمة المساجد دور كبير في محاربة العنف في مجتمعنا ، وامكانيات هائلة في رفع مستوى الوعي بين الشباب.
ردّ الشرطة
هذا وبالانابة عن اللواء حكروش رفضت لوبا السمري المتحدثة باسم الشرطة الرد او التعليق او التعقيب على ما ورد في البيان من ادعاءات وتصريحات مختلفة ، وذلك رفضا قاطعا حازما ، مكتفية في قول الله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) صدق الله العظيم
[email protected]
أضف تعليق