أعلنت سُلطات الجيش الإسرائيلي أنها منحت أذونًا ومصادقات العام الماضي لشراء تسعين خنزيرًا بغرض تمكين الطواقم العاملة في الجيش من التدرّب وإجراء التجارب على إجراء العمليات الجراحية حسبما أفادت صحيفة " هآرتس"، مشيرة إلى أن تكلفة شراء هذه الخنازير بلغت (230) ألف شيكل (60 ألف دولار).
وذكرت الصحيفة أن سُلطات الجيش تقوم عادة باستخدام الخنازير للتدرب والتمرين على علاج الصدمات، حيث يجري ذلك على خنازير حيّة، يتم لاحقًا تخديرها وقتلها!
وتوصلت الصحيفة إلى هذا الخبر، مستعينة بقانون " حرية المعلومات"، وأضافت أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة أصدرت اللجنة المختصة بالتجارب على الحيوانات، التابعة لوزارة الأمن، أذونات وتصاريح بإجراء التجارب على عدد يتراوح ما بين 20-290 خنزيرًا في السنة.
ولَفَتَ خبير طبي في الجيش الإسرائيلي، إلى أن استخدام الخنازير في مثل هذه التجارب، أمر شائع في عدد من جيوش ومختبرات دول العالم، بالنظر إلى كون الخنزير " الشبيه الأقرب إلى الإنسان من حيث التغيرات الفزيولوجية وتكوين الأعضاء"- كما قال، مشيرًا إلى " اسهامات" هذا الحيوان في نجاح التجارب المتعلقة بإصابات وجراح الجنود أثناء المعارك والحروب.
جمعيات الرفق بالحيوان تعارض التجارب
وتعقيبًا على هذا النَشر، قال " تمير لوسكي"، الناشط في الجمعية الإسرائيلية المناهضة للتجارب على الحيوانات- أنه بالإمكان إجراء مثل هذه التجارب دون استخدام الحيوان، مثلما هي الحال في الولايات المتحدة، حيث يستعين الباحثون بالدمى، بل أن هنالك تجارب في إسرائيل تجري بواسطة أجهزة المحاكاة ( السيمولاتور).
وكان الصحفي الخبير بالشؤون العسكرية ( والمخابرات)، رونين بيرغمان، قد نشر تقريرًا عام ألفين (2000) في صحيفة " هآرتس" ( وهو يعمل حاليًا في " يديعوت أحرونوت")- تَقَصّ من خلاله ما الذي يجري للخنازير التي تُستخدم لتجارب مفعول الانفجارات، وقد روى له شاهد عيان قام بتفجير عبوة ناسفة على مقربة من " كرافان" حُشرت فيه سبعة خنازير- قائلاً: "ما شاهدته في ذلك اليوم ما زال كابوسًا راسخًا في ذهني ومخيلتي... فرغم أنني وزملائي كنا بعيدين مسافة طويلة عن الكرافان الذي فجرناه، فقد استطعنا أن نسمع جيدًا زعيق الخنازير التي كانت تنزف وتتعذب وهي ملقاة على الأرض"!
" تحت إشراف طبيب بيطري"
وأفاد الناطق بلسان الجيش، أن هذه التجارب تهدف إلى تأهيل الجراحين لتعزيز قدراتهم ومهاراتهم بإنقاذ حياة الجرحى والمصابين من جنود الجيش، وهي ( التجارب) تجري طبقًا للأنظمة والتعليمات المتبعة في عالم الطب، ولا تجري أية تجربة على الحيوانات إلا بحضور طبيب بيطري مؤهل.
وأكد الناطق العسكري المعلومات الواردة في الخبر بشأن شراء الخنازير لأغراض التجارب، نزولاً عند طلب من سُلطات الجيش نفسها، لكنه أشار إلى أن العدد الحقيقي للخنازير التي اشتُريت أقل من العدد الوارد في الخبر وفي المستندات والوثائق الصادرة عن الجيش- على حدّ تقديره.
[email protected]
أضف تعليق