اجتمع العشرات من رؤساء السلطات المحلية في الشمال، من العرب واليهود، عصر اليوم الاثنين في المركز الجماهيري في طرعان وذلك بهدف بحث نتائج تقرير لجنة "جروتو" الذي صدر مؤخرا والذي يظهر معطيات صحية خطيرة في الشمال , كما وتم عرض الفجوات الصحية الواضحة بين الخدمات الصّحية المقدمة في المركز وتلك المتوفرة في الشمال. حيث يحذر الرؤساء من هذا الوضع ويسعون الى التأثير على ميزانية الدولة التي تجري المصادقة عليها خلال الشهر القريب ويطالبون في دمج نتائج لجنة "جروتو" ضمن ميزانية الدولة.

اللقاء اقيم بمبادرة المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل وجمعية الجليل، وهدف الى اتخاذ خطوات نضالية وعملية لتحصيل موازنات وخدمات صحية اضافية في الشمال بناء على احتياجات السكان، وذلك في ظل النقص الحاد في الموارد البشرية، الأجهزة ومراكز الطوارئ.

شارك في الاجتماع رئيس مجلس طرعان البلد المضيف , عماد دحلة , رئيس مجلس دير الاسد أحمد ذباح , رئيس مجلس المشهد محمد يوسف حسن , رئيس مجلس عيلوط ابراهيم ابو راس ونائب رئيس بلدية الناصرة محمد عوايسي وممثلين عن البلديات والمجالس في الوسط اليهودي.

وخلال الجلسة تم التطرق الى تقرير لجنة جروتو الواسع الذي يشبر الى انه اذا لم تغّير الحكومة سلم اولوياتها بما يتعلق بتوزيع الموارد والميزانيات، ستتسع الفجوات الصحية اكثر في كل المجالات الصحية. "رصدت اللجنة بشكل واسع جميع مجالات الطب في الشمال للوصول الى الكاملة في هذا التقرير وتم فحص خدمات الصحة الجماهيرية، خدمات المبيت في المستشفيات، عيادات الام والطفل، تطّور الطفل، التأهيل، الشيخوخة، صحة الاسنان، نجمة داوود الحمرا، الصحة النفسية، الجاهزية لحالات الطوارئ، المراكز الطبية الليلية، القوى العاملة الطبية في الشمال. وقد وجدت اللجنة ان هناك فجوات صحية واضحة من شأنها ان تتسع أكثر اذا لم يتم أي تدخل من الحكومة.

وفي هذا السياق يشير تقرير لجنة جروتو العديد من مواقع النقص والحاجات الصحية الملحة لسكان الشمال, مثلاً ان هناك فجوات تصل الى 900% بعدد الأسرة للتأهيل بين الشمال والمركز ونقص كامل في خدمات التأهيل للأطفال ومراكز تأهيل القلب والرئتين. بناء على ذلك تضطّر العائلة المحتاجة لهذه الخدمات من الجليل الى السفر الى منطقة (الكريوت) لمدة تزيد عن ساعة حتى تحصل على خدمات التأهيل ,الموعد ازمني (الدور) القريب لتلقي خدمة في عيادة الأوجاع هو بعد سنة ونصف , لا توجد عيادات للصحة النفسية في القرى العربية , نسبة الاطباء، الممرضات والمهن الطبية المساعدة في الشمال, اقل بكثير مقارنة مع المركز , عدد الاطباء لكل 1000 نسمة في منطقة المركز هو ضعفي عدد الاطباء في الشمال.

من جهته قال عماد دحلة رئيس مجلس طرعان المحلي الذي استضاف الاجتماع: " نسعى الى التأثير على ميزانية الدولة التي تتجاهل سكان الجليل وصحتهم. كان الادعاء دائما غياب الميزانيات، لكن وزارة الصحة حصلت على ميزانية اضافية تصل الى 4 مليار شيكل وعلينا ان نناضل من أجل الحصول على جزء من هذه الميزانية لإنقاذ الوضع الصحي في الشمال والجليل. هذا النضال هو نضال جميع السلطات المحلية في الشمال ونضال المجتمع العربي الذي يشكل 70% من سكان الجليل.

وفي هذا السياق قال د. محمد خطيب, مختص في الصحة الجماهيرية وتعزيزي الصحة: كم ضحية يجب على سكان الشمال ان يقّدموا حتى تحقيق المساواة في الخدمات الصحية بين الشمال والمركز؟ اخيراً وبعد نضال مستمر للمنتدى المدني لتطوير الصحة في الشمال وأطر مدنية اخرى ، ينشر تقرير لجنة جروتو لتوسيع الخدمات الطبية في الشمال التي توصي بتنفيذ سلسلة من الخطوات لتقليص الفجوات بين المركز والشمال. ولكن تبقى المشكلة الأساس انه لا توجد ميزانية لتمويل تنفيذ هذه التوصيات! يجب علينا أن لا نبقى صامتين بل نناضل ونطالب بتنفيذ فوري للتوصيات المهمة لأن ذلك سيغير الواقع الصحي في الشمال بشكل كبير

يذكر ان المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل، مكون من مهنيين وخبراء من مختلف المجالات والمؤسسات الصحية والاجتماعية، أقيم عام 2014 بمبادرة خريجي برنامج قيادات للتغيير الصحي في الشمال، وكل من جمعية الجليل، جمعية حقوق المواطن، منظمة شتيل، "الكا" معهد القيادة والحكم في الجوينت، ويعمل المنتدى على تطوير الخدمات والمستوى الصحي في الشمال من خلال التغيير الاجتماعي وتغيير السياسات 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]