لا زالت ام الفحم مصعوقة بجريمة القتل التي حصدت روح الشاب محمود نادر جبارين، أمس الاثنين في المدينة.
إذ أقدم مجهول على طعن المرحوم عدّة طعنات في أنحاء جسده، ما أدّى الى مفارقته الحياة على الفور.
وتسود مدينة ام الفحم والمجتمع العربي حالة من القلق والغضب في أعقاب الجريمة التي حصلت بالامس وكلّ الجرائم التي حصلت.
وحصدت جرائم القتل خلال 24 ساعة، ثلاث ارواح من الوسط العربي، اثنين من كفر قاسم وواحد من ام الفحم.
مناهضة العنف والجريمة هي مسار طويل وعميق يتعلق بتغيير انماط وسلوك المجتمع
المحامي رضا جابر من مركز أمان، قال بحديثه مع موقع بكرا:" يجب ان نتجه نحو بناء وتبني خطة خماسية لمناهضة العنف.
ومناهضة العنف والجريمة هي مسار طويل وعميق يتعلق بتغيير انماط وسلوك المجتمع وهو متعلق بمناح حياتية، اجتماعية، اقتصادية وسياسية، يجب ان تشترك جميعا بعملية بناء وتنظيم المجتمع من جديد. لذلك مركز أمان يدعو الى تبني الطرح الذي طرحناه منذ فترة لتبني خطة خماسية ب 17 مرفدا اجتماعيا، اقتصاديا وثقافيا، على المستوى القطري وعلى مستوى المحلي في البلدان جميعها. يتم تبني مشروع واضح المعالم ولخمس سنوات في كل مرفد ورصد الميزانيات لانجازه. مع تشكيل هيئة متابعة تنفيذ هذه الخطة ومواكبتها خلال هذه الفترة".
وزاد المحامي جابر:"نريد ان يتحول مجتمعنا وعلى امتداده الى مشروع بناء مناهض للعنف ومجفف لمسبباته وذلك عن طريق عمل عميق ولسنوات لكي تتشرب وتدخل هذه المشاريع في عمق مجتمعنا، ونطالب بإقامة لجان مهنية في المواضيع الاساسية الاتية: تربية وتعليم، الرفاه الاجتماعي، الشباب والتعليم الامنهجي، تشغيل والبنية الاقتصادية، رجال الدين ودورهم ودور العبادة، المحاكم الشرعية، دور المرأة، الاسرة والتنشئة الاجتماعية، الشرطة ومؤسسات فرض القانون، دور النقابات المهنيه وفك النزاعات".
وانهى كلامه قائلا:"كل لجنة تحضر مشروعا واضحا بمجالها خلال 4 اشهر وبعدها صياغة مشروع متكامل مع الميزانيات المطلوبة وتبنيه على مستوى المجتمع ككل وأيضا تبنيه كقرار سياسي للدولة".
مؤشر خطير جدا لمجتمع يسير نحو الهاوية
مدير مركز أمان "المركز العربي لمكافحة العنف" - الشيخ كامل ريّان، قال بحديثه مع موقع بكرا:"ان جريمة القتل في ام الفحم وما سبقتها من جريمه مزدوجه في كفر قاسم ومسلسل الجرائم الذي سبقها هو مؤشر خطير جدا لمجتمع يسير نحو الهاوية التي لطالما حذرنا منها من سنين مضت".
واضاف:"وما يزيد الطين بله هو زيادة نسبة الجريمة في مجتمعنا العربي بمعدل اربعة اضعاف عنه في المجتمع اليهودي بحيث ان الذي يتصدر المشهد من الضحايا او الجناة هم من الشباب الصغار الذين من المفروض ان يكونوا مستقبل وامل هذا الشعب الذي يعاني الامرين من سياسة الظلم والقهر والاضطهاد بشكل ممنهج من قبل سلطة غاشمة ولئيمة تحرص ليل نهار في زج المجتمع العربي نحو التشرذم والتجزئة والفرقة والانقسام وغرس وابقاء المجتمع مجتمعا مأزوما ومنهمكا بنفسه بدل التفكر والعمل من اجل مستقبل افضل وحياة آمنة".
واختتم كلامه قائلا:"ولن نتجاوز هذه المحنة الصعبة الا بتوحيد الطاقات والجهود والسعي ليل نهار لبناء برامج تربوية وتعليمية ومجتمعية ضمن منهجية واضحة تضمن وأد هذه الثقافة الدخيلة والغريبة عن مجتمعنا وهذا لا يعفي السلطة او الشرطة من القيام بواجبها المفروض عليها من حيث جمع السلاح وفك رموز الجرائم التي ترتكب ومتابعتها والمساهمة في خلق مجتمع ينعم بالامن والاستقرار والطمأنينة ليستطيع اعادة بناء نفسه من جديد ويقضي على كل دوافع العنف والجريمة في المجتمع واولها الفقر والبطالة وسياسة التمييز والقهر والظلم".
[email protected]
أضف تعليق