ليس هنالك أي شك لدى كل مواطن في البلاد أن المجتمع العربي يشهد حالة خطيرة جدًا تتلخص بالعنف المستشري بشكل كبير وبفساد وقضايا سلبية أخرى، وفي ظل هذا الحال السيء، وبهدف البدء بالتحسين عبر العمل على الشبيبة، أعلن قسم المجتمع العربي في إدارة المجتمع والشباب بوزارة التربية والتعليم عن إطلاق خطة شاملة في مجال التربية اللامنهجية، تشمل ميزانيات ضخمة (جزء من ميزانية الخطة الحكومية 922)، وتخصص بشكل مهني لمشاريع جديدة في المجتمع، في كافة البلدات وبالتعاون مع السلطات المحلية.
هذه الخطة الجديدة إذا ما نفذت بشكل صحيح تعتبر نهضة حقيقية أو حتى ثورة في مجال التربية بالمجتمع العربي وستصب نتائجها في مصلحة هذا المجتمع، حول هذا الموضوع وضمن متابعة "بـُكرا" لكافة القضايا التي تخص المجتمع العربي وخصوصًا الهامة منها، أجرينا مقابلة مع مدير قسم المجتمع العربي في إدارة المجتمع والشباب بوزارة التربية والتعليم، الأستاذ جلال صفدي، المبادر المركزي لهذا المشروع، وقد قال: يشهد مجتمعنا العربي بالفترة الأخيرة تزايدًا في حالات العنف والأمور السلبية ووصل لمرحلة الانهيار، انهيار القيم، وهنا يُطرح السؤال، ما هو دور وزارة التربية والتعليم في إنقاذ المجتمع من حالة الإرهاب المدني هذه التي يعيشها؟ ومن هنا كمسؤول في وزارة التربية والتعليم وبقضية الخطة الحكومية 922، أبشر المجتمع العربي أننا بدأنا بخطة إنقاذ المجتمع العربي، الجيل الشاب تحديدًا، وذلك عبر برامج خصصت لها ميزانيات هائلة جدًا.
طاقم لاستغلال الميزانيات كما يجب .. ثم الميزانيات
وتابع صفدي: قرار 922 (الخطة الخماسية) يتخلص في مجال التربية غير المنهجية بقسمين ، الأول هو أنه تم مأسسة المبنى التنظيمي لقسم التربية غير المنهجية، قسم سيتخصص لهذا المجال وفيه بالإضافة للإدارة 12 مفتشًا ومفتشة في كل المناطق لمتابعة المشاريع وتنفيذها كما يجب، هؤلاء تم تعيينهم مؤخرًا، وذلك بعدما قلنا بحزم أن الميزانيات لا يمكن استغلالها بدون طاقم حقيقي ومختص.
وأضاف: أما القسم الثاني أو المرحلة الثانية، فهو الميزانيات، فقط تم تخصيص 130 مليون شيكل للتربية غير المنهجية، وقريبًا سيتم توزيع القسم الأول، 70 مليون لكل السلطات المحلية العربية والبدوية، وسنتوجه للسلطات بنداء وتحصل كل سلطة محلية على مبلغ يحدد وفق معطيات تخص البلد نفسها، أي عدد الطلاب من جيل 6-18 وضع البلدة الاقتصادي الاجتماعي، كل بلدة تحصل على ميزانية لبناء برنامج لـ5 سنوات لمشاريع في التربية غير المنهجية، مع متابعة حثيثة من طرفنا عبر المفتشين.
تحويل المدارس لجماهيرية
وتابع: أحد الأمور التي طلبناها هو تحويل المدارس إلى مدارس جماهيرية، كي تعمل من ساعات الصباح حتى ساعات المساء، ففي المساء من الممكن أن تنظم فعاليات بمشاركة الأهل وأمور أخرى عديدة، وأيضًا قضية الدورات، جزء من الميزانيات التي ستصل للسلطات المحلية ستكون مخصصة للدورات، فقسم كبير من الطلاب لا يستطيعون ماديًا أن يشاركوا في الدورات التي تنظم بشكل عام.
