لم تلملم أم الفحم كافة جراحها من جريمة قتل الشاب محمود جبارين بداية الشهر الماضي، حتى صعقت بمقتل خالد حبيطي قبل نهاية الشهر، فعصيبة الأيام التي تمر على المدينة، لا سيما وأن إضافة لجرائم القتل هذه، تشهد أم الفحم اسبوعيًا شجارات وإصابات بين الشبان.
وقُتل في أم الفحم بالعام الأخير 6 مواطنين وأصيب العديد بجراح متفاوتة.
وإليكم عدد القتلى منذ شهر 22.4.2016 :
حسين محاجنة قتل في 22.4.2016
محمد رأفت سعادة (اغبارية) قتل في 22.4.2016
احمد ارفاعية من ضواحي ام الفحم قتل في 24.6.2016
حسين ابو رعد (محاجنة) قتل 29.9.2016
محمود نادر جبارين قتل في 06.02.2017
خالد سامي حبيطي قتل في 17.2.2017
فإلى متى هذه الحال ستستمر؟ وماذا بعد؟
سكرتير جبهة ام الفحم والمعالج النفسي - محمد نجيب محاميد، قال في حديث لـ"بـُكرا": ان استمرار مسلسل العنف وعمليات القتل الاخيرة في ام الفحم وفي وسطنا العربي عامةً وازدياد هذه الظاهرة بشكل كبير يضعنا امام مفرق تاريخي لمستقبل شعبنا في هذه البلاد، والسؤال الذي نطرحه اي مجتمع نحن نريد ؟؟ من هنا اؤكد انه لا يوجد اي مجتمع بالعالم خالي من العنف والقتل ولكن ؟؟ ولكن هي المهمة الكبيرة أمامنا يجب ان نسعى وان نضع كل الجهود لتقليص العنف وان لا يصبح العنف والاجرام هو هويتنا الاجتماعية والسياسية.
وأضاف: ان تقليص وتحجيم هذه الظاهرة يحتاج الى برامج وخطط طويلة الامد، أولاً على الأهل أخذ دورهم ومسؤوليتهم في تربية اولادهم وان لا يقفدوا السلطة الأبوية والوالدية والمؤسف ان الأبناء اليوم هم من يفرضوا سلطتهم في العائلة وهذا بحد ذاته امر خطير واؤكد ان دور الأهل هو المحطة الاهم في تخفيف كل السلوكيات الشاذة ، يجب ان تكون هناك برامج وخطط تربوية من جيل البستان حتى الثانوية ويتم العمل بها داخل المؤسسات بشكل مكثف وأسبوعي ومراقَب على مدار سنوات كثيرة . وعلى الوزارات والمؤسسات البلدية ان تراقب هذة البرامج كما تراقب التحصيل التعليمي.
واشار الى أن: الشباب والشابات والأطفال يعانون من فراغ كبير والفراغ بحد ذاته قاتل وهو محفز كبير للانجرار وراء سلوكيات ونشاطات سلبية ومن هنا اتوجه ببناء نوادي وملاعب وأطر في كل الأحياء لاحتواء هؤلاء . وفي هذا الباب اقترح بناء لجان وطواقم في الأحياء المختلفة لبناء وجرد احتياجات كل حي والطواقم هذه مؤلفة من الأهل والأبناء..
وعن الشرطة، يقول: على الشرطة أخذ دورها في موضوع العنف . انا ارى ان هناك تقاعس كبير في دور وأداء الشرطة في هذا الموضوع ، ان عدم فك عمليات القتل السابقة والوصول الى منفذيها أعطى شعور وشرعية لكل مجرم او مخطط لعملية قتل ان الشرطة لا تقوم بواجبها وعليه ان القيام بعملية قتل أمر غير مخيف!
وانهى كلامه قائلا: أرى انه يوجد علاقة قوية بين الوضع الاقتصادي والعنف وهذا مثبت علمياً والإحصاءات تثبت ذلك وان تحسين الوضع الاقتصادي له دور هام في التخفيف من ظاهرة العنف، نحن أصبحنا مجتمع غير محصن اجتماعياً وسلوكياً والأمور تزداد صعوبة كل يوم ويجب على الجميع أخذ دورهم التاريخي والهام في هذه المرحلة.
