عقدت الكنيست اليوم –الثلاثاء – يومًا خاصًا على شرف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وذلك بمبادرة من النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة، القائمة المشتركة) رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية في الكنيست حيث شمل اليوم نشر تقارير ومعطيات حول الظاهرة تلاها نقاش بمشاركة النوال، عشرات الممثلين عن وزارات ومؤسسات، ومن ثم عرض فيلم "نساء الحريّة" ليُختتم بنقاش في الهيئة العامّة في الكنيست حول الموضوع.
توما-سليمان: على جميع ايامنا ان تكون ايام نضال ضد العنف المستشري الذي يستهدف نساءنا
افتتحت الجلسة الاولى النائبة توما سليمان وقدّمت تحيتها باسم اللجنة الى كل من ساهم بانجاح هذا اليوم وساعد على نشر واعداد التقارير والاحصائيات، وفي افتتاحها للنقاش قالت توما سليمان ان هناك حاجة ماسّة لاحياء هذا اليوم بشكل سنوي واضافت: "أولاً وقبل كل شيء من المهم جدًا التشديد انه على جميع ايامنا ان تكون ايام نضاليّة لمواجهة العنف ضد النساء، نحن نستغل هذا اليوم لتذكير كل من يتجاهل هذه الظاهرة بأن العنف ضد نساءنا موجود بيننا وعلينا تكثيف النضال ضده. يحمل احياء هذا اليوم اهميّة اضافيّة كونه فرصة للتوعية حول الظاهرة ومواجهة السلطات في تقصيرها المستمر بعملها ضد العنف بشكل عام والعنف ضد النساء بشكل خاص". في بداية الجلسة جرت حتلنة الحضور بتلخيص معطيات ظاهرة العنف ضد النساء للعام الـ2016 والذي قدمته ممثلة مركز المعلومات والأبحاث في الكنيست، اذ يظهر التقرير انه على الرغم من ان نسبة النساء العربيات في الدولة لا تتجاوز الـ%20 إلّا ان حصّتهن من اعمال العنف تتجاوز الـ%40 اي ضعف نسبتهن في الدولةـ وشدد التقرير على أن ما يقارب الـ%70 من المُدانين في اعمال عنف ضد النساء هم اصحاب السوابق في هذا المجال بل وأن %30 من المسجونين على جرائم عنف ضد النساء يُسجنون للمرة السادسة أو أكثر على نفس الجرم، بالاضافة الى انه من أصل كل 8 نساء تعرّضن للقتل يوجد على الأقل 3 نساء قمن بتقديم شكوى للسلطات.
لجنة المدراء العامة تقدّم توصياتها بعد متابعة اللجنة الفرعيّة لظاهرة العنف ضد النساء
خلال الجلسة الاولى عرضت لجنة المدراء العامّة في الكنسيت تقريرها وتوصياتها حول محاربة ظاهرة العنف ضد النساء، وتأتي هذه التوصيات بعد فترة عمل قامت بها اللجنة الفرعيّة لمناهضة العنف داخل الأسرة وضد النساء، اذ اظهر التقرير عجز السلطات عن منع ظاهرة العنف ضد النساء من خلال عرض الخلل والمشاكل التي تواجهها المكاتب المختلفة في متابعة شكاوى الضحايا. وضمن تقريرها الذي من المتوقع ان تتبناه لجنة الوزراء اقترحت اللجنة سلسلة من الخطوات لمحاربة الظاهرة من ضمنها خطط لدعم ملاجئ النساء ضحايا العنف وتوصيات لتعديلات قانونيّة من شأنها التغلّب على التساهلات الموجودة اليوم مع منفذي الاعتداءات. ومن الجدير ذكره مشاركة مدراء وزارات الأمن الداخلي والعمل والرفاه، وجميع رؤساء الطواقم في لجنة المدراء العامة واستعراض كل منهم لما يخص وزارته من مراحل الخطة المطروحة.