وعرض صفدي الأمور التي يتركز عليها المشروع: في هذا المشروع نركز على أربعة أمور مهمة، اولًا ملء أوقات الفراغ، ثانيا تقوية القيادة الشاب، ثالثًا تحسين مهارات التشغيل، وتذويت قيمة التطوع الجماهيري.
بحث شامل بالتعاون مع المتابعة والقُطرية
وتابع: بعدما قمنا ببحث شامل لوضعية المجتمع العربي في هذا المجال- مجال الشبيبة- وذلك عبر عمل مشترك مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ومع لجنة المتابعة ولجنة متابعة قضايا التعليم ومساواة وجهات أخرى، تبيّن أن هنالك العديد من العوائق التي تقف في وجه الشاب العربي وتمنعه من التطور كما يجب، أحد هذه العوائق، اللغة، الشاب العربي بشكل عام يعاني من ضعف في اللغة العبرية وهذا يمنعه من الانخراط بسهولة في سوق العمل أو في التعليم الأكاديمي، وأيضًا قضية الشخصية، قسم كبير من شبابنا يعانون من نواقص بالشخصية امام الغريب، وهكذا ستعمل الخطة، وفق الحواجز في كل بلد وبلد، فهنالك بلدات تختلف عن بلدات اخرى، وفي كل مكان يوجد نقص معيّن، لذلك الخطة تشمل المفتشين والمرشدين في كل منطقة .
وتحدث صفدي عن الأمور التي تركز عليها الخطة: ، قضية القيادة، يعاني مجتمعنا من نقص في القيادات الشابة لذلك هنالك برامج لبناء وتكوين القيادة الشابة. وأيضًا قضية وقت الفراغ، شبابنا ولأن لديهم وقت فراغ كبير يتوجهون لأمور سيئة وسلبية، وهذا ما ستحله الخطة عبر مشاريع وبرامج عديدة للشبيبة بشكل يومي.
نجاح الخطة؟
وأضاف: نجاح الخطة يتعلق بتعاون السلطات المحلية، لذلك نحن ندعو رؤساء السلطات المحلية العربية بأن يتعاونوا معنا وسنتابع الأمر من طرفنا وكل سلطة لا تعمل وفقًا للخطة كما يجب ولا تتعاون لن تحصل على الميزانيات، نحن نهدف لإنجاح الخطة واستغلال كل جزء من هذه الميزانيات الضخمة، ونريد أن نرى نتيجة خلال السنوات القادمة في كافة المجالات.
وحول متابعة المشاريع: نحن بصدد إقامة مديرية تابعة للقسم لتقييم وضع كل بلدة بشكل خاص، ماذا ينقصها وماذا حققت من الخطة، ستتابع المشاريع في كل قرية وقرية، وسنعيّن في كل سلطة محلية مرافق ومستشار تنظيمي لتوجيه السلطات المحلية على استغلال الميزانية كما يجب، فنحن نرى أن أحد أسباب نجاح الخطة هو دعمها بقوى بشرية مهنية تتابعها في كل البلدات على الإطلاق.
نداء
ووجه صفدي نداءً مرة اخرى لرؤساء السلطات المحلية وقال: مجتمعنا يعاني بشكل صارخ، ولتحسين حال هذا المجتمع يجب أن ننهض بالجيل الجديد للأفضل، وهذه الخطة وهذه الميزانيات التي نقدمها اذا ما تم استغلالها كما يجب ستنهض بجيل أفضل وبالتالي سيكون لدينا مستقبل أفضل لمجتمعنا، وأيضًا نتوجه للجمعيات الثقافية التي تعمل في هذه المجالات التربوية اللامنهجية لأن تتعاون معنا ونحن بدورنا سنزودها بميزانيات مناسبة لتطوير المجتمع، كل في مجاله.
[email protected]
أضف تعليق