الشعارات الرنانة التي لا تقدم أي شيء
الشاب الفحماوي احمد محاجنة قال بحديثه لـ"بُكرا": لمحاولة الحد من ظاهر العنف والتي اصبحت اكثر من اي وقت مضى تتجسد بحالات القتل هناك حاجة لتكاتف كل فئات المجتمع، من اهالي، مدارس مؤسسات وغيرها. لطالما قلت ولا زلت، ان التربية تبدأ في البيت وكذلك الحل. على الاهل العلم والدراية انهم مسؤولون امام الله عن ابنائهم وعن تربية ابنائهم، فالأكل والمشرب والملبس كلها جزء من حقوق الابناء على الاباء، امام الاهم فهو التربية السليمة والتوجيه الصحيح.
وزاد: وبكل اسف ما يحصل اليوم هو عكس ذلك تماما، كل جريمة وكل حالة عنف اساسها امور صغيرة، كصحبة السوء، التسكع خارج البيت حتى ساعات الليل المتأخرة وغيرها وكل هذا على عاتق الاباء احتواء، مراقبة ورعاية ابنائهم ومتابعة امورهم لضمان تربية سليمة تؤهل الابناء التصرف بطريقة سليمة بكل الظروف، ام الفحم خاصة والوسط العربي عامة يعاني من افتقار الاماكن والمراكز لملأ وقت الشباب، لا مراكز رياضية ولا ثقافية ولا تربوية ما يؤدي بشبابنا التوجه للبدائل الاخرى التي لا تحمد عقباها والتي هي الاساس لكل جريمة.
وتساءل في حديثه لـ"بُكرا" قائلا: هل يعقل ان تفتقر مدينة عدد سكانها يجتاز الخمسين الف لمسار مشي واحد، لمتنزه واحد لشارع مضاء واحد لممارسة الرياضة ؟ مأساة حقيقية تلقي بنتائجها علينا يوميا للأسف، برأيي الحل الموجود فالخير ببلدنا ومجتمعنا موجود على الرغم من كل الاحداث المؤسفة، وممكن ان اجمله بثلاث نقاط يجب ان تتوفر سوية. اولا مسؤولية الاهل وتربية ابنائهم بما في ذلك الدين الحنيف وعقوبة هذه الاعمال بديننا الحنيف، اما بعد فعلى الجهات المسؤولة توفير عدة عوامل مجتمعة للحد من هذه الظاهرة -بنية تحتية، منشآت لملا وقت الفراغ واضفاء جو عام جميل وراقي بما في ذلك النظافة والترتيب والتزيين بأجمل حلة لتهدئة النفوس وقد اثبت ذلك علميا".
وانهى كلامه قائلا:" الاحتواء وتذويت قيم الانتماء لديننا وبلدنا الامر الذي من شأنه رفع المسؤولية تجاه البلد بما كل ما تتضمنه . المراقبة، واجب المراقبة والمتابعة الفعالة والامينة، وهذه النقاط ليست حكر على احد، فالمدراس والمؤسسات وفي البيوت واجب متابعتها وتحقيقها فالكل راع والكل مسؤول عن رعيته. المجتمع بحاجة لتحرك سريع وفعال كل بدوره والكف عن الشعارات الرنانة التي لا تقدم أ] شيء.
