خلال الأيام القليلة المقبلة سيستمع المئات من سكان طمرة والمغار والبلدات المجاورة الى شهادات وروايات قاسية ومؤثرة ومؤلمة يسردها يهود أثيوبيون قدموا الى البلاد في رحلة شاقه قاطعين مسافة 1300 كيلومتر في صحارى السودان. كما سيتعرف سكان هذه البلدات على الشبه والتشابه بينهم وبين اليهود الاثيوبيين من جهة الخبرات والتجارب في الحفاظ الايجابي على التقاليد وعلى الاطار العائلي عند التلاقي مع المجتمع العصري. وكل ذلك كجزء من مشروع قطري تحت مسمى "حكاية على الطريق" وهو مشروع أطلقته الشركة القطرية للمراكز الجماهيري، ويهدف الى تشجيع التعرف على الثقافة والرواية الخاصة بقدوم الإسرائيليين ذوي الأصول الأثيوبية الى البلاد.

ويشار الى ان سكان تلك البلدات قد وافقوا على ان يستقبلوا في منازلهم الضيوف الذين سيتبادلون الحديث معهم حول أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم في اثيوبيا، وحول رحلتهم عبر صحارى السودان وإقامتهم في مخيمات اللاجئين، وحول لحظة تحقيق حلمهم بالقدوم الى البلاد. وبالإضافة الى ذلك، سيتحدثون عن الفجوة والفارق بين الحلم والواقع، وبين حياتهم في القرى وحياتهم الجديدة في المدن.

ويشارك بالروايات في مشروع "حكاية على الطريق" أكثر من مئة من اليهود القادمين من اثيوبيا. وخلال الأسابيع القادمة، على مشارف عير "سيغد"، الذي يتخلله الصوم والتطهر والتجدد، سيسرد الرواة حكايات الهجرة والضياع والكفاح من اجل الحفاظ على تقاليد عائلاتهم وأسرهم في الطريق الى اسرائيل، وسيروون هذه الحكايات أمام الآلاف من المستمعين في مئتي مناسبة واحتفال في جميع أنحاء البلاد، وفي بيوت خاصة وأندية الشباب والمراكز الجماهيرية- وستتوج هذه الفعاليات بحفل ختامي ينظم في الكنيست.

يقول دافيد مهرات، وهو واحد من ساردي الحكايات: "أنا فرح بهذه المبادرة وبمنح منصة للقادمين من اثيوبيا من أجل تعريف المجتمع الاسرائيلي بأسره برواياتهم الشخصية وهم في طريقهم الى تحقيق حلمهم بالهجرة الى اسرائيل". ويضيف مهرات: "بدأت رحلتي الى اسرائيل سوية مع جميع افراد أسرتي وعددهم عشرة وعند وصولنا الى البلاد كان عددنا سبعة فقط. حيث اختفى ثلاثة من أشقائي بعد اعتقالهم من قبل السلطات السودانية ولم نعرف بعد ذلك شيئاً. ويهمني أن أعبر عن شعورنا بالفرحة الممزوجة بالحزن، وأن أروي حكاية البطولة وصراع البقاء لعائلتي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]