في أعقاب المعطيات المقلقة التي أظهرتها دراسة خاصة بـ "كيان" والتي تشير إلى الإجحافِ والتمييز الذي تعاني منه النساء العاملات عامة والعاملات لدى مشغلين عرب خاصة، بادرت "كيان" مؤخرًا إلى تنظيم منتدى خاص بالمشغلين العرب يعمل على تحسين ظروف التشغيل للنساء العاملات مما يساهم في تحسين اقتصاد المجتمع العربي، حيث تؤكد الأبحاث الأخيرة أنّ تشجيع النساء العربيات على الانخراط في سوق العمل سيحسن من الدخل الأسريّ في المنزل كما ويعود بمردود يوازي زيادة في الناتج القومي تقدّر ما بين %3.5 الى 7.3%.

ونجحت "كيان" حتى اليوم في استقطاب عدد من المشغلين العرب لهذا المنتدى الذين أكدوا على التزامهم بتشغيل النساء وفق ما يقتضيه القانون دون أي علاقة للتحديات الاقتصادية التي تواجههم من تمييز مؤسساتي ومجتمعي.

كما وأكد قسم من المشغلين الذين تم لقائهم أنّ إنصاف المرأة العاملة في سوق العمل لا يعود بالفائدة المادية عليها فقط، إنما يعود بالفائدة على المشغل ذاته الذي يقيس الربح والخسارة لمصلحته وفق كمية الإنتاج التي تتناسب بشكل طردي مع مدى رضى العاملة عن ذاتها، وعن عملها، وبالأساس عن المردود المادي الذي تحصل عليه مقابل هذا الإنتاج.

وشدد المشغلون على رفضهم كافة أشكال التمييز الجندري في أماكن العمل، منها ايضًا التحرشات الجنسية والاستغلال الوظيفي لتحقيق أهداف شخصية، متفقين على ضرورة العمل لخلق بيئة تضمن التكافؤ في فرص العمل مع مراعاة الواقع السياسي والتمييز الذي يواجهه أيضا المشغلون.
ومن المُقرر أن تقوم "كيان" قريبًا بإطلاق المنتدى في حدثٍ إعلاميّ خاص، بعد استكمال وثيقة التشغيل التي يتم الاتفاق عليها بين أفراد المنتدى والتي تضمن تشغيل المرأة بصورة عادلة ومنصفة.

• المحامية مريم هواري: رغم الصعوبات في إقناع المشغلين العرب أنّ تحسين ظروف العاملات يعود بالربح المادي

وفي تعقيبٍ للمحامية، مريم هواري، مركزة مشروع حقوق النساء في العمل، اشارت إلى الصعوباتِ التي ترافق "كيان" في تشكيل هذا المنتدى والذي يتطلب إحداث تغيير نوعي وجذري في تعامل المصالح العربية مع العاملات العربيات علمًا أنّ هنالك مصالح تشغل فتيات عربيات بـ 10 شيكل للساعة فقط!.

وقالت المحامية مريم هواري أنه ورغم الصعوبات في إقناع المشغلين العرب أنّ تحسين ظروف العاملات، إضافة لكونه حق أساسي وفق ما يمليه القانون، من شانه ان يعود بالربح المادي على المصلحة خاصة وعلى المجتمع عامة، إلا أنّ هنالك من اقتنع بالجدوى الاقتصادية من هذه الخطوة وأنضم إلى المنتدى حيث يسعى المشروع إلى استقطاب عدد أكبر وتأسيس وثيقة تضمن حقوق المرأة في التشغيل العادل والمنصف.
وأضافت المحامية هواري: نحن في "كيان" نؤمن بالدور الهام للمشغلين العرب في تطوير الاقتصاد العربي المحلي بشكل خاص والتغيير المجتمعي بشكل عام، عن طريق ضمان حقوق العاملات الفلسطينيات، وقف التمييز ضدهن وتوفير بيئة عمل آمنة وسليمة لهن، ومن هذا الباب قمنا بالتواصل مع مجموعة من المشغلين العرب بهدف إطلاق هذا المنتدى.

واختتمت المحامية هواري بالقول: نعبر عن استعدادنا التام في جمعية "كيان" بالتعاون مع المشغّلين في سبيل القضاء على كافة اشكال التشغيل المسيء وما يتضمنه من انتهاكات قانونية فيما يتعلق بحقوق النساء العاملات. ونحن على استعداد لتقديم اي استشارة ومحاضرات بهذا الشأن لرفع الوعي وتعريف المشغّل والعاملة العربية بحقوقها.

• يأتي هذا المنتدى كجزء من مشروع أوسع وأشمل يعمل على تحسين ظروف النساء في أماكن العمل. 

يُشار الى أنّ جمعية "كيان" تعالج القضايا المتعلّقة بتطوير مكانة المرأة العربية في البلاد عامة والمرأة العاملة خاصة، ولطالما سعت مِن أجل إحداث تغيير مجتمعي في الداخل الفلسطيني، وارتكز في عملها على تحصيل الحقوق للنساء، والعدالة الاجتماعية والمساواة الجندريّة، والحد من جميع أشكال التمييز ضدهن. وكانت جمعية كيان قد أجرت بحثًا أوليًا وفريدًا من نوعه، والذي هدفَ إلى فحص ظروف تشغيل النساء العربيات العاملات عند مشغلين عرب بالأساس، ويأتي هذا المنتدى كجزء من مشروع أوسع وأشمل يعمل على تحسين ظروف النساء في أماكن العمل. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]