في مشهد تهيج له المشاعر وتدمع له العينين، مؤازرة لأهل الشهيد يعقوب ابو القيعان عقب مشهد هدم بيوتهم وسرقة وطنهم وتشريدهم، قام وفد اهالي الشهداء المقدسيين بزيارة أم الحيران وتعزية ذوي الشهيد ابو القيعان.

وأهالي الشهداء المقدسيين الذين زاروا اهل الشهيد ابو القيعان، هم: ثائر ابو غزالة، شاهر حسونة، محمد عليان وخالد مناصرة (مهاني)، وقد تحدث مراسل "بـُكرا" معهم، حول شعورهم وتجربتهم باحتجاز جثامين أولادهم الشهداء من قبل يعقوب أبو القيعان.

جرحنا واحد

والد الشهيد ثائر ابو غزالة - عبد السلام ابو غزالة، قال حديثه مع موقع بكرا: " نلملم جراح بعضنا البعض من الحقد الصهيوني الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني كافة إن كان من القدس او من الضفة او من غزة او من الداخل، فنحن شعب واحد وجرحنا واحد ودمنا واحد وأصلا الوضع الحالي للشعب الفلسطيني المتواجد فيه يحتم علينا ان نكون متوحدين".

وعن نجله الشهيد، يقول: ابني ثائر استشهد في 8\10\2015، ثائر احتجز عند الاحتلال الاسرائيلي 11 شهر، طيلة هذه المدة كانت جثته في الثلاجات بعد ذلك سلمونا جثمانه وتم دفنه.

وعن مشهد التشييع، يقول: التشييع كان صعب جدا لان الوضع الحالي في القدس كان هناك التزامات كبيرة من السلطات، عدد كبير من الاشخاص، كفالة مادية في حال اخلينا بالنظام، ساعة الدفن في الثانية صباحا، عدد الاشخاص لم يتجاوز 15 مشيع.

 احتجزونا على الحاجز لمدة ثلاث ساعات

والد الشهيد عبد المحسن حسونة - شاهر حسونة، قال بحديثه مع موقع بكرا: نحن جئنا نعزي في وفاة الشهيد ابو القيعان، احتجزونا على الحاجز لمدة ثلاث ساعات وتمكننا في نهاية الامر الوصول الى بيت عزاء الشهيد، اقول لأهل الشهيد يعقوب بان يصبروا ويرابطوا على هذه الارض المقدسة وكان الله بعونكم".

اما عن حيثيات استشهاد نجله، يقول:" استشهد في 14\12 ، نفذ عملية القدس دهس 14 يهودي واستشهد اثر اطلاق النار عليه، احتجز جثمانه لمدة تسع شهور، كانت الظروف في شروط لتسليم الجثمان بعد تسع شهور من المعاناة والضغط النفسي الذي ولدوه فينا، تشييع بمشاركة عشرين شخص ودفن بكفالة 20 الف شاقل وان يكون الدفن في الليل.

وانهى كلامه قائلا: الوضع في القدس يختلف عن الضفة، الوضع كان اننا مجبورين بقبول هذه الشروط لأن اهل الدار كلهم في عذاب وينتظرون تشييع جثمان الشهيد .

الاحتلال عندما يقتل فلسطيني يقتله لأنه فلسطيني 

والد الشهيد بهاء عليان - السيد محمد عليان، قال بحديثه مع موقع بكرا: جئنا هنا لنعلن تضامننا مع اهل ام الحيران التي هدمت بيوتها وقتل ابنها المربي يعقوب بدم بارد، هذا واجب من اهل القدس واعترافا بان مصيبة الشعب الفلسطيني في كل مكان، نحن شعب واحد وهذا الم واحد وهذا جرح واحد وهذه معركة واحدة، الاحتلال عندما يقتل فلسطيني يقتله لأنه فلسطيني وليس لأنه من هذه المدينة وبالتالي نحن يجب ان نتوحد وان نقف وقفة الشعب الواحد ضد الاحتلال، الشهيد بارتقائه هو يذهب جسدا ولكن روحه تبقى ورسالته تبقى واذا كنا نحن اوفياء للشهيد يجب ان نحمل رسالة الشهيد الثقافية، التربوية، الوطنية والسياسية.

