أصدرت مؤسسة التأمين الوطني تقريرها السنوي حول حجم الفقر في إسرائيل، أظهر انخفاضًا في أعداد الأطفال والمسنين الفقراء- وأظهر بالمقابل ارتفاعًا في عدد العائلات الفقيرة اجمالاً.
وجاء في التقرير أن نسبة العائلات الفقيرة بلغت العام الماضي (2015) أكثر بقليل من 19% (19,1%)، مقابل 18,8% في السنة السابقة (2014). وبالمقابل تراجعت النسبة الاجمالية للفقراء في إسرائيل- من 22% إلى 21,7%، فيما تراجعت نسبة الأطفال الفقراء من 31% إلى 30%، وتراجعت نسبة المسنين الفقراء من 23,1% إلى 21,7%.
ووفقًا للتقرير، بلغ عدد العائلات الفقيرة العام الماضي في إسرائيل (460) ألفًا و (800) عائلة، تضم مليونًا و (720) ألفًا و(900) إنسان، من بينهم (764) ألفًا و(200) طفل.
النساء أكثر فقرًا!
ويشير التقرير إلى أن " خط الفقر" في إسرائيل يقف هذا العام عند حد (3) آلاف و(158) شيكل (830 دولار) شهريًا للفرد الذي يعيش بمفرده ( وحيدًا)، وعند حد (5) آلاف و(53) شيكل للزوجين ( رجل وزوجته) اللذين ليس لهما أولاد. وبالنسبة للزوجين اللذين لهما ثلاثة أولاد فإنهما يتجاوزان " خط الفقر" إذا كان دخلهما الشهري ( مجتمعًا) يبلغ تسعة آلاف و(475) شيكل.
واستنادًا إلى التقرير، بلغ عدد الفقراء في إسرائيل 2014 مليونًا و (709) آلاف إنسان، فيما بلغ عدد الأسر الفقيرة تبعًا لذلك (444) ألف أسرة.
ويظهر التقرير أن نسبة النساء الفقيرات بلغت العام الماضي 18,4%، بينما بلغت لدى الرجال نسبة أقل، بواقع 17%.
الفقر يتعمّق...
واللافت- طبقًا للتقرير- أن نسبة العائلات الفقيرة التي يملك معيلها الرئيسي مستوى التعليم من الصف الثامن، فما دون ذلك- يقارب الخمسة وأربعين بالمئة (44,9%)، بينما تتراجع النسبة لدى العائلات التي يملك معيلها شهادة أكاديمية.
وتحليلاً للمعطيات، يشدد التقرير على أنه بالرغم من أن النسبة الإجمالية للفقراء تراجعت من 22% إلى 21,7% إلاّ أن الفقراء ازدادوا فقرًا، حيث تعمقت مظاهر الفقر، بدليل أنّ الفارق بين مدخولات الأسرة وخط الفقر قد ارتفع من 34,6% ( عام 2014) إلى 35,7% العام الماضي. وبينما كانت 58% من العائلات الفقيرة عام 2014 في حالة من الفقر المستمر ( بمعنى أنها غير قادرة على الخروج من دوامة الفقر)- فقد ارتفعت هذه النسبة العام الماضي إلى 60%.
العرب ( بطبيعة الحال!) يزدادون عددًا وفقرًا!
وأشار التقرير إلى ارتفاع في مؤشرات الفقر المستمر لدى العائلات الكثيرة الأولاد ( التي تضم خمسة أولاد فما فوق) حيث أن 84% من هذه الفئة من العائلات تعيش في حالة " الفقر المستمر"- مع الإشارة إلى أن 77% من عائلات اليهود المتدينين ( الحريديم) تعيش حالة من هذا النوع من الفقر.
وسجل تقرير مؤسسة التأمين الوطني تراجعًا العام الماضي في حجم الفقر لدى العائلات الكثيرة الأولاد، وسجل بالمقابل في حجم الفقر لدى العائلات التي يعيلها ربّ أسرة بلا أولاد.
ويفسّر التراجع في حجم الفقر في أوساط المسنين بالزيادة ( الطفيفة) في مخصصات الشيخوخة العام الماضي.
وفيما يتعلق بالمواطنين العرب حاملي الهوية الإسرائيلية، فقد أشار التقرير إلى ارتفاع في معدّل وحجم الفقر: من 52,6% عام 2014- إلى 53,3% عام 2015. وفي المقلب الآخر، أشار التقرير إلى تراجع الفقر لدى اليهود الحريديم- من 54,3 إلى 48,7%، ويعود السبب في ذلك إلى الزيادة الحاصلة في مخصصات الأولاد ( وما أكثرهم!)، وكذلك إلى الزيادة في المدخول الآتي من العمل والوظائف.
مقارنة مع دول OECD
ومن المعطيات اللافتة في التقرير أيضًا، أن منسوب الفقر لدى العائلات التي يعيلها فردان- قد بقي على حالة، بنفس المستوى الذي كان مسجلاً عام 2014، أي بنسبة 5,6%- بينما ارتفع المنسوب لدى العائلات ذات المعيل الواحد إلى 25,9%.
وفي الخلاصة، يتبين من التقرير، أن إسرائيل ما زالت " تحتلّ" المرتبة الأولى في سلّم الفقر وانعدام المساواة ضمن دول منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي ( OECD)، حيث أن حجم ومنسوب الفقر في الدولة العبرية التي كانت تحلم بأن تكون " دولة رفاه"- هما الأكبر والأشد في إطار الدول المذكورة، ولعل أحد الأسباب المركزية لذلك هو أن المخصصات المدفوعة من قبل مؤسسة التأمين الوطني لا تتعدّل ولا تتحتلن وفقًا لمستوى المعيشة ومتطلباتها- بل وفقًا لجدول غلاء المعيشة والأسعار، الذي ظل في السنوات الأخيرة يقارب... الصفر!
[email protected]
أضف تعليق