مازلنا ننتظر عودته إلينا.. غير قادرين على التصديق أنه رحل عنا” تقول نسرين أبو القيعان وهي تجلس بجانب أشقائها منتظرين استلام جثمان والدها الشهيد يعقوب.
يعقوب أبو القيعان (47) عاما ارتقى خلال تصديه لاقتحام قوات الاحتلال قرية أم الحيران في النقب المحتل في 18 كانون ثاني، تمهيدا لهدم منازل القرية بهدف إقامة مستوطنة “حيرون” مكانها.
رحل يعقوب شهيدا، تاركا خلفه 13 ابنا أصغرهم لم يكمل عامه الثامن بعد، ابنته نسرين قالت لـ قدس الإخبارية، “فقدنا أبانا الحنون وقدوتنا في الحياة.. حتى الآن نعجز عن الاعتياد على رحيله”.
ولفتت إلى أن شقيقها الأصغر (8 سنوات) حتى الآن لم يستوعب بعد فقدان والده، وهو دائم السؤال والبحث عنه.
وبينت نسرين أن والدها كان يغرقها وأشقائها بحنانه وحبه، كما كان معروفا بالقرية بأخلاقه وسمعته الطيبة بين الناس.
“كان أبي كثير المزاح مع كل من حوله، كما كان يحترم خصوصية كل واحد فينا.. بعيدا عن المشاكل كان دائما ولم نسمع يوما عن خلاف دار بينه وبين أحد”، تعلق نسرين.
منذ أكثر من 20 عاما ويعقوب يعمل مدرسا للرياضات في مدرسة السلام في بلدة حورة المحتلة، “شجعنا على العلم وحثنا دائما لنتمسك به وهو ما حاولنا العمل عليه وسنبقى متمسكين به”.
وعن علاقته بقرية أم الحيران، قالت نسرين، إن والدها الشهيد صمد كباقي أهالي القرية أمام المحاولات الساعية لاقتلاعهم من القرية وتهجيرهم، فيما كان يكرر دائما أنه لن يتخلى يوما عن القرية ولن يخرج منها.
“كان يرفض الرحيل عن القرية كما رفض أن ينذل للسلطات الإسرائيلية وكان دائما يتمسك بالبقاء بالقرية”، تابعت نسرين.
آليات الاحتلال هدمت منزل الشهيد يعقوب كما هدمت باقي منازل القرية، “الآن نحن متواجدون في خيمة عزاء أقيمت على أنقاض القرية، وفيها تجتمع كافة نساء القرية.. هنا كلنا نتساوى بالمصاب”.
منذ استشهاد يعقوب وسلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثمانه رافضة تسليمه إلا بفرض شروط على عائلة الشهيد تتضمن عدم إقامة مراسم تشييع تليق به كشهيد، تعلق نسرين، “نرفض كل الشروط التي تحاول إسرائيل فرضها علينا، فنحن نريد تشييع والدنا بما يليق به”.
[email protected]
أضف تعليق