"لا زلت اشتاق للساعة لحضن أخي الذي تهجر قسرًا من قريتنا"، "كان الحال أفضل، قرية هادئة وعلاقات إنسانية متينة، حتى جاء الاحتلال وفرقنا، قسم منا يعيش اليوم هنا وقسم آخر في الأردن"، "نخاف التحدث عن النكبة، فقد يكون لهذا الحديث تأثير على أقرباء لنا"، هذه جزء من الشهادات التي قامت "كيان- تنظيم نسوي" بجمعها من نساء فلسطينيات شاركن في مشروع "نساء على درب العودة" الذي يجمع بشراكة عمل ما بين جمعية "كيان" وبين جمعية "الدفاع عن حقوق المهجرين"، ويهدف الى احياء وتنشيط حركة العودة للقرى المهجرة من خلال اصوات ونشاطات لنساء من الحقل.
وبدأ العمل على المشروع العام الفائت، إلا أنه وفي الفترة الأخيرة يتم الترتيب والتنظيم لعددٍ من الجولات للنساء المشاركات في المشروع للقرى المهجرة، خاصةً التي تم الحديث عنها خلال المشروع، حيث سيقمن خلالها بالتصادم المباشر مع واقع النكبة الذي عايشنه أو تم اخباره لهن من قبل الأهل، وتسجيل الشهادات التي تطرقن إليها بالصوت والصورة.
ويشارك في المشروع أكثر من 60 امرأة فلسطينية، في 5 مجموعات، موزعات جغرافيا في كل من؛ مجدالكروم، الحسينية، الجديدة المكر، يافة الناصرة، وحيفا.
وتم خلال المشروع العمل على تدريب النساء على خطاب ونشاط العودة، حيث شملت التدريبات "تاريخ النكبة"، مسارات حالية وماضية تتعلق بتهجير الشعب الفلسطيني، كذلك آليات وطرق واستراتيجيات لنشاطات العودة.
ومن المقرر بعد أن ينتهي التدريب أن تقوم المجموعات الخمسة بالعمل على تطوير نشاطات جماهيرية مبدعة وخلاقة وتفاعلية حول حق العودة، حيث يقمن المشاركات بالآونة الأخيرة بالترتيب لأولى الناشطات وهو عدد مكثف من الجولات.
ويتركز المشروع على الفرضية أن النساء الفلسطينيات ممكنات على المستوى الشخصي والمجموعاتي لتطوير "حق العودة" والحاجة الحاليّة هي زيادة وتعميق تدخلهن من الحقل في مسار العودة.
عن المشروع
وعن هذا المشروع تقول راوية لوسيا: فكرة المشروع بدأت تتبلور منذ عام 2013، بعد أن نظمت "كيان" بالتعاون مع جمعية المهجرين عدد من الجولات لمجموعات نسائية ونسوية، حيث برزت الحاجة لمعرفة التفاصيل أكثر ومواجهة النكبة، فحتى اليوم الجيل الذي عايش النكبة قام بنقل روايته إلى الجيل الثاني والثالث، إلا أن هذه الأجيال حملت الرسالة بدون أن تتصادم معها بشكل فعلي.
وأوضحت راوية لوسيا قائلة: التصادم لا يحدث فقط من خلال سرد الرواية للأجيال، إنما عن طريق محاكاة واقع التهجير، فمن خلال الجولات التي يشارك بها المهجر ويقف على اطلال منزله مستذكرًا اللحظات أول بأول، من الحياة الطبيعية إلى واقع التهجير، يحدث هذا التصادم الذي يرسخ أكثر الرواية في ذهون الأجيال المتلقية، لتبقى رسالة النكبة حاضرة صوتًا وصورة.
وقالت لوسيا أنّ المشروع بدأ بالعمل العام الفائت مع 5 مجموعات من النساء، موزعات بشكل قطري، ويهدف إلى إحياء وتنشيط حركة العودة للقرى المهجرة من خلال العمل النسائي والنسويّ، فالمهجر لم يكن رجلا فقط.
وأوضحت لوسيا أنه ومن خلال المشروع ستحمل النساء راية "العودة" وتقوم بترجمتها بعد تدريب مكثف إلى عددٍ من الأنشطة والفعاليات التي سيتم الاتفاق عليها لاحقًا.
واختتمت لوسيا بالتأكيد على أن المشروع لن ينتج فعاليات وأنشطة عينية فقط، إنما سيقوم بتوثيق هذه الأنشطة وجمع شهادات لنساء مهجرات الأمر الذي يساهم في توثيق هذا الألم ونقله إلى الأجيال القادمة، كما وستقوم المشاركات بالعمل على إصدار كتيب يجمع عدد من الأنشطة والفعاليات التي توضح طريقة نقل الرواية إلى الأجيال القادمة، مشيرةً إلى ضرورة العمل على استدامة المشروع لما يحمله من أهمية في بلورة الحضور النسائي في خطاب النكبة.
بدوره، قال محمد كيال، مركز المشروع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين: تعمل جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين من أجل توفير المعرفة والمعلومات ذات الصلة بالنكبة وحق العودة والتهجير، ويتم التعاطي مع هذا الموضوع من خلال تنظيم محاضرات وورشات عمل وزيارات القرى المهجرة بحيث يكتسب المشاركون عامةً، والنساء خاصةً، المعلومات والمعرفة عن النكبة وخطاب العودة.
وتابع كيال: هدفنا من مشروع "نساء على درب العودة" هو تفعيل وتنشيط حركة العودة والنضال من أجل تطبيق حق العودة وذلك من خلال تعزيز وتحسين انخراط النساء في فعاليات ونشاطات العودة وتوسيع حيز عملهن في حركة العودة والنضال من أجل تطبيق هذا الحق، وفيما بعد تفعيل جيل الشباب والنساء والعائلات والجمهور في كل بلد، من اجل اخذ دورهم في العمل والنضال من اجل تطبيق حق العودة الذي يعتبر قضية مركزية في نضال الفلسطينيين.
واختتم كيال: نطمح ايضا ان تأخذ المرأة دورًا رياديًا في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين- في طاقم عامليها وإدارتها وهيئتها العامة وفي عملها ونضالها من أجل العودة.
[email protected]
أضف تعليق