وزاد: يجب ان لا نجلس هنا ونندب حظنا لان ابننا قد فقد وان لا نبكي على الثكل انما يجب ان نحمل هذه الرسالة وان نستمر بتربية الاجيال القادمة على وعي وثقافة الشهيد، بهاء استشهد في اوج انتفاضة القدس استشهد في 15 تشرين اول من العام الماضي، بعد تنفيذه لعملية مقاومة واحتجز جثمانه لمدة 10 اشهر وقاتلنا نحن كعائلة وكذوي شهداء طويلا من اجل الافراج عن جثمانه وفعلا افرج عن جثامين عدد من الشهداء وبقى هناك 8 شهداء محتجزين وبإذن الله سنواصل المعركة من اجل الافراج عن الجثامين .

القضية واحدة

والد الشهيد حسن مناصرة - خالد مناصرة (مهاني)، قال بحديثه مع موقع بكرا: هذا نهج نحن انتهجناه اهالي شهداء انتفاضة القدس والاقصى، ان نتكاتف مع الجرح الواحد الفلسطيني اينما كان، زيارة شبيهة لكل الزيارات التي قمنا بها في مناطق القدس والضفة، فهذا نهج نحن ننتهجه لأننا نشعر ان القضية واحدة وان الجرح واحد وان الهم واحد لذلك يجب ان نكون متوحدين، اننا كما اسلفت اصحاب قضية احدة وان اتحادنا فيه قوة وحضورنا الى هنا مساندة لهم ولأنفسنا لأننا كنا نفس الظرف وبنفس الجرح وعانينا منه، ابني استشهد في 12\10\2015 عندما كان برفقة ابن عمه احمد، قرب المكان الذي اسكن فيه، تفاصيل الاستشهاد هي التي حصلنا عليها من الاحتلال وهم ادعوا ان ابني نفذ عملية طعن، تم اطلاق النار عليه عقب العملية وهذا ما اثبته لنا شريط فيديو مصور شاهده الجميع، اما ابن عمه احمد تم دهسه بواسطة سيارة اسرائيلية ومن ثم الاعتداء عليه في محاولة لقتله، لكن شاء الله ان يظل احمد على قيد الحياة".

وعن احتجاز جثامين الشهداء في الثلاجات، يقول بحديثه لبكرا: هي معركة مستمرة متجددة منذ بداية الانتفاضة او الهبة، تمت عمليات الاحتجاز وفوجئنا بعمليات الاحتجاز وكردة فعل لتحرير ابناءنا قمنا بفعاليات فالحمد لله استطعنا تحرير غالبية المحتجزين، عددهم وصل الى 200 شهيدًا ، فترات الاحتجاز كانت متفاوتة، بين الحين والاخر نجحنا بتحرير عدد من الجثامين وايضا ابني احتجز لمدة سبعة شهور ونصف، شهيدنا حسن احتجز لمدة ثلاث مرات، المرة الثانية احضروا الشهيد وكان مجمد رفضنا استلام الجثمان في المقبرة وتم اعادة الجثمان.

وأكد أن: استلمنا الجثمان بشروط كريمة وتم دفنه، حتى الان لم يوجد لمسالة احتجاز الجثامين، حل جذري ونامل ان نصل لحل يمنع الاحتلال من هذا العمل الذي يخالف القوانين والاعراف الدولية والديانات، فهو عمل همجي ومن خلال تعاملنا مع الملف، علمنا انه لا يوجد قانون دولي ينص على مثل هذه الحالة لأنه لم يسبق لها حالة فإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تحتجز جثامين الشهداء، نأمل ان نصل الى مرحلة نجبر فيها الاحتلال على عدم الاقدام على مثل هذا العمل والمقصود احتجاز الجثامين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]