في تعليقها على التقرير اثنت النائبة توما-سليمان على العمل الجادّ الذي قامت به اللجنة واكدت ان التقرير يدعم ما قالته سابقًا حول ضرورة القيام بتعديلات قانونيّة وتعديلات في مجال تطبيق هذه القانون, وشدّدت توما سليمان على ان القرير يدعم اقتراح القانون الذي تعمل عليه والذي يؤسس سلطة حكوميّة تضم مندوبين من كافة الوزارات والمكاتب المعنيّة لتتغلّب على مشاكل عدم التنسيق بين الاجسام المعنيّة ومشاكل اخرى تم عرضها بالتقرير. في النهاية وجّهت توما-سليمان دعوتها الى الوزارات والحكومة بتبنّي التقرير وتوصياته والعمل على تمويل هذه التوصيات لكي لا تبقى حبرًا على ورق، اذ من التقرير يظهر ان الميزانيات التي تخصصها الحكومة لا تلبّي الاحتياجات والخطوات التي جاءت في التقرير.
"نساء الحرية" في استضافة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندرية
من ضمن نشاطات لجنة مكانة المرأة في الكنيست على شرف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء عُرض فيلم "نساء الحرية" للمخرجة عبير زيبق حداد، والذي يجلب قصص لنساء شابات منهن من قُتلن لكونهن نساء ومنهن ما زلن يعشن في خطر دائم على حياتهن. كما ويناقش الفيلم مصطلح "شرف العائلة" ويُظهر أن هذا المصطلح هو عذر فقط للعنف ضد النساء ومحاولة التحكّم في حياتهن. في نهاية عرض الفيلم دار حوار مع المخرجة حول المعاناة التي تمر فيها هؤلاء النساء المهدّدات ومواقف المخرجة والتزامها بطرح قضايا العنف ضد النساء العربيات وقتلهن. وقالت رئيسة اللجنة، النائبة عايدة توما-سليمان، تلخيصًا للنقاش أنها جدًا فخورة وسعيدة بمشاركتها في هذا الفيلم قبل 3 سنوات، وشدّدت على أهمية أن يشاهده أكبر عدد من الجمهور العربي واليهودي نظرًا للموقف الإنساني الواضح الذي يحمله الفيلم من مكانة النساء ومسؤوليتهن على حياتهن والثمن الذي قد يدفعنه مقابل هذه المسؤولية البسيطة.
هويّة القاتل والمعتدي معروفة للجميع
في نقاشها في الهيئة العامة للكنيست، قالت توما-سليمان: "نحيي اليوم في الكنيست اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، لنذكّر بالنساء اللواتي يناضلن بشكل يومي للحفاظ على حياتهن، في هذا اليوم نتذكر النساء اللواتي لم يتمكنّ من الحفاظ على حياتهن ووقعن ضحيّة للعنف الموجّه ضدّهن، في هذا اليوم ايضًا نوجّه تحيّة ونتذكّر كل من يناضل ضد هذه الظاهرة وضد انتشار العنف ضد النساء بهذا الشكل الذي هو فيه اليوم" واضافت توما-سليمان: "العنف ضد النساء ليست المشكلة بحدّ ذاتها، بل هي عارض من عوارض الجوّ العام الذي يرى بمساواة النساء امرًا مفهومًا ضمنًا ويشرعن اضطهادهن في المجتمع. النساء اليوم لا يسألن عن هويّة القاتل، فهويّة القاتل والمعتدي معروفة للجميع، السؤال الذي يطرح هنا: لماذا لا يزال القاتل والمعتدي حرًا طليقًا بيننا، كيف يعقل أن الهويّة معروفة للجميع عدا الشرطة، حان الوقت للقضاء على هذا الاعمال والتعامل بشكل ملائم مع الموضوع والشكاوى التي تصل الشرطة "
[email protected]
أضف تعليق