لا يكفي ان نستنكر ونشجب
نائب رئيس بلدية ام الفحم - المحامي رائد كسّاب، قال بحديثه مع موقع بكرا:" ان العنف بات ظاهرة تعاني منها كافة المجتمعات في جميع دول العالم، وللأسف فإنها في ازدياد مستمر. لقد بات العالم صغير جدا في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واصبحنا اكثر اطلاعا وتغيرت ثقافتنا بشكل كبير في العقدين المنصرمين. هنالك تحول سريع وفوري في فكر وذهن المواطن العربي، وبعد ان حكمتنا مجموعة من القيم والمعايير فنرى انها تلاشت نوعا ما ، وتحولنا من مجتمع قروي الى مجتمع متمدن ، وقد تفكك البناء العائلي وحتى الاسري في احيان كثيرة مما ادى الى حالة من عدم ضبط النهج والتصرفات. ناهيك عن الاوضاع الاقتصادية المتدنية ، اضف اليه العنف وادواته المتوفرة بكل سهولة عبر التلفاز ووسائل التواصل، اضف الى هذا كله حالة العنف والقتل والدمار السائدة في العالم العربي حيث يتذابح ابناء الشعب الواحد وهذه الامور كلها تكرس تصرفات الافراد وافكارهم في المجتمع.
وتابع: اليوم لا يكفي ان نستنكر ونشجب ، بل الكل مطالب بالعمل الدؤوب وبناء الخطط المتطورة والعمل بشكل حثيث في المدارس خاصة مع الاطفال والشباب لنوفر لهم متابعة صحية للتغيرات والتحديثات التي تطرأ في، يجب العمل على تشخيص اسباب ودوافع العنف والاجرام مثلما فعلنا في المبادرة الفحماوية من خلال انشاء برنامج لمكافحة العنف عبر برنامج مدروس من قبل اخصائيين نفسيين وعلم الاجتماع ومحامين حيث يعمل هذا البرنامج في كافة المدارس، الاسرة هي الاساس والكل مطالب بضبط الامور لأننا اكتفينا من حوادث العنف والاجرام ، الاهل مطالبون بتكريس قيم الاخلاق والتربية والدين لدى ابنائهم لأننا بدونها نكون جميعنا عرضة للعنف المستشري.
إيجاد حلول سلمية وسليمة ومسالمة
نائب رئيس مجلس بسمة - المحامي سرور محاميد قال بحديثه مع موقع "بـُكرا": لم تعد حوادث الموت تشكّل صدمة لجماهيرنا العربية بالبلاد ، فهم يصحون وينامون على أخبار أشخاص قضوا قتلا ، ان هذه الجرائم المتزايدة، تبقى الأكثر إثارة للقلق في المجتمع العربي، باعتقادي إلى أن الامر بأكثر الأحيان يتعلّق بأسباب بسيطة وهامشيّة، كالخلاف بين اثنَين حول موقف للسيارة أو حول سعر سلعة ما أو كنظرة مستفزّة مثلاً".
وزاد: إنني اؤكد على أن هناك طرقاً كثيرة وأساليب عديدة لحل المشاكل والخلافات، بعيداً عن استعمال العنف والقوة وتغليب لغة الحوار والتفاهم، فاستعمال العصا و القوة و السكين واطلاق النار غير مقبول علينا ابداً ومرفوض انسانياً واخلاقياً ودينياً ويجب تكثيف الجهود من اجل مكافحة العنف ونشر التسامح والمحبة بين الناس، ان المسؤول الاول والأخير هو الاهل ، يجب حث الأهالي على ضرورة توعية الأبناء وتربيتهم على نبذ العنف والقتل ومظاهر العنف وتعليمهم على سبل إيجاد حلول سلمية وسليمة ومسالمة لحل اي مشكلة يقعون بها.
واستطرد حديثه قائلا: يجب تطوير البرامج التثقيفية والترفيهية في مدارسنا يومياً من اجل رفع مستوى الوعي واحتواء الحالات المعرضة للتهميش في المجتمع، يجب التأكيد على ان الشرطة أيضاً مسؤولة عن موضوع العنف والسلاح واستعماله للقتل والعنف حينما يكون الامر متعلقاً بأمن الدولة وأمن المواطنين اليهود تقوم الدنيا ولا تقعد الا بالكشف عن مصدر اطلاق النار والقاء القبض على مطلق النار وعلى قطعة السلاح التي اطلق منها النار، لذلك اقول لشرطة اسرائيل اتمنى لكم نوماً هادئاً وأحلاماً سعيدة.
[email protected]
أضف تعليق